«أين الملك»: كاتب أردني يصف مَن يرددون السؤال بـ«الديدان».. وإعلامي إسرائيلي يثير الجدل

أين الملك .. سؤال تداولته حسابات عدد كبير من الأردنيين عبر الشبكات الاجتماعية، في أعقاب ذهاب العاهل عبدالله الثاني إلى أميركا في إجازة سنوية.

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/02 الساعة 09:43 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2019/03/31 الساعة 13:22 بتوقيت غرينتش
ملك الأردن

أين الملك .. سؤال تداولته حسابات عدد كبير من الأردنيين عبر الشبكات الاجتماعية، في أعقاب ذهاب العاهل عبدالله الثاني إلى الولايات المتحدة الأميركية في إجازة سنوية. لكن القصة هنا لم تكن في التساؤل نفسه، وإنما في ردود أفعال كُتاب صحفيين محسوبين على الحكومة على السؤال ذاته.

الكاتب الصحفي أحمد سلامة نشر مقالاً مثيراً للجدل، فردت له جريدة "الرأي" مساحة كبيرة على الصفحة الأولى، وهي الجريدة المحسوبة على الحكومة، والتي تمتلك مؤسسة الضمان الاجتماعي حصة كبيرة منها.

المقال جاء بعنوان "أين الملك، لماذا السؤال؟"، وصف فيه من يسألون عن الملك بـ"الديدان". وفي فقرة أخرى شبّه السؤال عن الملك بالسؤال عن الوجود والكون الذي قد يفضي بصاحبه إلى "جهنم وبئس المصير".

أين الملك.. سؤال مشروع ولكن

وأثار غياب الملك في إجازة خاصة منذ عيد الفطر العديد من التساؤلات عبر الشبكات الاجتماعية، في الوقت الذي تعتبر هذه المرة الأولى التي يتصدر فيها كُتاب صحفيون أو وزراء سابقون للإجابة عن هذا التساؤل.

وقال أحمد سلامة في تصريح لـ"عربي بوست" إنه هجر العمل الصحفي منذ عام تقريباً، إلا أن "وجود حملة من أشخاص وجماعات ذات نية سيئة بطرح فكرة سحب مسؤولية ومحاسبة الملك على غيابه عن أرض الوطن هو ما أعاده"، على حد تعبيره.

وأضاف أن السؤال "أين الملك والملكة" هو سؤال مشروع لذوي النية الحسنة، لكن "التجريح والتشكيك بمسؤوليات قائد البلاد هو ما جعلني أخرج عن صمتي".

ودافع سلامة عن بعض التعبيرات التي استخدمت في المقال كـ"الديدان"، قائلاً إنه لم يقصد منها الإساءة وإنما التشبيه، فالديدان والأفاعي وما يسكن الأرض "تشعر بالهزة أو الزلازل لذا فهي تخرج"، على حد تعبيره.

وورد في مقال سلامة: "إن الأرض تميد من تحتنا بفتنة، وإشاعات متوحشة أيقظت الغرائز ليحمل الرذاذ إلى الرذاذ مادة تملأ الفراغ بجنون وهوس، ظن دعاته أنهم إن اجتمعوا على سؤال أين الملك يخدعون الأردنيين ويحققون مرادهم من التشكيك بقائد الوطن بغية انهيار البلاد في وقت لاحق لا سمح الله".

المقال ضمن حرية التعبير.. لكن السؤال مشروع

نقيب الصحفيين الأردنيين راكان السعايدة بدوره يرى أن المقال يندرج تحت بند حرية الرأي والتعبير، لكنه رأى أنه في الأصل ينبغي التدقيق ببعض العبارات مثل "الديدان".

لكنه يشرعن أيضاً السؤال الأساسي قائلاً إنه مشروع ومنطقي ولا ضير من طرحه وأخذه بإيجابية، خصوصاً بعد فهم الكثيرين أن المقالة وُجدت كتكبيل لعقولهم ومنعهم من الكلام ما أشعرهم بالإهانة والإساءة، فالمقال يناقش قضية عامة ومطروحة للإشكال.

وأكد أن الجو العام في الأردن مشحون سياسياً واقتصادياً، و"تداعيات الفساد لا تزال تظهر في الشوارع الأردنية ما جعل ردود فعل الناس عنيفة ومتسرعة، رغم أن العلاقة بين الشعب والنظام علاقة متناغمة لا يشوبها شائبة وغير مختلة، لذا لا يجب تدخل طرف ثالث بينهما"، على حد تعبيره.

