أنظار العالم توجهت مؤخراً إلى «باب المندب».. 7 أسئلة تشرح لك أهمية هذا المضيق الذي قد يشعل «حرباً» بالمنطقة

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/27 الساعة 17:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/27 الساعة 17:51 بتوقيت غرينتش
مضيق باب المندب له أهمية استراتيجية في التجارة العالمية

علَّقت المملكة العربية السعودية، بشكلٍ مؤقت، شحناتها من النفط عبر مضيق باب المندب، وهو خط ملاحي حيوي للنفط الخام يقع عند الطرف الجنوبي للبحر الأحمر، بعدما قالت البلاد إنَّ ناقلتي نفط تعرَّضتا لهجومٍ من مليشيا الحوثي اليمنية. ويشكل المضيقان (هرمز، وباب المندب) أهمية بالغة لإمدادات النفط الخام من جهة، والتجارة العالمية من جهة أخرى؛ إذ يعد مضيق هرمز النافذة الأفضل لصادرات نفط الخليج وإيران والعراق إلى العالم.

في حين يعد مضيق باب المندب، الواقع جنوب غربي الجزيرة العربية، الخيار المفضل لحركة التجارة بين دول آسيا من جهة وإفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة وأميركا الجنوبية، من جهة أخرى.

 وتذبذبت أسعار النفط العالمية، الخميس 26 يوليو/تموز 2018، في أعقاب هجوم حوثي على ناقلتي نفط سعوديتين بمضيق باب المندب (جنوب غربي اليمن)، أدى إلى ضرر طفيف في إحداهما.

الهجوم على المضيق الذي يسيطر الحوثيون على جانبه اليمني، يأتي بعد أسبوعين من تهديدات أطلقها الرئيس الإيراني حسن روحاني، بغلق مضيق هرمز الواقع جنوبي إيران، في حال فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على طهران.

إليكم الأسباب التي تجعل هذا الممر المائي نقطة ارتكاز في الاقتصاد العالمي:    

ما هو "باب المندب"؟

"باب المندب" هو ممر مائي ضيق يفصل بين البحر الأحمر والمحيط الهندي. يحده من الجهة الشمالية الشرقية اليمن، ومن الجهة الجنوبية الغربية إريتريا وجيبوتي. وتُقسِّم جزيرة بريم المضيق إلى قناتين. تمر السفن الضخمة عبر القناة الغربية، وهي الأوسع والأعمق من بين الاثنتين، ويصل اتساعها عند أضيق نقطة فيها إلى نحو 25 كيلومتراً، وعمقها إلى 310 مترات. أما القناة الأخرى الأصغر، فتقع بمحاذاة الساحل اليمني ويبلغ اتساعها 3.2 كيلومتر. وتنقسم الملاحة في "باب المندب" في اتجاهين عبر قناة داخلة وأخرى خارجة، يبلغ اتساع كل منهما 3.2 كيلومتر.

لمَ هذا المضيق مهم؟

يمثل "باب المندب" رابطاً حيوياً على طريق التجارة بين البحر المتوسط وآسيا، إذ تمر عبره السفن المحملة بالبضائع التي تنتقل بين أوروبا وآسيا، وكذلك السفن المحملة بالنفط من الشرق الأوسط إلى أوروبا وأميركا الشمالية إذا أبحرت عبر قناة السويس المصرية.

ووفقاً لآخر التقديرات التي نشرتها إدارة معلومات الطاقة الأميركية عام 2016 -وهو آخر عام نشرت فيه الإدارة البيانات- يتدفق 4.8 مليون برميل من النفط الخام ومنتجات البترول يومياً عبر المضيق، نحو 2.8 مليون منها تتجه شمالاً نحو أوروبا، في حين تتدفق الكمية المتبقية في الاتجاه المعاكس.  

ما مدى أهمية "باب المندب" للسعودية؟

وفقاً لبيانات رصد حركة ناقلات النفط التي جمعتها وكالة Bloomberg عن العام الجاري (2018)، أرسلت السعودية 600 ألف برميل نفط يومياً من الخليج العربي إلى المشترين في أوروبا وأميركا الشمالية. وأرسلت كذلك 330 ألف برميل يومياً من منشأة التصدير الأساسية للمملكة بمدينة رأس تنورة إلى ميناء ينبع في البحر الأحمر. أضف إلى هذا، نقلت 120 ألف برميل يومياً في الاتجاه المعاكس إلى آسيا من ينبع. ووصل إجمالي صادرات المملكة من النفط عن العام الجاري (2018) إلى نحو 7 ملايين يومياً.

