إذا اندلعت حرب المضايق فستكون الشرارة الأولى من السعودية.. CNN: واشنطن تبحث خياراتها لحماية ممرات الشحن من تهديدات إيران

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/28 الساعة 19:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/28 الساعة 20:09 بتوقيت غرينتش
Canada's Prime Minister Justin Trudeau and G7 leaders France's President Emmanuel Macron, Germany's Chancellor Angela Merkel, Japan's Prime Minister Shinzo Abe and U.S. President Donald Trump take part in a working session on the first day of the G7 meeting in Charlevoix city of La Malbaie, Quebec, Canada, June 8, 2018. Picture taken June 8, 2018. Adam Scotti/Prime Minister's Office/Handout via REUTERS. ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.

تبحث واشنطن من خياراتها لحماية ممرات الشحن من تهديدات إيران ، وإذا ما اندلعت حرب المضايق فطبيعة الحال ستكون الشرارة الأولى من السعودية ، هذا ما يحاول تقرير وكالة CNN الأميركية أن يشير له

وتسعى أميركا لتدشين تحالف أمني عربي ضد إيران

وأكد مسؤولان بالإدارة الأميركية أنَّه في حال اتخاذ أي إجراءٍ عسكري؛ فإنَّه سيُنفَّذ عن طريق حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة مثل السعودية، وليس عن طريق القوات الأميركية.

وقال مسؤولون أميركيون وعرب، إن إدارة الرئيس دونالد ترمب تمضي قدماً، بشكل خفي، في مساعٍ لتشكيل تحالف أمني وسياسي جديد مع دول الخليج، ومصر، والأردن، بهدف التصدي للتوسع الإيراني في المنطقة، ويطلق عليه اسم "ناتو عربي".

وذكرت 4 مصادر تحدثت لوكالة رويترز، أن البيت الأبيض يريد تعزيز التعاون مع تلك البلدان بخصوص الدفاع الصاروخي، والتدريب العسكري، ومكافحة الإرهاب، وقضايا أخرى، مثل دعم العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية الإقليمية.

والخطة التي ترمي إلى تشكيل ما وصفه مسؤولون في البيت الأبيض والشرق الأوسط بنسخة عربية من حلف شمال الأطلسي أو "ناتو عربي"، من شأنها -على الأرجح- أن تزيد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، والمحتدم بالفعل بشكل متزايد منذ أن تولى الرئيس دونالد ترمب السلطة.

وقالت عدة مصادر إن إدارة ترمب تأمل أن تتم مناقشة ذلك التحالف، الذي أُطلق عليه مؤقتاً اسم "تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"، خلال قمةٍ تقرر مبدئياً أن تُعقد بواشنطن في 12 و13 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وأكد البيت الأبيض أنه يعمل على فكرة التحالف مع "شركائنا الإقليميين الآن ومنذ عدة أشهر".

وقال مصدر أميركي إن مسؤولين سعوديين طرحوا فكرة إقامة حلف أمني قبيل زيارة قام بها ترمب العام الماضي (2017) إلى المملكة، حيث أعلن عن اتفاق ضخم لبيع الأسلحة، لكن اقتراح تشكيل الحلف ظل يراوح مكانه.

وزاد التوتر مع إيران منذ أن أعلن ترمب في مايو/أيار 2018، انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الموقَّع في 2015 للحد من الطموحات النووية لطهران.

وتصاعدت حدة التصريحات والخطابات بين أميركا وإيران، حيث قال قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، يوم الخميس 26 يوليو/تموز 2018، إن البحر الأحمر لم يعد آمناً مع وجود القوات الأميركية في المنطقة.

خاصة أن هناك تنسيقاً أميركياً – سعودياً في الحرب ضد الحوثيين باليمن

ويقدِّم الجيش الأميركي الدعم بالفعل في شكل تبادل المعلومات الاستخباراتية مع السعوديين في حربهم ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران باليمن. وفي حين ترسل الولايات المتحدة السفن والطائرات إلى المنطقة بانتظام؛ فإن أيَّ جهود عسكرية طويلة الأمد ستتطلب مشاركة دول أخرى، على حد قول المسؤولين.

وكان الجنرال جوزيف فوتيل، رئيس القيادة المركزية الأميركية التي تشرف على العمليات العسكرية الأميركية بالشرق الأوسط، قد سافر في رحلاتٍ إلى المنطقة هذا الأسبوع؛ ليلتقي عدداً من نظرائه، وعقد مؤتمراً لقادة المنطقة لمناقشة القضايا الأمنية.