وورد في مقال سلامة: "عصابة الادعاء التي توهمت بأنها تمثلكم أو هكذا ترى نفسها طرحت سؤالاً على مدار العشرين يوماً الماضية أين الملك؟ ببراءة مرة يقابله مكر ألف مرة، واتبع بسؤال آخر عن صلاحيات الملك وتداخل دور جلالة سيدنا الملك بكل الآخرين في الحكم الذي هو حق خالص لجلالته بأن يفوض بعض علم صلاحيته بدءاً من جلالة الملكة وانتهاء بالنائب المحترم السائل في مجلس النواب".

المقال لم يجيب عن تساؤلات الناس

الناشط الشبابي محمد الزواهرة، الذي شارك في الاحتجاجات عامي 2011 و2018، قال إن المقال فشل بشكل فني أو مهني بالإجابة عن تساؤلات الناس، وهذا شكل مشوّه للعمل الصحفي، مرجعاً الأمر لأن يكون محاولة من إدارة الصحيفة أو سياسة الدولة قدر المستطاع لتهدئة أسئلة الرأي العام.

وأشار الزواهرة إلى مشروعية السؤال حول صلاحيات الملك، فمن حق الناس السؤال عن غياب الملك لفترة تزيد على 40 يوماً، مع اختفاء إجابة رسمية عن هذا السؤال من الديوان الملكي، فهل هو في إجازة سنوية أو عمل؟

كاتب إسرائيلي يشكك ثم يتراجع

ويتزامن ذلك -برأي الزواهرة- بتشكيك بعض الأيدي الخارجية، مثل إيدي كوهين وهو كاتب إسرائيلي يتابع الأردن والنظام منذ فترة، عبر تغريدة له يوم 24 يوليو/تموز، الأمر الذي أوجد حالة من التشكيك، لذا الناس بحاجة لإجابة وليس لأحد يمنعهم من السؤال.

وعاد كوهين ليؤكد التساؤل نفسه من جديد في أعقاب تصاعد السؤال على الشبكات الاجتماعية، بتغريدة جديدة له يفتخر فيها بأنه كان من أوائل من أثار السؤال.

لكن كوهين نشر تغريدة يوم 2 أغسطس/آب ذكر فيها عودة الملك الأردني إلى قصر الحسينية.

أين الملك.. منذ أيام الملك حسين

وزير الشباب والصحفي الأسبق محمد داودية، الذي يشغل حالياً منصب رئيس مجلس إدارة الدستور التي تملك مؤسسة الضمان الاجتماعي أيضاً جزءاً كبيراً من أسهمها، كتب مقالاً بعنوان أين الملك؟ نشر يوم الثلاثاء الماضي، استذكر فيه رحلات الملك الراحل الحسين، التي ذهب فيها للاستجمام أو العلاج، حينها أيضاً كانت تظهر الإشاعات التي تطاول الملك.

وجاء في مقاله: "في تشرين الثاني 1992 كان الملك الحسين يتأهب إلى العودة للأردن من رحلة العلاج الأولى، فسرت إشاعة أن الملكة الوالدة زين الشرف قد انتقلت إلى الرفيق الأعلى، وأن الملك اتصل من لندن وأمر بكتمان خبر الوفاة وبوضع الجثمان في الثلاجة إلى حين عودته لعمان، كي لا تفسد مراسم احتفالات الشعب بعودته.

كانت الإشاعة تعني أن "قلب الملك الحسين كحجر الصوان".

وأضاف أن الملك عبدالله في رحلة عمل واستجمام، فينبري من يتجاوز أعرافنا في مخاطبة الملوك ويوجه سؤالاً شبه استنكاري: "أين أنت؟! منذ متى نخاطب ملكنا بهذه اللهجة؟! لا نفعلها مهما كانت الدوافع نبيلة ووطنية وصادرة عن قلق وحرقة ومحبة".

"حكومة الظل" تغضب الأوساط الرسمية

وتحدث النائب عن محافظة الطفيلة "جنوب الأردن" خلال جلسة منح الثقة لحكومة الدكتور عمر الرزاز، بشكل سلبي عن "دور الملكة"، وعن حكومة ظل في القصر وأخرى في الأمن.

هذه الإشارات أغضبت جميع الأوساط الرسمية منه، الأمر الذي جعل رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة يشطب مداخلته، وتحويله إلى لجنة السلوك النيابية.

وجاء هذا في وقت تداول فيه رواد الشبكات الاجتماعية فيديو للأمير حمزة بن الحسين، الأخ غير الشقيق للملك الأردني، يستذكر نصائح والده الراحل الملك الحسين بن طلال بخطاب قوي.

