يحضّرون له بالخفاء، ويضم دول الخليج ومصر والأردن.. تفاصيل “الناتو العربي” الذي تسعى أميركا لإنشائه لمواجهة إيران

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/28 الساعة 12:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/28 الساعة 12:57 بتوقيت غرينتش
الرئيس ترمب خلال زيارته للرياض في مايو/ أيار 2017

قال مسؤولون أميركيون وعرب، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب، تمضي قدماً بشكل خفي في مساعٍ لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج، ومصر، والأردن، بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، ويطلق عليه اسم "ناتو عربي"

وذكرت أربعة مصادر تحدثت لوكالة رويترز، أن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع تلك البلدان بخصوص الدفاع الصاروخي، والتدريب العسكري، ومكافحة الإرهاب، وقضايا أخرى، مثل دعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية.

"تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"

والخطة التي ترمي إلى تشكيل ما وصفه مسؤولون في البيت الأبيض والشرق الأوسط بنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو "ناتو عربي"، من شأنها على الأرجح أن تزيد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، والمحتدم بالفعل بشكل متزايد منذ أن تولى الرئيس دونالد ترمب السلطة.

وقالت عدة مصادر إن إدارة ترمب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف الذي أُطلق عليه مؤقتاً اسم "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي" خلال قمة تقرر مبدئياً أن تعقد في واشنطن في 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، وأكد البيت الأبيض أنه يعمل على فكرة التحالف مع "شركائنا الإقليميين الآن ومنذ عدة أشهر".

وقال مصدر أميركي إن مسؤولين سعوديين طرحوا فكرة إقامة حلف أمني قبيل زيارة قام بها ترمب العام الماضي إلى المملكة، حيث أعلن عن اتفاق ضخم لبيع الأسلحة، لكن اقتراح تشكيل الحلف ظل يرواح مكانه.

وذكرت مصادر من بعض الدول العربية المشاركة أيضاً، أنهم على علم باستئناف الجهود لإحياء الخطة. ولم يرد مسؤولون من مشاركين محتملين آخرين على طلبات للتعقيب.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض: "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي سيشكل حصناً في مواجهة العدوان والإرهاب والتطرف الإيراني، وسوف يرسي السلام بالشرق الأوسط".

ورفض المتحدث تأكيد أن ترمب سيستضيف قمة في تلك المواعيد، كما نبهت المصادر إلى أنه لا يزال غير مؤكد ما إذا كانت الخطة الأمنية ستكتمل بحلول منتصف أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

أميركا تهدف من
أميركا تهدف من "الناتو العربي" مواجهة إيران في الشرق الأوسط

محاولات سابقة لم تنجح

وأخفقت في الماضي مبادرات مشابهة من جانب حكومات أميركية في إبرام تحالف رسمي مع حلفاء خليجيين وعرب، في وقت تتهم فيه واشنطن والرياض وأبوظبي إيران بزعزعة استقرار المنطقة وإثارة الاضطرابات في بعض البلدان العربية من خلال وكلاء لطهران فضلاً عن تهديد إسرائيل بشكل متزايد.

وسيركز هذا التحالف على الدولتين الخليجيتين الأكثر تأثيراً في المنطقة وهما السعودية والإمارات للعمل عن كثب مع إدارة ترمب لمواجهة إيران.

ولم يتضح كيف سيمكن للتحالف مواجهة طهران على الفور، لكن إدارة ترمب وحلفاءها السنة لديهم مصالح مشتركة في الصراعات الدائرة في اليمن وسوريا إضافة إلى الدفاع عن مسارات الشحن الخليجية التي تمر عبرها أغلب إمدادات النفط العالمية.

وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز: "الأميركيون وحلفاؤهم الإقليميون يؤججون التوتر في المنطقة بذريعة تأمين الاستقرار في الشرق الأوسط". وأضاف أن هذا النهج "لن يسفر عن أي نتائج" بخلاف "توسيع الفجوات بين إيران وحلفائها الإقليميين من جانب والدول العربية المدعومة من الولايات المتحدة من جانب آخر".

هل ستؤثر الأزمة الخليجية؟

ومن بين العقبات الكبرى المحتملة أمام التحالف المزمع، تلك المقاطعة المستمرة منذ 13 شهراً من جانب السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر التي تستضيف أكبر قاعدة جوية أميركية في المنطقة. واتهمت تلك الدول قطر بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه الدوحة.

وفي حين صرح أحد المصادر بأن الإدارة الأميركية قلقة بشأن إمكانية عرقلة هذا الخلاف الخليجي للمبادرة، قال المصدر ومسؤول عربي إن الرياض وأبوظبي أكدتا لواشنطن أن الخلاف لن يمثل مشكلة أمام التحالف الجديد، كما نفى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي أن الخلاف الخليجي يشكل عقبة.

وفيما يواصل ترمب تطبيق سياسة "أميركا أولاً" يتطلع البيت الأبيض للتخلص من جزء من عبء مواجهة التهديدات الأمنية الإقليمية، وإلقائها على عاتق حلفاء الولايات المتحدة في أنحاء العالم.

وقال أنور قرقاش وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أمس الخميس، إن بلاده مستعدة لنشر مزيد من القوات في أنحاء الشرق الأوسط لمواجهة خصومها، لأنها تعتقد أنه لم يعد بوسعها الاعتماد على حلفاء غربيين مثل الولايات المتحدة وبريطانيا.

وقال مصدر مطلع على الخطة إن إقامة درع دفاع صاروخية في المنطقة سيكون من بين أهداف التحالف، إضافة إلى التدريب لتحديث جيوش تلك الدول. وناقشت الولايات المتحدة ودول خليجية لسنوات أمر الدرع الدفاعية دون الخروج بنتائج.

حرب كلامية

وزاد التوتر مع إيران منذ أن أعلن ترمب في مايو/أيار الماضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقع في 2015 للحد من الطموحات النووية لطهران.

وتصاعدت حدة التصريحات والخطابات بين أميركا وإيران، حيث قال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني يوم الخميس الفائت، إن البحر الأحمر لم يعد آمناً مع وجود القوات الأميركية في المنطقة.

قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني
قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني

ونقلت قناة العالم الإيرانية عن سليماني تصريحات وجهها لأميركا: "أنا ندّكم، وقوات قدسي هي أنداد لكم.. أنا أقول لكم يا سيد ترمب المقامر، أقول لك: اعلم أنه في اللحظة التي أنت فيها عاجز عن التفكير، نحن قريبون منك في مكان لا تتصوره أبداً، نحن شعب الشهادة، نحن قد خبرنا أحداثاً كثيرة، تعال نحن بانتظارك، نحن رجال الوغى وأندادك أنت".

وأضاف سليماني أن على الرئيس الأميركي ترمب أن يوجِّه إليه هو الحديث، عندما يهدد الجمهورية الإسلامية.

وكانت إيران قد رفضت تحذيراً من ترمب، قال فيه إنها (إيران) تخاطر بعواقب وخيمة "لم يشهد مثيلها من قبل عبر التاريخ سوى قلة"، إن هي وجَّهت تهديدات للولايات المتحدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

واقرأ أيضاً: 

يحضّرون له بالخفاء، ويضم دول الخليج ومصر والأردن.. تفاصيل "الناتو العربي" الذي تسعى أميركا لإنشائه لمواجهة إيران

قد تكون تهديدات ترمب لإيران مجرد كلام.. لكن مهلاً، فالرئيس الأميركي يلعب لعبة خطيرة بتغريداته المعادية لطهران

 

تحميل المزيد