وقال متحدث باسم القيادة المركزية إنَّ هذا الاجتماع كان مقرراً منذ فترةٍ طويلة، ولا توجد معلومات عن مدى تطرق المناقشات إلى الشحن التجاري بالتفصيل، ولا توجد معلومات أيضاً عما إذا كان هناك إجراء وشيك للحفاظ على حركة الممرات المائية.

واعتُبرت وزارة الخارجية الإيرانية تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، تدخُّلاً في الشؤون الداخلية الإيرانية، وذلك وفق ما نقلته وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء الإثنين 23 يوليو/تموز 2018.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي: "كلمة بومبيو يوم الأحد 22 يوليو/تموز 2018، كانت تدخُّلاً سافراً في الشؤون الداخلية لإيران.. مثل هذه السياسات ستوحد الإيرانيين الذين سيتغلبون على المؤامرات التي تحاك ضد بلدهم".

وتزايدت المخاوف منذ أيام، بعد أن صعَّد مسؤولون إيرانيون حدة التهديدات اللفظية بشأن حركة الملاحة البحرية في الخليج العربي وعبر نقطة الاختناق بمضيق هرمز.

وكان بومبيو قد انتقد الأحد 22 يوليو/تموز 2018، الزعماء الإيرانيين، وشبَّههم بـ"المافيا"، وتعهد بدعم -لم يحدده- للإيرانيين غير الراضين عن حكومتهم.

وفي وقتٍ سابق من هذا الأسبوع، مرَّت سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية عبر مضيق هرمز دون وقوع أي حوادث، لكنَّ المخاوف بشأن حدوث أي مشكلات محتملة في المستقبل تصاعدت بعد تصعيد الإيرانيين خطابهم وتهديد هذا المجرى المائي.

لكنَّ الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء 25 يوليو/تموز 2018، على الناقلتين في البحر الأحمر بالقرب من ميناء الحُديدة، الذي دُمر بفعل الحرب، كان هو مصدر القلق الأكبر.

جديرٌ بالذكر أنَّ الناقلتين يمكن لكلٍ منهما حمل نحو مليوني برميل نفط، وتعرضت إحداهما لأضرارٍ طفيفة، ولم يحدث أي تسرب للنفط، وفقاً لبيان شركة أرامكو السعودية. لكنَّ السعوديين أوقفوا كل شحنات النفط عبر مضيق باب المندب القريب من جنوبي بلادهم. ولم يُعرف بعدُ ما إذا كانوا سيمددون هذا الإجراء ليشمل بقية أجزاء البحر الأحمر.

وقالت "أرامكو" في بيانٍ لها يوم الأربعاء 25 يوليو/تموز 2018: "حرصاً على سلامة السفن وطواقمها، أوقفت شركة أرامكو السعودية جميع شحنات النفط عبر مضيق باب المندب مؤقتاً بأثرٍ فوري. وتقيّم الشركة الوضع بدقة، وستتخذ المزيد من الإجراءات حسبما يقتضي الوضع".

ومن ثم فلجوء إيران إلى وقف شحن النفط في المنطقة سيجيِّش العالم ضدها

وأوضح جيمس ماتيس، وزير الدفاع الأميركي، أنَّ الولايات المتحدة ملتزمة بإبقاء الممرات الدولية لشحن النفط مفتوحة. وفي تعليق له الجمعة 28 يوليو/تموز، أشار إلى أنَّ "إيران هددت بغلق مضيق هرمز"، وقال إنَّ طهران حاولت إيقاف الشحنات في الماضي، وهو ما سيتطلب رداً عسكرياً دولياً يشمل مناوراتٍ عسكرية لإثبات التزامها بإبقاء الممرات المائية مفتوحة.

وإذا تحرك الإيرانيون لوقف شحن النفط بشكلٍ مباشر؛ فإنَّه "سيكون هناك بوضوحٍ ردٌ دولي لإعادة فتح الممرات الملاحية أياً كان ما يتطلبه ذلك؛ لأنَّ الاقتصاد العالمي يعتمد على هذه الطاقة وهذه الإمدادات التي تتدفق من هناك"، حسبما ذكر ماتيس.

وأكد ماتيس أنَّ البنتاغون سيواصل العمل مع السعودية والبحرين والكويت والإمارات لمواجهة النفوذ الإيراني بالمنطقة. وحتى في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة الضغط على السعوديين لقيادة الجهود الرامية إلى إبقاء ممرات النفط مفتوحة، يحذر السعوديون من استمرار الحرس الثوري الإيراني في تصعيد تعدياته اللفظية على دول الخليج.