الحوثيون يطلقون مبادرة لوقف الهجمات في البحر الأحمر.. هل سيمر النفط بأمان من باب المندب بعد الآن؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/31 الساعة 16:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/31 الساعة 16:21 بتوقيت غرينتش
FILE PHOTO: FILE PHOTO: Hodeidah port's cranes are pictured from a nearby shantytown in Hodeidah, Yemen June 16, 2018. REUTERS/Abduljabbar Zeyad/File Photo

قالت جماعة الحوثي اليمنية، الثلاثاء 31 يوليو/تموز 2018، إنها مستعدة لوقف الهجمات من جانب واحد في البحر الأحمر لدعم جهود السلام، وذلك بعد أيام من تعليق السعودية صادرات النفط عبر مضيق باب المندب في أعقاب هجوم على ناقلتي نفط الأسبوع الماضي.

وقال محمد علي الحوثي، رئيس اللجنة الثورية العليا للحوثيين، في بيان: "نعلن عن مبادرتنا بدعوة الجهات الرسمية اليمنية إلى التوجيه بإيقاف العمليات العسكرية البحرية لمدة محددة قابلة للتمديد ولتشمل جميع الجبهات، إن قوبلت هذه الخطوة بالاستجابة والقيام بخطوة مماثلة من قبل قيادة هذا التحالف".

هل ستتوقف الهجمات في باب المندب؟

ولم يتضح إن كان الحوثيون سيوقفون هجماتهم على الفور أو إلى متى سيستمر التوقف، كما لم يتضح هل سيستأنف الحوثيون هجومهم على ناقلات النفط حال لم تجد رداً إيجابياً من دول التحالف.

ولم يصدر بعد تعليق من الحكومة اليمنية على "المبادرة الحوثية"، لكنها سبق أن أعلنت تمسّكها بضرورة انسحاب الحوثيين من الحديدة ومينائها، قبيل الدخول في مفاوضات مقبلة.

وكانت السعودية قد قالت يوم الخميس الماضي إنها تعلق شحنات النفط عبر مضيق باب المندب بعد أن هاجم الحوثيون ناقلتي نفط سعوديتين إلى أن يصبح المجرى المائي آمناً. ولحقت أضرار بسيطة بإحدى الناقلتين.

وتحاول السعودية استثمار تهديدات الحوثيين لحركة الشحن العالمية في الضغط على الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لتخفيف لهجة الرفض القاطع للعملية العسكرية المرتقبة التي تستهدف استعادة ميناء الحديدة.

وسيؤدي استمرار تعليق مرور النفط عبر مضيق باب المندب إلى زيادة تكلفة التأمين على سفن الشحن التجارية وناقلات النفط، وبالتالي ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمي، بما له من انعكاسات سلبية على اقتصاديات معظم دول العالم.

هل يبحثون فعلاً عن حل سياسي؟

وقال القيادي الحوثي إن مبادرة الحركة تهدف إلى دعم مساعي إيجاد حل سياسي للصراع الذي تقول الأمم المتحدة إنه أدى إلى سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل.

ومؤخراً، أعلن المبعوث الأممي لليمن، مارتن غريفيث، عن مبادرة لحل الوضع في محافظة الحديدة (غرب)، قبيل الدخول في مفاوضات لإنهاء الأزمة اليمنية بشكل كامل.

قوات إماراتية في اليمن
قوات إماراتية في اليمن

وحسب تصريحات سابقة لوزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، فإن تلك المبادرة تتمثل أهم بنودها في "الانسحاب الكامل من الحديدة مقابل إحلال قوة من وزارة الداخلية اليمنية محل الميليشيات الحوثية".

وترفض جماعة الحوثي الانسحاب من محافظة الحُديدة، في حين أبدت رغبتها في إشراف أممي على الميناء.

ويعاني اليمن منذ أكثر من 3 سنوات من حرب مستمرة بين القوات الحكومية وجماعة "الحوثي"، المسيطرة على محافظات بينها صنعاء منذ 21 سبتمبر/أيلول 2014.

وميناء الحديدة هو الميناء الرئيسي في البلد الفقير الذي يعتقد أن 8.4 مليون من سكانه على شفا مجاعة.

باب المندب وحرب المضايق

وتزايدت حدة التوترات في مضيق باب المندب بعد استهداف جماعة "الحوثي" ناقلتي نفط سعوديتين، الأربعاء الماضي، ما ألحق أضراراً طفيفة بإحداهما، دون أي انسكابات للنفط الخام في البحر قد تؤدي إلى كارثة بيئية.