ما مدى جدية إمكانية حدوث تعطُّل في حركة المرور؟

ليس هناك ما يشير إلى أنَّ "باب المندب" قد يُغلَق، ومن النادر أن تتجنبه الشركات. فهذا لم يحدث سوى عند وصول أزمة القرصنة إلى ذروتها قبل نحو عقد مضى، وأُسِرَت حينها ناقلة سعودية عملاقة وكذلك عشرات السفن الأخرى؛ ما دفع أصحاب السفن المختلفة للإعلان عن توجيه سفنهم إلى طرق أخرى.     

 

وأعلنت المملكة قرارها تعليق عبور ناقلاتها بالمضيق في مساء الأربعاء 25 يوليو/تموز؛ رداً على الهجوم الذي تعرَّضت له ناقلاتها؛ لذا ربما يظل الأمر مجرد مسألة محدودة.   

إلى متى يمكن أنَّ يستمر هذا التعليق؟

ذكرت السعودية أنَّ التعليق سيكون لفترة مؤقتة. ومن غير المرجح أن تتراجع عن قرارها إلى أن تتأكد أنَّ السفن وطواقمها وحمولاتها ستكون آمنة.   

هل يمكن أن يتجنب مصدّرو النفط هذا المضيق؟

يمكن أن تتجنب السفن المحمَّلة بالنفط من الخليج العربي والمتجهة إلى أوروبا وأميركا الشمالية المرور عبر "باب المندب"، بالإبحار حول الطرف الجنوبي لإفريقيا. وسيترتب على هذا زيادة طول الرحلة من إمارة الفجيرة بالإمارات، التي تقع عند مخرج الخليج، إلى ولاية هيوستن الأميركية بنحو 2660 ميلاً بحرياً، أي بزيادة نحو 28% عن مسار الرحلة عبر المضيق.

أما المسافة إلى مدينة روتردام (غربي هولندا)، فستزيد بـ4800 ميل بحري أو 78%، في حين ستكون الرحلة إلى مدينة أوغوستا الإيطالية أطول بنحو 3 مرات، أي ستبلغ 10860 ميلاً بحرياً. وستكلف هذه المسافات الإضافية مزيداً من نفقات الشحن والوقود، وستُربِك الإمدادات. فوفقاً للبيانات التي جمعتها وكالة Bloomberg، تستغرق الرحلة من السعودية إلى روتردام نحو 22 يوماً عبر "باب المندب" وقناة السويس، مقارنةً بـ39 يوماً إذا التفت السفينة حول إفريقيا.        

هل يمكن أنَّ تزيد السعودية صادراتها النفطية عبر موانئها في البحر الأحمر؟

يمكن أن تضخ السعودية مزيداً من النفط الخام عبر المملكة من خلال الأنابيب وصولاً إلى ميناء ينبع على البحر الأحمر، ومن هناك يمكن تحميل البراميل على الناقلات من أجل إيصالها عبر قناة السويس. وذلك سيُمكِّن السفن من تجنب المرور عبر "باب المندب". ويمتد خط الأنابيب الذي يصل بين شرقي المملكة وغربيها إلى مسافة 1200 كيلومتر، وله طاقة استيعابية تصل إلى 5 ملايين برميل يومياً، لكنَّه يُستخدَم كذلك لنقل النفط الخام إلى 4 مصافٍ على طول ساحل البحر الأحمر، يمكن أن يصل إنتاجها لنحو 1.4 مليون برميل يومياً.          

وتشير بيانات Bloomberg حول حركة السفن إلى أنَّ شركة "أرامكو" السعودية صدرت العام الجاري (2018)، عبر ميناء ينبع، متوسط 650 ألف برميل يومياً. وتوضح إمدادات النفط الخام إلى المصافي والشحنات من ينبع أنَّ "أرامكو" لا تستخدم سوى مليوني برميل فقط يومياً من الطاقة الاستيعابية لخط الأنابيب شرق-غرب. بعبارة أخرى، يوجد نظرياً فائض يومي في سعة الأنبوب يصل إلى 3 ملايين برميل نفط.  

تحميل المزيد