قس أميركي «يجدد» التصعيد بين أنقرة وواشنطن.. ترمب توعَّد بفرض عقوبات، والرئاسة التركية تردُّ: لن تحصلوا على شيء بالتهديد

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/26 الساعة 18:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/26 الساعة 21:39 بتوقيت غرينتش
تركيا ترفض رشوة سياسية سعودية/ رويترز

أعلنت الرئاسة التركية الخميس 26 يوليو/تموز 2018، أن الولايات المتحدة "لن تحصل على النتيجة" التي تريدها؛ وهي إطلاق سراح القس الأميركي أندرو برانسون، عبر توجيه تهديدات، وصفتها بـ"غير المقبولة".

وقال إبراهيم كالن، المتحدث باسم الرئيس رجب طيب أردوغان، في بيان: "على الإدارة الأميركية أن تفهم أنها لن تحصل على النتيجة التي تريدها عبر تهديد تركيا"، وذلك رداً على تهديد واشنطن بفرض عقوبات على تركيا ما لم يتم إطلاق سراح القس الأميركي، الذي يحاكَم في تركيا.

وأضاف كالن: "على الولايات المتحدة أن تعيد النظر في نهجها، وتتبنى موقفاً بنَّاء قبل أن تلحق مزيداً من الضرر بمصالحها الخاصة وتحالفها مع تركيا".

وفي مؤشر على خطورة الوضع، تشاوَر وزيرا الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو والأميركي مايك بومبيو، هاتفياً، الخميس، بحسب مسؤول تركي لم يشأ كشف هويته.

ويأتي الموقف التركي بعدما توعد المسؤولون الأميركيون بفرض عقوبات على أنقرة إذا لم تفرج عن القس برانسون، الذي يحاكَم في تركيا بتهمتي "الإرهاب والتجسس".

والرئيس أردوغان موجود في جنوب إفريقيا للمشاركة في قمة مجموعة بريكس، ولم يردّ حتى الآن على التهديدات الأميركية.

ترمب طالب بالإفراج "فوراً" عن القس الأميركي

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، طالب في وقت سابق من الخميس، تركيا بالإفراج "فوراً" عن القس الأميركي أندرو برانسون، الذي وُضع قيد الإقامة الجبرية بعد طول اعتقال، ولا يزال يحاكَم بتهمتي "الإرهاب" و"التجسس".

وبُعيد تهديد نائبه مايك بنس بفرض عقوبات على أنقرة في هذا الملف، غرَّد الرئيس الأميركي، قائلاً إن "الولايات المتحدة ستفرض عقوبات شديدة على تركيا؛ لاعتقالها الطويل للقس أندرو برانسون، وهو مسيحي رائع ورب عائلة. إنه يعاني كثيراً. هذا الإنسان المؤمن البريء ينبغي الإفراج عنه فوراً".

وأعلن نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، الخميس 26 يوليو/تموز 2018، أن الولايات المتحدة ستفرض "عقوبات" على تركيا إذا لم تتخذ "تدابير فورية للإفراج" عن القس الأميركي أندرو برانسون، الذي وضعته أنقرة قيد الإقامة الجبرية بعد طول اعتقال.

وقال بنس، خلال اجتماع وزاري في واشنطن حول تعزيز الحرية الدينية، إن الإقامة الجبرية "خطوة أُولى مرحَّب بها، لكنها غير كافية"، مضيفاً أن القس برانسون، الذي تتهمه تركيا بـ"الإرهاب والتجسس"، "يستحق أن يكون حراً".

من السجن إلى الإقامة الجبرية

وكانت السلطات القضائية التركية قد أمرت الأربعاء 25 يوليو/تموز 2018، بوضع القس الأميركي أندرو برانسون قيد الإقامة الجبرية، بعد أن سُجن نحو سنتين في إطار قضية "إرهاب وتجسس"، أسهمت في توتر العلاقات الأميركية-التركية.

وصدر هذا الإعلان، بعد أقل من أسبوع من قرار لمحكمة تركية أخرى، قضى بإبقاء هذا القس، المعتقل في تركيا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2016، قيد الاعتقال الاحترازي، رغم الدعوات المتكررة من واشنطن للإفراج عنه.

