لم يلتزم مندوب السعودية في الأمم المتحدة، عبدالله المعلمي، تجاه اتهامات مندوبة أميركا، نيكي هايلي، التي قالت إن العرب لا يساعدون الفلسطينيين مالياً ليهاجمها بالقول: "لا تربطني علاقات مع السفيرة هايلي بسبب سلوكها، ولا تفوّت فرصة إلا وتبدي موقفها السلبي تجاه الشعب الفلسطيني بحجة الدفاع عن الإسرائيليين".
وحرص مندوب السعودية على تكذيب هايلي ليؤكد أن بلاده قدمت 6 مليارات دولار خلال العقدين الأخيرين، على شكل مساعدات إنسانية ومساعدات في التنمية ووسائل إغاثة، مضيفاً أن المملكة قدمت كذلك مليار دولار في الفترة نفسها إلى "الأونروا"، حسب ما جاء في موقع قناة "روسيا اليوم".
وجاء حديثه بعد أن قالت مندوبة أميركا في الأمم المتحدة: "حان الوقت لتساعد دول المنطقة الشعب الفلسطيني بشكل فعلي بدل إلقاء الخطابات من على بُعد آلاف الأميال، أين الدول العربية حين يجب تشجيع المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، وهو أمر أساسي للسلام؟ أين الدول العربية حين يجب التنديد بإرهاب حماس؟ أين الدول العربية حين يصبح ضرورياً دعم التسويات من أجل السلام؟".
وانتقدت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي الدول العربية والإسلامية لتحدثها كثيراً عن دعم الفلسطينيين دون منحهم المزيد من المساعدات المالية، وخصَّت بالنقد دولاً منها مصر والكويت والإمارات.
قالت لا توجد مجموعة من الدول أكثر سخاء بكلامها من جيران الفلسطينيين العرب
وسردت هيلي ما قدمته تلك الدول، إلى جانب الجزائر وتونس وباكستان وسلطنة عُمان وتركيا -أو لم تقدمه- لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا". وقلَّصت واشنطن، التي ظلت لفترة طويلة أكبر مانح للوكالة، مساعداتها إلى 60 مليون دولار من 365 مليوناً كانت قد وعدت بتقديمها هذا العام.
وقالت خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن الشرق الأوسط: "لا توجد مجموعة من الدول أكثر سخاء بكلامها من جيران الفلسطينيين العرب والأعضاء الآخرين بمنظمة التعاون الإسلامي".
وأضافت: "لكن كل ما يقال من كلام هنا في نيويورك لا يُطعم أو يكسو أو يعلم طفلاً فلسطينياً واحداً. كل ما يفعله هو إثارة غضب المجتمع الدولي".
وقال السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة، رياض منصور، إن هيلي أهانت حلفاء الولايات المتحدة "بطريقة متغطرسة".
وانتقدت هيلي الصين وروسيا أيضاً لحديثهما "المنمّق عن القضية الفلسطينية"، لكنهما لم تقدِّما سوى 350 ألف دولار ومليوني دولار على الترتيب لأونروا في 2017. وقال السفير الصيني في الأمم المتحدة ما تشاو شو للمجلس: "لا نية لنا للتنافس مع أي دول أخرى".
ساعدوا الفلسطينيين بدلاً من الاكتفاء بإلقاء خطب من على بعد آلاف الأميال
وقالت هيلي: "حان الوقت لأن تتحرك دول المنطقة على وجه الخصوص وتساعد الشعب الفلسطيني بشكل حقيقي، بدلاً من الاكتفاء بإلقاء خطب من على بعد آلاف الأميال".
وتقول شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، التي لا تهدف للربح، إن الإمارات والكويت كانتا من بين أكبر مانحين للمساعدات على مستوى العالم مقارنة بالدخل القومي، بينما تأتي الولايات المتحدة في المركز 16.
وقال السفير الكويتي في الأمم المتحدة منصور العتيبي: "إن الأرقام والحقائق تتحدث عن نفسها في بعض الأحيان".
وعبرت السفيرة الإماراتية بالأمم المتحدة لانا نسيبة عن اتفاقها مع هيلي بضرورة القيام بتحرك حقيقي لمساعدة الشعب الفلسطيني.
وقالت: "قدمنا منحاً بأكثر من 125 مليون دولار في المجمل العام الماضي، ونعتقد أننا ننجز ما علينا فيما يخص معالجة الاحتياجات العاجلة للفلسطينيين".
وحجب ترامب المساعدات عن الأونروا بعدما شكك في جدواها، وقال إنه ينبغي للفلسطينيين الموافقة على استئناف محادثات السلام مع إسرائيل، في حين قالت وزارة الخارجية الأميركية إنه يتعين على الأونروا القيام بإصلاحات لم تحددها.
وقال جاريد كوشنر، كبير مستشاري ترامب، في أواخر الشهر الماضي إن واشنطن ستعلن خطتها للسلام في الشرق الأوسط قريباً.
في حين قال أولوف سكوغ، سفير السويد لدى الأمم المتحدة رئيس مجلس الأمن، في يوليو/تموز للصحافيين: "مرّ الآن نحو عام منذ أن ناقشنا هذا الأمر هنا، وجرى إبلاغنا بشأن خطط لم نرها حتى الآن. أعتقد أن هناك مشكلة في عدم وجود خطة جادة على الطاولة".