قالت الشرطة الإسبانية، إن أكثر من 700 مهاجر اقتحموا الحاجز الحدودي الحصين بين المغرب وجيب سبتة الخاضع لإسبانيا، فيما تصفه السلطات بأنه أحد أضخم مرات العبور من الحاجز، وأكثرها عنفاً في الفترات الماضية، وفق ما ذكرته "رويترز".
وتمكّن أكثر من 600 من المهاجرين المنحدرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، من الوصول إلى جيب سبتة الإسباني، الخميس 26 يوليو/تموز 2018، بعد أن تسلقوا سياجين على الحدود مع المغرب، وهاجم بعضهم عناصر الشرطة بمادة كاوية وبراز.
Unos 600 inmigrantes entran en Ceuta tras un salto masivo a la valla #TN1 👉 https://t.co/S7MJYLzxQD
Directo 📡 https://t.co/RPFLnnQC0G pic.twitter.com/nEOXz5EdN0— TN Telemadrid (@InformativosTM) July 26, 2018
وهذه أكبر عملية تسلق للسياجين في سبتة، منذ فبراير/شباط 2017، عندما قام أكثر من 850 مهاجراً بدخول الجيب الإسباني الواقع في شمالي المغرب، على مدى أربعة أيام.
وتأتي العملية في وقت أصبحت إسبانيا الوجهة الأولى للمهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط متجاوزة إيطاليا، مع استقبالها 19586 مهاجراً حتى الآن هذا العام، بحسب المنظمة العالمية للهجرة.
عشرات الإصابات بسبب الشفرات التي تغطي السياج
وقال متحدث باسم شرطة الحرس المدني في سبتة لوكالة الأنباء الفرنسية، إن المهاجرين تمكنوا من تسلق السياج المزدوج المغطى بشفرات صغيرة، في ساعة مبكرة صباح الخميس. وأوضح أنهم تسلقوا "فجأة ولجأوا إلى وسائل عنيفة جداً"، وأن بعضهم هاجموا الشرطة بالحمض الكاوي الذي كانوا يحملونه في أنابيب وقنانيّ.
ونتيجة لذلك جرح "أكثر من عشرة شرطيين"، نقل أربعة منهم إلى المستشفى للعلاج من حروق في الوجه والذراعين.
وقالت إيزابيل براسيرو، المتحدثة باسم الصليب الأحمر، إن مسعفي المنظمة عالجوا 30 مهاجراً أصيبوا بجروح ليست خطيرة. وأضافت أن 11 منهم نقلوا إلى المستشفى لخياطة جروح أو لعلاج كسور محتملة.
وأظهرت مشاهد صوَّرتها وسائل إعلام محلية عدداً من المهاجرين الذين كانوا عالقين على السياج، ربما بعد أن نجح 400 منهم في التسلق. وأظهرت المشاهد أحدهم عالقاً في أعلى السياج، فيما كان عناصر الشرطة الإسبانية يقفون على رافعة، ويقومون بقص السياج وإنزال المهاجر على الرافعة. والذين علقوا في أعلى السياج أو بين السياجين أعيدوا إلى المغرب.
وزير الداخلية وعد بإزالة السياج الشائك
وقال وزير الداخلية الإسباني الجديد فرناندو غراندي-مارلسكا، الشهر الماضي، إنه "سيبذل كل ما يمكن" لإزالة السياج الشائك المحيط بسبتة ومليلية، الجيب الإسباني الآخر في شمالي المغرب.
وقال مارلسكا، الوزير في حكومة الاشتراكي بيدرو سانشيز، لإذاعة كوبي الإسبانية: "هذا الأمر ضمن أولوياتي، وأحتاج تقريراً لنتمكن من اتخاذ تدابير أخرى". واعتبر وزير الداخلية الإسباني أنه من واجب بلاده "التحرك والمساعدة"، قبل أن يحاول المهاجرون تسلق السياج. وتابع: "نتحدث عن تضامن واحترام كرامة الأفراد ومراقبة تدفق المهاجرين".