ترمب وجه تهديدا مباشرا لأنقرة في حال لم تُفرج عن القس الأميركي
ترمب وجه تهديدا مباشرا لأنقرة في حال لم تُفرج عن القس الأميركي

واستبدلت محكمة في إزمير، الأربعاء 25 يوليو/تموز 2018، الاعتقال الاحترازي للقس الأميركي بوضعه قيد الإقامة الجبرية، حسب ما قال محاميه جيم ألايورت.

وسارع وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إلى الترحيب بالقرار التركي، إلا أنه اعتبره "غير كافٍ". وقال بومبيو في تغريدة على "تويتر"، الأربعاء: "نرحب بالإعلان الذي انتظرناه طويلاً، بنقل القس من السجن إلى الإقامة الجبرية في تركيا، لكن هذا الأمر ليس كافياً".

وخرج القس من السجن عصر الأربعاء، حسب صور نقلتها شبكة الأخبار التركية "إن تي في". وبدا مبتسماً قبل أن يستقل سيارة غادرت مبنى السجن تحت حراسة الشرطة.

ورغم خروجه من السجن، فإن القس، المهدَّد بعقوبة سجن قد تصل إلى 35 عاماً في حال إدانته، يبقى ممنوعاً من مغادرة منزله أو الأراضي التركية في أثناء فترة محاكمته.

ما هي التهم الموجَّهة للقس برانسون؟

في 9 ديسمبر/كانون الأول 2016، تم اعتقال برانسون بتهمة ارتكاب جرائم باسم منظمتي "غولن" و"بي كا كا" اللتين تعتبرهما أنقرة "إرهابيتين". كما تضمنت لائحة الاتهام ضده، ارتكاب جرائم باسم "بي كا كا" و"غولن" تحت مظلة رجل دين، وتعاونه مع المنظمتين رغم علمه المسبق بأهدافهما.

وأشارت اللائحة إلى أن "برانسون" كان يعرف الأسماء المستعارة لقياديِّين من "غولن" والتقاهم، وأنه ألقى خطابات تحرِّض على الانفصال، وتتضمن ثناءً على منظمتي "بي كا كا" و"غولن" في كنيسة "ديريلش" بمدينة إزمير (غرب).

في حين وجهت اللائحة إلى "برانسون" تهمة إجراء دراسات ممنهجة بالمناطق التي يقطنها الأكراد خصوصاً، وتأسيس "كنيسة المسيح الكردية"، التي استقبلت مواطنين من أصول كردية فقط في إزمير.

القس الأميركي أندرو برانسون
القس الأميركي أندرو برانسون

وتم العثور على صور ضمن مواد رقمية تخص برانسون، تُظهر حضور القس اجتماعات لمنظمة "غولن"، وأخرى فيها رايات ترمز إلى المنظمة الانفصالية "بي كا كا"، وفق لائحة الاتهام.

وأكدت اللائحة توجُّه برانسون، مراراً، إلى مدينة "عين العرب" (كوباني) شمالي سوريا، التي ينشط فيها تنظيم "ي ب ك/بي كا كا" الإرهابي، وقضاء "سوروج" التركي، المحاذي للمدينة السورية، وذلك في إطار الاستراتيجية العامة لـ"بي كا كا".

كما احتوت اللائحة على رسالة بعث بها برانسون إلى أحد المسؤولين العسكريين الأميركيين، يُعرب فيها عن حزنه لفشل محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز 2016.

فضلاً عن رسالة كانت على هاتفه، جاء فيها: "كنا ننتظر وقوع أحداث تهز الأتراك، وتشكلت الظروف المطلوبة لعودة عيسى، ومحاولة الانقلاب صدمة، والكثير من الأتراك وثقوا بالعسكر كما السابق، وأعتقد أن الوضع سيزداد سوءاً، وفي النهاية نحن سنكسب".

وشددت اللائحة على أن أنشطة برانسون، التي يقوم بها تحت غطاء كونه رجل دين، لا تتوافق مع صفته كراهب.

 

علامات:
تحميل المزيد