التقى وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، الجمعة 3 أغسطس/آب 2018، في سنغافورة، في محاولة لنزع فتيل الأزمة الدبلوماسية الجديدة بين واشنطن وأنقرة على خلفية احتجاز أنقرة لقسّ أميركي.
وأعلن تشاوش أوغلو، عقب اللقاء أنه أبلغ نظيره الأميركي أن التهديدات والعقوبات لن تجدي مع أنقرة وذلك بعدما فرضت واشنطن عقوبات على وزيرين تركيين على خلفية احتجاز قس أميركي في تركيا.
وصرح تشاوش أوغلو أمام الصحافيين في سنغافورة في أعقاب لقائه مع بومبيو "نقول منذ البداية إن لهجة التهديد والعقوبات لن تحقق نتيجة. وكررنا ذلك اليوم".
وتابع تشاوش أوغلو أن تركيا "ترغب دائماً بحل المشاكل عبر السبل الدبلوماسية والحوار والتفاهم المشترك والاتفاقات".
لقاء بعيداً عن الكاميرات
وعُقد اللقاء بين بومبيو وتشاوش أوغلو على هامش قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في سنغافورة، وذلك بعد أن أعلنت واشنطن فرض عقوبات على وزيرين في حكومة رجب طيب أردوغان ما حمل الحكومة التركية على التوعد بإجراءات "مماثلة".
وتُطالب الولايات المتحدة بالإفراج الفوري عن القس أندرو برانسون، الذي وضع قيد الإقامة الجبرية الأسبوع الماضي في تركيا بعد اعتقاله عاماً ونصف العام لاتهامه بـ"الإرهاب" و"التجسس".
وينفي برانسون المقيم منذ نحو عشرين عاماً في تركيا حيث يشرف على كنيسة صغيرة، كل الاتهامات الموجهة إليه. وهو يواجه حكماً بالسجن مدة تصل إلى 35 عاماً في إطار المحاكمة التي بدأت في أبريل/نيسان الماضي.
وتابع تشاوش أوغلو "بحثنا مع بومبيو كيفية حل مشاكلنا" عبر التعاون والحوار، مضيفاً "كان لقاءً بناءً على أعلى مستوى".
لكنه قال "لا يمكن أن نتوقع حل كل المشاكل من لقاء واحد".
وكان بومبيو صرح في وقت سابق أن العقوبات الأميركية على الوزيرين التركيين "دليل" على "التصميم الكبير" للولايات المتحدة على إطلاق سراح القس أندرو برانسون.
ما وراء العقوبات
وبعيداً عما يجري بين المسؤولين، يرى خبراء أميركيون أن التهديدات التي أطلقها مؤخراً الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ونائبه مايك بنس، ضد أنقرة عقب قرار محكمة تركية بفرض الإقامة الجبرية على القس الأميركي أندرو برانسون، المتهم بالتجسس والإرهاب، تهدف لاستجداء دعم الإنجيليين في الانتخابات النصفية المزمع إجراؤها في البلاد بعد أشهر.
وقال البروفسور دانييل سيرور، عضو الهيئة التدريسية في معهد الدراسات الدولية لدى جامعة جون هوبكنز الأميركية، إن "تهديدات ترمب متعلقة تماماً بالسياسة الداخلية للبلاد، وليست لها علاقة بتركيا".
وأضاف "سيرور" وهو خبير في شؤون الشرق الأوسط، خلال حديثه للأناضول، إن "وراء هذه التهديدات محاولة من ترمب لإظهار نفسه بمظهر المدافع عن زعيم إنجيلي يواجه اتهامات في تركيا".
وأوضح أنه غير مطلع على الاتهامات التي يواجهها القس "برانسون" في تركيا. مبيناً أن ترمب يحاول إقناع الإنجيليين بأنه يساند القس برانسون، بهدف الحصول على أصواتهم في الانتخابات المقبلة.
اقرأ أيضاً:
أنقرة تتوعد واشنطن بالرد على العقوبات.. و4 أحزاب تركية تعتبرها استهدافاً لكيان الجمهورية التركية
منها تسليم غولن وقضية "بنك خلق" والأكراد.. تعرَّف على أهم 5 ملفات تُعقِّد التحالف بين أنقرة وواشنطن