وأعلنت السعودية وقف مرور كل شحنات النفط الخام عبر هذا الجزء من البحر الأحمر، حتى تصبح الملاحة عبر المضيق آمنة من الحوثيين المتهمين بتلقي دعم إيراني.

ولم يمكن فصل الهجوم على ناقلات النفط السعودية عن التهديدات الكلامية المتبادلة التي تزايدت خلال الأسابيع الماضية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران.

وقبل أسابيع، هدد الرئيس الإيراني حسن روحاني بإغلاق مضيق هرمز ومواجهة واشنطن بطرق مختلفة قائلاً: "لدينا مضائق كثيرة وهرمز أحدها".

ومراراً هددت إيران، على لسان قادة في الحرس الثوري، بينهم قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، باستخدام قواتها والمجموعات المسلحة الحليفة لها لمحاربة الولايات المتحدة.

سليماني قال، في وقت سابق، إن البحر الأحمر، الذي كان آمناً أصبح غير آمن، وإن الرياض تحت النار اليوم بعد أربع سنوات من الحرب، التي يخوضها التحالف العربي ضد الحوثيين.

 صواريخ وألغام

اعتاد الحوثيون وبشكل مستمر التهديد بتعطيل حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب.

وأطلق الحوثيون في أبريل/نيسان الماضي صواريخ موجّهة على ناقلة نفط سعودية، وفي مايو/أيار استهدفوا سفينة شحن تركية تحمل 50 ألف طن من القمح في طريقها إلى اليمن.

وأعلن قائد الجماعة عبدالملك الحوثي أن لدى جماعته صواريخ بعيدة المدى "تصل إلى موانئ الدول الأخرى المتورطة في العدوان"، في إشارة إلى دول التحالف العربي، خاصة السعودية والإمارات والبحرين والكويت.

ميناء الحديدة
ميناء الحديدة

ويمتلك الحوثيون قدرات صاروخية يمكنها إلحاق الضرر بدول التحالف، كما يمكنها تهديد ناقلات النفط والبوارج الحربية في البحر الأحمر، انطلاقاً من ميناء الحديدة وبقية مناطق ساحل اليمن الغربي، الخاضع لسيطرة الجماعة منذ 2014.

وبالفعل، استهدفت زوارق بحرية تابعة للحوثيين، في يوليو/تموز 2017، سفينة حربية إماراتية قبالة السواحل الغربية لليمن، بينما كانت قادمة من ميناء عصب في إريتريا.

وقبلها أطلق الحوثيون، في أكتوبر/تشرين الأول 2016، صواريخ باتجاه سفينة حربية أميركية قرب مضيق باب المندب.

وردت البحرية الأميركية بإطلاق صواريخ "كروز" على ثلاث محطات رادار في مناطق يسيطر عليها الحوثيون، وهددت بالرد مجدداً إذا تعرضت لتهديد جديد.

كما نشر الحوثيون المزيد من الألغام البحرية على طول المناطق الخاضعة لسيطرتهم في الساحل الغربي لليمن، واستخدموا في مرات عديدة قوارب مسيرة عن بعد محملة بالمتفجرات.

ويتدفق عبر مضيق باب المندب نحو 4.6 مليون برميل من النفط الخام يومياً، متجهةً إلى الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا.

ويقع المضيق (باب المندب) بين اليمن (آسيا) وجيبوتي (إفريقيا)، على بعد 20 كليومتراً، ما يجعل عملية الشحن عرضة لهجمات الحوثيين، الذين تمثل صادرات النفط السعودية هدفاً استراتيجياً لعملياتهم.

ويفصل المضيق البحر الأحمر عن خليج عدن والمحيط الهندي، كما يفصل قارتي إفريقيا وآسيا، ويتميز بعمق وعرض ملائمين لمرور ناقلات النفط في الاتجاهين، بمعدل سنوي يزيد على 21 ألف قطعة بحرية، أي تقريباً 57 قطعة بحرية يومياً.


معطَّل بأمر الحوثي.. السعودية تُوقف نقل شاحنات النفط عبر "باب المندب"  بسبب الهجوم على شاحنتين

صحيح أن سعر النفط سيتأثر بسبب أحداث مضيق باب المندب.. لكن مهلاً فالسعودية سعيدة لما يحدث لهذا السبب

المواطن المصري سيدفع ثمن إغلاق السعودية مضيق باب المندب.. المشكلة ليست في انخفاض إيرادات قناة السويس فقط

تحميل المزيد