لكن قوات الحرس المدني قالت الخميس، إن إزالة السياج الشائك فكرة جيدة، لكنها سألت الحكومة ما هي خطتها البديلة للحفاظ على الأمن إذا أزالت السياج.
وقالت نقابة الحرس المدني في بيان: "إننا إحدى نقاط الدخول الرئيسية من دول العالم الثالث إلى أوروبا، ولا أحد في وزارة الداخلية أراد أن يعالج المشكلات التي يتسبب بها" (السياج) في سبتة ومليلية.
وأضاف: "المشكلات ستتفاقم في حال عدم وصول المزيد من عناصر الحرس المدني ومعدات مكافحة الشغب ومعدات الحماية، عند إزالة السياج الشائك، وهذا ما ظهر اليوم".
في انتظار ذلك المهاجرون مُصرون على المخاطرة
خلال السنوات الماضية سُجلت العديد من الإصابات أثناء محاولة المهاجرين تسلق هذا السياج المرتفع، وأصيب بعضهم بجروح بالغة. وفي العام 2009، قضى سنغالي في الثلاثين من العمر، بعد أن قطع أحد شرايينه وهو يحاول تسلق السياج، بحسب ما جاء في تقرير تشريح الجثة.
ويتألف هذا الحاجر المنيع من سياجين، أحدهما من الفولاذ والآخر من الأسلاك الشائكة، ومدعمٌ "بجدار" غير مرئي من كاميرات المراقبة، كل ذلك بهدف منع المهاجرين من الوصول إلى الجيبين الإسبانيين الواقعين في شمال القارة الإفريقية، على الحدود مع المغرب.
وسبق للمعارضة الاشتراكية أن دعمت طلباً تقدمت به لجنة من مجلس النواب الإسباني إلى الحكومة السابقة، بقيادة رئيس الوزراء المحافظ ماريانو راخوي، من أجل إزالة السياج، لكن الطلب لم يلق الموافقة.
أزمة الهجرة السرية الإفريقية تنتقل إلى المغرب
تحوَّلت تحذيرات المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية، منذ السنة الماضية، من إمكانية تحول شمالي المغرب إلى بوابة رئيسة على البحر الأبيض المتوسط للعبور صوب أوروبا، على متن قوارب الموت واقتحام السياجات الحدودية البرية للمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، إلى حقيقة.
الشيء الذي يطرح تحديات كبرى أمام السلطات المغربية، في ظل ارتفاع نشاطات الشبكة الإجرامية الدولية والمحلية، المتخصصة في تهريب البشر من المغرب وليبيا، نحو السواحل الإسبانية والإيطالية، وفق ما أورده موقع "اليوم 24" المغربي.
وكشفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن عدد المهاجرين، الواصلين بحراً إلى إسبانيا، عبر الطريق الغربي للبحر الأبيض المتوسط (أغلبيتهم من المغرب)، ما بين يناير/كانون الثاني ويوليو/تموز 2018، تجاوز عدد الواصلين إلى إيطاليا خلال الفترة نفسها.
إذ وصل حوالي 18016 مهاجراً إلى السواحل الإسبانية عبر البوابة الغربية للمتوسط، مقابل وصول 17827 مهاجراً إلى إيطاليا، انطلاقاً من ليبيا (البوابة المتوسطية للمتوسط)، فيما وصل 14678 مهاجراً عبر البوابة الشرقية للمتوسط إلى سواحل اليونانية. وهي المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد الواصلين من المغرب إلى إسبانيا عدد الواصلين إلى إيطاليا انطلاقاً من ليبيا.
وفي الإجمال، وصل نحو 18016 مهاجراً من طريق البحر إلى إسبانيا منذ مطلع السنة، مقابل نحو 6500 خلال الفترة نفسها من العام 2017، بحسب إحصاءات هذه المنظمة. كما وصل نحو ثلاثة آلاف مهاجر إلى إسبانيا عبر المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.