يُهدد استخدام عصا السيلفي أحد أندر أنواع طيور البطريق في العالم، إذ يتجاوز السائحون الحد لكي يتمكنوا من التقاط الصورة المثالية، وكل ذلك من أجل نشرها على إنستغرام.
وتقول إدارة الحفاظ على الموارد الطبيعية (DOC) إن طيور البطريق النادرة ذي العيون الصفراء التي تتخذ من منطقة كاتكي بوينت في نيوزيلندا موطناً لها تتعرض للتهديد من قبل السياحة.
وتواجه طيور البطريق الإجهاد والضغط عندما يدخل السياح إلى مناطق التعشيش بالقرب من موراكي في منطقة أوتاغو، ما يزيد من تفاقم المشكلة، وفق صحيفة Daily Mail البريطانية.
وصرّح بيان صدر على موقع إدارة الحفاظ على الموارد الطبيعية بأن "سوء استخدام عصا السيلفي ودخول الناس إلى مناطق التعشيش يسبب الإجهاد لطيور البطريق التي تُعشش هناك. وقد يؤدي هذا أيضاً إلى تأخر عودة الطيور البالغة إلى أعشاشها عندما يكون الناس حاضرين".
وأضاف البيان أن "وجود السياح يمكن أن يؤثر أيضاً على معدلات بقاء الفراخ الصغيرة على قيد الحياة وتوظيف المربين الجدد".
وقال بروس ماكينلاي، المستشار الفني في إدارة الحفاظ على الموارد الطبيعية المُتخصص في الأنواع والنظم البيئية، إن الزوار يُقحمون عصا السيلفي من خلال السياج للحصول على صورة قريبة من عش البطريق، حسبما ذكر موقع Stuff النيوزيلندي.
وأضاف قائلاً: "لقد حدث ذلك مراراً وتكراراً طوال موسم التكاثر.. وقد سبب ذلك صدمة كبيرة لمديري المواقع".
وتابع ماكينلي: "إن ذلك الوضع السيئ يزداد سوءاً عندما ينشر السياح صورهم على الإنترنت ويشجعون الآخرين على فعل ذلك أيضاً، ما يوحي بأن أفعالهم هذه مقبولة".
وأضاف: "ثم تظهر لديك مشكلة حقيقية لمواجهة تلك الثقافة أو تلك التوقعات التي تُشير إلى أن الناس يُمكنهم أن يظهروا بالفعل في صورة مع بطريق بينما يكون في طريقه إلى عشه لإطعام صغاره أو أياً كان".
يقول الجميع: "إنه أنا فحسب، أنا مجرد شخص واحد".
ولكن إذا حدث ذلك كل يوم، فستكون هناك تفاعلات قد تصل إلى 100 مرة أو أكثر خلال موسم التكاثر، الأمر الذي يُمكن أن يكون له تأثير كبير بصورة تراكمية.
وأشارت روزالي غولدسورثي، مديرة صندوق الائتمان الخيري لإنقاذ طيور البطريق في نيوزيلندا، إلى أن الهوس بالتقاط صور السيلفي يأتي من السائحين الراغبين في جعل صورهم أكثر إثارة مع طيور البطريق.
وقالت إن الطيور لا تملك نفس عقلية "القتال أو الهرب" مثل الحيوانات الأخرى وبدلاً من ذلك تقف ثابتة في مكانها.
وهذا يوحي بشكل خطير إلى السياح بأن الطيور سعيدة بذلك الفعل، ويُشجع على المزيد من الهوس بالتقاط صور السيلفي.
وأضافت غولدسورثي أن نيوزيلندا لديها مشكلات مع السائحين الدوليين الذين يشعرون بالحماس عند رؤية الحياة البرية مثل طيور البطريق، لكنهم غالباً ما يكونوا غير مستعدين للتعامل بشكل مناسب مع تلك الحيوانات.
ولا يتعلق الأمر فقط باستخدام عصا السيلفي التي تهدد مستقبل طيور البطريق، بل يقترن ذلك أيضاً بالسلوك البشري السيئ الذي يؤثر على الطيور.
إقرأ أيضاً..
اكتشفوا جثته بعد يومين من وفاته.. رحيل الممثل المصري الشاب مصطفى العلي