واشنطن تهدد أنقرة بفرض “عقوبات” إذا لم تُفرج عن قس أميركي “تحت الإقامة الجبرية” بتركيا

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/26 الساعة 16:18 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/26 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump delivers remarks to the National Federation of Independent Businesses in Washington, U.S. June 19, 2018. REUTERS/Jonathan Ernst

طالب الرئيس الأميركي دونالد ترمب تركيا الخميس 26 يوليو/تموز 2018 بالإفراج "فورا" عن القس الأميركي اندرو برانسون الذي وضع في الإقامة الجبرية بعد طول اعتقال ولا يزال يحاكم بتهمتي "الإرهاب" و"التجسس".

وغرد الرئيس الأميركي بعيد تهديد نائبه مايك بنس بفرض عقوبات على أنقرة في هذا الملف إن "الولايات المتحدة ستفرض عقوبات شديدة على تركيا لاعتقالها الطويل للقس اندرو برانسون، وهو مسيحي رائع ورب عائلة. إنه يعاني كثيرا. هذا الإنسان المؤمن البريء ينبغي الإفراج عنه فورا".

وأعلن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، الخميس أن الولايات المتحدة ستفرض "عقوبات" على تركيا إذا لم تتخذ "تدابير فورية للإفراج" عن القس الأميركي أندرو برانسون، الذي وضعته أنقرة قيد الإقامة الجبرية بعد طول اعتقال.

وقال بنس، خلال اجتماع وزاري في واشنطن حول تعزيز الحرية الدينية، إن الإقامة الجبرية "خطوة أُولى مرحَّب بها، لكنها غير كافية"، مضيفاً أن القس برانسون، الذي تتهمه تركيا بـ"الإرهاب" و"التجسس"، "يستحق أن يكون حراً".

من السجن إلى الإقامة الجبرية

وكانت السلطات القضائية التركية قد أمرت الأربعاء 25 يوليو/تموز 2018، بوضع القس الأميركي أندرو برانسون قيد الإقامة الجبرية، بعد أن سُجن نحو سنتين في إطار قضية "إرهاب" و"تجسس"، أسهمت في توتر العلاقات الأميركية-التركية.

وصدر هذا الإعلان، بعد أقل من أسبوع من قرار لمحكمة تركية أخرى، قضى بإبقاء هذا القس، المعتقل في تركيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، قيد الاعتقال الاحترازي، رغم الدعوات المتكررة من واشنطن للإفراج عنه.

واستبدلت محكمة في إزمير، الأربعاء، الاعتقال الاحترازي للقس الأميركي بوضعه قيد الإقامة الجبرية، حسب ما قال محاميه جيم ألايورت.

القس الأميركيأندرو برانسون
القس الأميركيأندرو برانسون

وسارع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى الترحيب بالقرار التركي، إلا أنه اعتبره "غير كافٍ". وقال بومبيو في تغريدة على "تويتر"، الأربعاء: "نرحب بالإعلان الذي انتظرناه طويلاً، بنقل القس من السجن إلى الإقامة الجبرية في تركيا، لكن هذا الأمر ليس كافياً".

وخرج القس من السجن عصر الأربعاء، حسب صور نقلتها شبكة الأخبار التركية "إن تي في". وبدا مبتسماً قبل أن يستقل سيارة غادرت مبنى السجن تحت حراسة الشرطة.

ورغم خروجه من السجن، فإن القس، المهدَّد بعقوبة سجن قد تصل إلى 35 عاماً في حال إدانته، يبقى ممنوعاً من مغادرة منزله أو الأراضي التركية في أثناء فترة محاكمته.

ترحيب أميركي بالقرار

ورحبت الولايات المتحدة، الأربعاء، بقرار وضع القس الأميركي قيد الإقامة الجبرية في تركيا وإخراجه من السجن، لكنها طلبت من السلطات التركية الذهاب إلى أبعد من ذلك.

وقال بومبيو "لم نر أدلة ذات مصداقية ضد برونسون، وندعو السلطات التركية إلى تسوية هذه القضية فوراً بشكل شفاف وعادل". وتوقيف القس من الملفات العديدة التي تسمم العلاقات بين أنقرة وواشنطن.

وأدى الإعلان عن فرض الإقامة الجبرية على القس برانسون إلى تحسُّن طفيف بقيمة الليرة التركية، في مؤشر على ترحيب الأسواق بتهدئة العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة، الشريكتين في الحلف الأطلسي.

إلا أن ترمب يعتبره "رهينة"

وتتهم السلطات التركية برانسون بالعمل لصالح شبكة فتح الله غولن، الذي تحمِّله سلطات أنقرة مسؤولية المحاولة الانقلابية في 2016، رغم نفي غولن المتكرر. كما تتهمه بإقامة علاقات مع حزب العمال الكردستاني. وتعتبر تركيا هذين الكيانين إرهابيَّين.

ويقيم القس في تركيا منذ 20 عاماً، وكان يدير كنيسة بروتستانتية صغيرة بإزمير قبل اعتقاله، وهو متهم كذلك بالتجسس لغايات سياسية وعسكرية. وينفي القس قطعياً هذه التهم.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفقة نظيره التركي طيب أردوغان
الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفقة نظيره التركي طيب أردوغان

وكان ترمب وصف قرار الأسبوع الماضي، بإبقاء القس قيد الإيقاف الاحترازي، بأنه "عارٌ كامل".  وقال: "مرت فترة طويلة جداً وهو محتجز رهينة"، داعياً الرئيسَ التركيَّ، رجب طيب أردوغان، إلى "القيام بشيء للإفراج عن هذا الزوج الرائع وأبي الأسرة المسيحي".

من جهته، قال فيليب كوسنيت، القائم بالأعمال الأميركي في أنقرة: "قرأت لائحة الاتهام، وواكبت 3 جلسات. لا أعتقد أن هناك أدنى إشارة إلى أن القس برانسون متورط في أي نشاط إجرامي أو إرهابي". ومن المقرر أن تُعقد الجلسة القادمة بقضية القس في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2018.

وهناك خلافات عديدة بين واشنطن وأنقرة، خصوصاً في موضوع دعم الولايات المتحدة لمجموعة مسلحة سورية كردية، والرفض الأميركي لتسليم غولن المقيم لديها إلى تركيا.

وهناك ملفات قضائية أخرى تُعقِّد العلاقات بين البلدين، مثل اعتقال موظفين اثنين تركيَّين يعملان بالقنصلية الأميركية في إسطنبول، واعتقال موظف تركي بالبعثة الأميركية في أضنة (جنوب).

 

علامات:
تحميل المزيد