فاز إذاً عمران خان بالانتخابات، وهو الذي زعم أن «المتحكِّمين» في باكستان سيتراجعون حال صعوده.. فهل يتصادم «نجم الكريكيت» مع الجيش؟

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/26 الساعة 21:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/26 الساعة 21:49 بتوقيت غرينتش
Cricket star-turned-politician Imran Khan, chairman of Pakistan Tehreek-e-Insaf (PTI), speaks to members of media after casting his vote at a polling station during the general election in Islamabad, Pakistan, July 25, 2018. REUTERS/Athit Perawongmetha TPX IMAGES OF THE DAY

أعلن نجم الكريكيت السابق عمران خان، الخميس 26 يوليو/تموز 2018، فوزه في الانتخابات الباكستانية، في حين أظهر إحصاء جزئي للأصوات تقدُّمه بفارق كبير، رغم تأخر إعلان النتائج النهائية ومزاعم من خصومه بحدوث تلاعب في إحصاء الأصوات.

"خان" قال في كلمة ألقاها الخميس: "ستكون هذه أول حكومة لا تستهدف أحداً سياسياً". وصرّح خان في مداخلة عبر التلفزيون مباشرة من مقرّه في بني غالا، على بُعد بضعة كيلومترات من إسلام آباد: "لقد نجحنا ومنحونا تفويضاً".

لكن تقريراً لصحيفة The Times البريطانية، ذكر أن المتنافسين الرئيسيين على منصب رئيس وزراء باكستان القادم احتكموا لصالح شخص واحد على وجه الخصوص. الجنرال قمر جاويد باجوا، بصفته قائداً للجيش الباكستاني، هو أقوى رجل في البلاد.

3 عقود من حكم الجيش لباكستان

نفى الجيش أيَّ مزاعم بأنَّه قد أثَّرَ على الانتخابات، ولكن أياً كان الرابح، فإنه لا يمكنه إحراز تقدُّمٍ دون دعم الجنرالات.

ويزعم المنتقدون أنَّ الجيش يسعى إلى تخريب الديمقراطية، مع الإبقاء على حكومةٍ متصدعة في حالة انقسام؛ ليستطيع الجنرالات استعادة التحكُّم في سياسات البلاد. وكان هذا هو النهج الذي اتبعه العديد من أسلاف الجنرال باجوا في المقام الأول.

ويوضح تقرير الصحيفة البريطانية أن الجيش نظَّم عدة انقلابات، وحكم باكستان 3 عقود من عمر 7 عقود، هي الفترة منذ أن حصلت البلاد على استقلالها. والحكومة الوحيدة التي استطاعت استكمال مدتها كاملةً كانت تحت رئاسة الديكتاتور الجنرال برويز مشرف. لم ينجح أيُّ رئيس وزراء منتخب ديمقراطياً في تحقيق هذا الإنجاز.

ولهم سوابق في الإطاحة بالسياسيين

ارتدى بيلاوال بوتو، رئيس حزب الشعب الباكستاني وأحد المنافسين البارزين في السباق الانتخابي، عباءة والدته الراحلة بي نظير، التي تولَّت رئاسة وزراء باكستان مرتين. وقد اغتيلت بتفجيرٍ انتحاري في أثناء حملتها الانتخابية قبيل انتخابات عام 2008، وأصرَّت عائلتها دائماً على أنَّ الجنرال مشرف كان له يد في عملية الاغتيال، وهو ما نفاه.

أُطيح بوالده، ذو الفقار علي بوتو، الذي كان رئيساً للوزراء أيضاً، على يد الجنرال محمد ضياء الحق وأُعدم. وكان الجنرال، صاحب الفترة الأطول في حكم باكستان، قد دعم صعود نواز شريف. لكن حتى هذا لم يستطع إنقاذ رئيس الوزراء. فقد شهدت ولاياته الثلاث توتُّراتٍ مع الجيش، ونجا من تنفيذِ حكمٍ بالإعدام عندما أنهى الجنرال مشرف فترة ولايته الثانية بانقلاب عام 1999. ويقبع نواز شريف الآن في السجن.

لكن.. هل يقدر عمران خان على مواجهتهم؟

وزعم عمران خان، الذي أعلن فوزه بالانتخابات العامة الخميس 26 يوليو/تموز 2018، أنَّ المُتحكِّمين في السياسة الباكستانية سيتراجعون في حال فوزه بالانتخابات. ومع ذلك، وكما هو الحال مع الكثير من سابقيه، من المُرجَّح أن يثير نجم الكريكيت غضب الجنرالات عاجلاً أم آجلاً.

وشهدت باكستان فوضى انتخابية عارمة، بعدما تحدث حزب الحكومة المنتهية ولايتها عن "عمليات تزوير فاضحة" في الانتخابات التشريعية، ورفض نتائجها التي تشير إلى فوز بطل الكريكيت السابق عمران خان، حتى قبل إعلانها جزئياً، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

وأعلن بابار يعقوب، الأمين العام للجنة الانتخابات الباكستانية، فجر الخميس 26 يوليو/تموز 201، تعطُّل النظام الإلكتروني الذي يحوي نتائج الانتخابات التشريعية التي شهدتها البلاد، الأربعاء 25 يوليو/تموز 2018، وذلك عقب انتهاء عملية التصويت.

جاء ذلك في تصريحات صحافية أدلى بها يعقوب؛ للرد على الانتقادات الموجَّهة للجنة بسبب عدم إعلان النتائج الرسمية للانتخابات.

تحميل المزيد