وجاء الخطاب خلال حفل تخريج إحدى المدارس. ووصف الناشطون الكلمة بالارتجالية والموزونة والتي تنبع عن ثقة وثقافة ودراية بواقع الشباب.

ووجه خلال الكلمة رسالة إلى الشباب مشيراً إلى أنه يشاهد الخوف والإحباط الذي ينتابهم وشعورهم بأن الوطن ليس لهم.

كما وجّه رسالة لمن يفكّر بالهجرة من الشباب قائلاً: "أرجوكم أن تدركوا أنكم أنتم الوطن، والوطن أنتم، وأنتم المستقبل، وأن آباءنا وأجدادنا بنوا هذا الوطن من لا شيء، فكان محاصراً دائماً، وواجه التحديات والحروب والمؤامرات لكنهم استطاعوا النهوض بالوطن بإخلاصهم لبعضهم البعض".

وأضاف للشباب: "شعورهم بأن الوطن ليس لهم وأنه لفئة معينة تستطيع الوصول بالمال والمعارف والشللية لكن لم يكن هذا الحال سابقاً، فنحن تربينا على قيم مختلفة".

وقال: "تستطيعون أنتم، فأنتم المستقبل، بناء هذا الوطن وتصحيح المسيرة، فلا تخشوا ذلك، فبالعزم نستطيع تغيير واقع الحال، فإن لم تفعلوا سنخسر الوطن والأمة".

واستذكر الأمير نصائح الملك الراحل الحسين بن طلال وذكرى 100 عام على الحرب العالمية الكبرى، وثورة العرب من أجل تحقيق مصيرهم، مشيراً إلى أننا نرى بعد 100 عودة الفرقة والدمار والتخريب.

بالفيديو .. خطاب قوي لسمو الامير حمزة يجتاح مواقع التواصل

الأمير حمزة بن الحسين يستذكر نصائح والده الراحل الملك الحسين بن طلال بخطاب قوي يجتاح مواقع التواصل الاجتماعي! تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي كلمة الامير حمزة بن الحسين في تخريج احدى المدارس .ووصف الناشطون كلمة سموه بالارتجالية والموزونة والتي تنبع عن ثقة وثقافة ودراية بواقع الشباب .ووجه سموه خلال الكلمة رسالة الى الشباب مشيراً انه يشاهد الخوف والاحباط الذي ينتابهم وشعورهم ان الوطن ليس لهم .ووجه سموه رسالة لمن يفكر بالهجرة من الشباب قائلاً : "ارجوكم ان تدركوا انكم انتم الوطن ، والوطن انتم ، وانتم المستقبل ، وان ابائنا واجدادنا بنوا هذا الوطن من لا شيء، فكان محاصرا دائما ، وواجه التحديات والحروب والمؤامرات ولكنهم استطاعوا النهوض بالوطن بإخلاصهم لبعضهم البعض ، وهذا ما كان يرمز له الملك حسين بان الانسان اغلى ما نملك ، لأنه ادرى بقيمة الانسان الاردني ، وانه بعزمه واصراه نستطيع تذليل كل المصاعب".وأضاف سموه قائلا للشباب : "شعورهم ان الوطن ليس لهم، وانه لفئة معينة تستطيع الوصول بالمال والمعارف والشللية، لكن لم يكن هذا الحال سابقا، فنحن تربينا على قيم مختلفة".وقال سموه : " تستطيعون انتم ، فانتم المستقبل بناء هذا الوطن وتصحيح المسيرة ، فلا تخشوا ذلك ، فبالعزم نستطيع تغيير واقع الحال ، فان لم تفعلوا سنخسر الوطن و الامة ".واستذكر الامير نصائح الملك الراحل الحسين بن طلال وذكرى 100 عام على الحرب العالمية الكبرى ، وثورة العرب من اجل تحقيق مصيرهم، مشيراً اننا نرى بعد 100 عودة الفرقى والدمار والتخريب.

Geplaatst door ‎Rotana Radio Jordan راديو روتانا الأولى- الأردن‎ op Dinsdag 31 juli 2018


اقرأ أيضاً:

الأردنيون غاضبون من "طائرة أحلام العسكرية" التي نقلتها إلى البتراء.. ومسؤول رسمي يوضح القصة

أوامر بإلقاء القبض على 30 شخصاً والمتهمون برلمانيون ومسؤولون حكوميون.. "مصنع السجائر" تثير جدلاً واسعاً في الأردن

علامات:
تحميل المزيد