وصول اليخت الملكي إلى أكثر مدن المغرب غضباً.. ماذا يحمل العاهل المغربي بجعبته في عيد العرش؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/29 الساعة 06:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/29 الساعة 06:07 بتوقيت غرينتش
Morocco's King Mohammed VI arrives for a lunch at the Elysee Palace as part of the One Planet Summit in Paris, France, December 12, 2017. REUTERS/Philippe Wojazer

بداية الأسبوع الحالي، انتقل العاهل المغربي الملك محمد السادس على متن يخته بحراً من مقر إقامته بمدينة المضيق الساحلية إلى شاطئ بوسكور الذي يعد من أجمل الشواطئ التابعة لمدينة الحسيمة شمال المغربي، إذ اعتاد الملك المغربي قضاء جزء من عطلته الصيفية فيها منذ سنوات.

وتعد هذه أول زيارة للعاهل المغربي بعد "حراك الحسيمة" الذي انطلق في أكتوبر 2016، عقب مقتل بائع السمك، محسن فكري، وما تلته من خروج للمواطنين في مظاهرات دامت لشهور، قبل أن تعتقل السلطات متزعمي الحراك وأصدرت بحقهم أحكاماً طويلة بالسجن.

أمل لطيّ ملف الحراك

القصة كلها بدأت بعد مقتل بائع السمك منذ العام 2016
القصة كلها بدأت بعد مقتل بائع السمك منذ العام 2016

زيارة العاهل المغربي إلى الحسيمة فتحت باب الأمل لدى العديد من عائلات المعتقلين للإفراج عنهم بعفو ملكي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ19 لعيد العرش في 30 يوليو/تموز الجاري.

ويرى مراقبون أيضاً أنه من شأن هذه الزيارة الملكية أن تعيد الأمل إلى المنطقة بطيّ ملف الحراك والاحتجاجات، خصوصاً بعد الأحكام التي صدرت بحق النشطاء من أبناء المنطقة، والتي وصفت بـ"القاسية".

كما أشارت مصادر إعلامية إلى الترقب الكبير المعلق على المكان الذي سيلقي منه الملك خطاب العرش، إضافة إلى تفقد الملك محمد السادس مشاريع كبرى تندرج ضمن برنامج "الحسيمة منارة المتوسط"، والذي كان قد تسبب في احتجاجات للسكان أدت إلى إعفاء وزراء ومسؤولين واعتقالات في صفوف محتجين.

زيارة خاصة وترقب للخطاب

يؤكد إدريس الكنبوري، الكاتب والمحلل السياسي، أن زيارة الملك محمد السادس إلى الحسيمة "في حد ذاتها لديها رسالة سياسية"، مرجحاً أن يكون خطاب العرش من هناك.

وأوضح الكنبوري، في تصريح لـ"عربي بوست"، أن خطاب الملك بمناسبة عيد العرش سيحمل مفاجآت، على رأسها العفو عن المعتقلين في قضايا حراك الحسيمة، عكس ما ذهبت إليه مجلة جون أفريك الفرنكوفونية.

بدوره، يتوقع عز الدين خمريش، أستاذ القانون والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، أن يكون "خطاب العرش محملاً بمجموعة من القرارات الهمة بالنسبة لمنطقة الريف؛ منها العفو عن المعتقلين من نشطاء حراك الحسيمة".

كما شدد أستاذ العلوم السياسية، في حديثه لـ"عربي بوست"، على أن "الزمن له بعده في التحليل السياسي"، وهو ما يعني أن زيارة الملك للحسيمة في هذا الوقت بالذات، "لها طابع خاص وتعطي مجموعة من الإشارات والرسائل للمواطن الحسيمي والمغربي بصفة عامة".

وذكر نفس المصدر أنه "سيكون هناك انفراج لطيّ الملف"، خصوصاً في "ظل هذه الوضعية المتأججة، وبعد الأحكام التي صدرت بحق النشطاء التي أثارت حفيظة الحقوقيين والمراقبين".

رسائل سياسية في زيارة مالكية

"ليس مصادفة أن ينتقل الملك محمد السادس إلى الحسيمة، في نفس اليوم الذي حلت فيه ذكرى رحيل الملك الحسن الثاني، وهو 23 يوليو"، يقول إدريس الكنبوري، الكاتب والمحلل السياسي.

المصدر نفسه، لم يستبعد أن تكون "هناك رسالة سياسية، مفادها أن مشروع المصالحة الذي دشنه الملك عام 1999 مع الريف، لم يكتمل بعد".

وقد ظلت منطقة الريف "تعاني في الماضي من كونها على هامش النموذج التنموي الوطني، والتقط القصر تلك الإشارات التي صدرت عمّا يسمى حراك الريف، فأعلن الملك صراحة في خطابه أمام البرلمان في أكتوبر الماضي، عن فشل النموذج التنموي المغربي والحاجة إلى صياغة بديل مختلف متكامل يدمج مختلف جهات المملكة"، يردف إدريس الكنبوري، الكاتب والمحلل السياسي.

بهذا الخصوص، لا يستبعد عبدالإله الخضري، رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، أن يتطرق الخطاب الملكي لعيد العرش لـ"موضوع المشروع التنموي، الذي أصبح محطّ انتقاد".

كما أنه من المحتمل أيضاً أن تكون هناك إشارة في خطاب الملك إلى "الاحتجاجات، وإلى مسألة ربط المسؤولية بالمحاسبة، في سعي الملك إلى تكريس دولة المؤسسات"، يضيف الفاعل الحقوقي، في اتصال بـ"عربي بوست".

ودعا رئيس المركز المغربي لحقوق الإنسان، إلى "تصحيح الأحكام الصادرة بحق نشطاء حراك الحسيمة بعفو ملكي شامل؛ خصوصاً أن هؤلاء دافعوا على العدالة الاجتماعية والحق في العيش الكريم".


اقرأ أيضاً

كيف تصبح ملكاً؟.. قصة المشوار الشاق الذي يحول ولي العهد إلى ملك

 

تحميل المزيد