«نزاع» على جثة مغربي بفرنسا.. زوجته تريد حرقها، وعائلته تصر على دفنه بالطريقة الإسلامية، وهكذا كان القرار النهائي للمحكمة!

عربي بوست
تم النشر: 2018/08/02 الساعة 16:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/08/02 الساعة 20:16 بتوقيت غرينتش
Cadaver on autopsy table, label tied to toe

صراع تعيشه المحاكم الفرنسية بين سيدة وعائلة زوجها المغربي المتوفى، بشأن من سيتسلم الجثة، وهل سيتم دفنها على الطريقة الإسلامية، أم حرقها على الطريقة الكاثوليكية، استجابةً لما قالته الزوجة الفرنسية أمام القضاة بأنها "تريد تطبيق وصية زوجها بحرق جثته بعد وفاته"، وهو الأمر الذي ترفضه أسرته المغربية.

وقضت محكمة استئناف فرنسية الخميس 2 أغسطس/آب 2018، بتأييد حكم ابتدائي صدر الأربعاء، يقضي بتسليم جثة مهاجر مغربي لزوجته الفرنسية، قصد حرقها، على الطريقة الكاثوليكية.

وقال مصدر من أسرة المهاجر المغربي الراحل وفق ما نقله موقع "اليوم 24" المغربي، إن القرار النهائي نص على تسليم الجثة للأرملة الفرنسية، ويأمر بلدية "ليموج" الفرنسية بالسماح بعملية الحرق صباح الجمعة 3 أغسطس/آب.

وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن "حسن.إ" المغربي، المقيم في مدينة بوردو والمتزوج بفرنسية، دخل المستشفى يوم الثلاثاء 24 يوليو/تموز 2018، بعد أن تعرَّض للدغة حشرة قاتلة، حيث ظل في المستشفى 5 أيام قبل أن يفارق الحياة.

محكمة فرنسية "تصدم" العائلة المغربية

وحاولت الزوجة الفرنسية تنفيذ "وصية" زوجها المغربي بحرق جثته، وهو القرار الذي لقي معارضة عائلته، التي لجأت إلى رفع دعوى قضائية عاجلة؛ لمنع حرق جثته ودفنه على الطريقة الإسلامية، غير أن قرار المحكمة كان صادماً.

فقد أصدرت محكمة فرنسية بمدينة بوردو، الأربعاء 1 أغسطس/آب 2018، حكماً قضائياً يقضي بتسليم جثة المهاجر المغربي إلى زوجته الفرنسية، وقال مصدر من أسرة المهاجر المغربي الراحل، حضر جلسة المحاكمة، إن القضاة استندوا إلى شهادات لزوجته الفرنسية، تدَّعي فيها أن المتوفى أوصى بحرق جثته بعد وفاته.

وذكر موقع "كوود" المغربي أن المحامية الفرنسية التي تترافع باسم العائلة المغربية تقدَّمت بالطعن في الحكم الابتدائي، ليتم فوراً تحديد جلسة الخميس 2 أغسطس/آب 2018، لتنظر محكمة استئنافية في الدعوى الاستعجالية.

وقال أخو المتوفى: "أخي متزوج بامرأة فرنسية، وتوفي عن سن يناهز 47 سنة، نشهد نحن إخوته، ووالدته بأنه مسلم، وتُوفي مسلماً، كان يزورنا باستمرار، ونحتفل جميعاً بالمناسبات الدينية، ومنها عيد الأضحى".

والرباط تتدخل عبر القنوات الدبلوماسية

ودخلت السلطات المغربية على الخط، حيث أكدت وسائل إعلام مغربية أن السلطات أجرت اتصالات سياسية، ودبلوماسية رفيعة المستوى، خلال الساعات الـ24 الماضية، لإيجاد حل لقضية جثة المهاجر المغربي.

ويراهن المغرب على إيجاد حل خلال الساعات القليلة المقبلة، في انتظار قرار محكمة الاستئناف، بمدينة بوردو الفرنسية، التي ستبتُّ في الملف، مساء الخميس 2 أغسطس/آب 2018، بعد صدور الحكم الابتدائي بتسليم جثة المهاجر المغربي لزوجته الفرنسية، التي قررت حرقها على الطريقة الكاثوليكية.

وخلال مكالمة هاتفية جرت، الثلاثاء 31 يوليو/تموز 2018، بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، قدَّم الأخير كل الدعم لأسرة الراحل المهاجرة، والتي تسابق الزمن من أجل تجنيب جثة ابنها عملية الحرق، التي تصر عليها زوجته الفرنسية.

وبعد 15 دقيقة، فقط، من المكالمة الهاتفية مع الوزير، اتصل سفير المغرب لدى فرنسا بأسرة الفقيد، والتزم مجدداً بمتابعة الملف.

وكان أخو المتوفى قد قال، الأربعاء 1 أغسطس/آب 2018، في تصريح لموقع "اليوم 24" المغربي: "أجزم بأن أخي لا يمكن أن يوصي بحرقه". وأضاف "حفيظ.ن": "أخي توفي، بداية الأسبوع الماضي، بعدما دخل المستشفى، وظل في الإنعاش 5 أيام، إثر لسعة بعوضة سامة".

مسؤول حكومي: هذا مسٌّ بكرامة المغاربة

من جهته، قال مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن الحكومة لن تقبل بالمطلق حرق جثة مهاجر مغربي بفرنسا.

وأوضح الناطق الرسمي باسم الحكومة، خلال الندوة الصحافية التي أعقبت الاجتماع الأسبوعي للمجلس الحكومي، الخميس 2 أغسطس/آب 2018، أن "القطاع الحكومي المعنيَّ يتابع الموضوع". وأضاف: "نرجو أن تقع مراجعة الحكم القضائي الابتدائي؛ لأن الأمر فيه مَسٌّ صريح بكرامة المواطن المغربي وبشعور عائلته".

وتم الاحتفاظ بجثة المهاجر المغربي في مستودع للأموات بأحد مستشفيات المدينة الفرنسية، وتُصر الأسرة على حقها في تسلُّمها، ودفن ابنها على الطريقة الإسلامية بإحدى المقابر المخصصة لأموات المسلمين.

علامات:
تحميل المزيد