أعلن التحالف العسكري، الذي تقوده السعودية في اليمن، الأربعاء 25 يوليو/تموز 2018، أن المتمردين الحوثيين هاجموا ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر؛ ما أدى إلى إلحاق "أضرار بسيطة" بها.
وكتبت قناة "الاخبارية" الحكومية السعودية، على حسابها بموقع "تويتر"، نقلاً عن التحالف: "هجوم إرهابي حوثي إيراني على ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر"، مضيفة: "تعرُّض ناقلة النفط لأضرار بسيطة، والميليشيات كادت تتسبب في كارثة بيئية".
روايات متضاربة: بارجة حربية أم ناقلة نفط؟
غير أن رواية المتمردين الحوثيين جاءت مخالفة، فقد أشارت وكالة الأنباء الفرنسية إلى أن وكالة "سبأ" التابعة للمتمردين اليمنيين أوردت أن "القوة البحرية استهدفت بارجة الدمام، السعودية قبالة السواحل الغربية" لليمن.
واعتبر المتحدث الرسمي باسم التحالف، العقيد الركن تركي المالكي، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، أن الهجوم على ناقلة النفط "يشكل تهديداً خطيراً لحرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر".
وتابع: "استمرار هذه المحاولات يثبت خطر هذه الميليشيا ومن يقف خلفها على الأمنين الإقليمي والدولي، ويؤكد استمرار استخدام ميناء الحُديدة كنقطة انطلاق للعمليات الهجومية الإرهابية"، داعياً الى تسليمه للتحالف.
وفي انتظار تأكيد الرواية الصحيحة، لنتعرف على مميزات ومواصفات فرطاقة الرياض (إف-3000-إس سواري 2)، وفق ما أورده موقع Naval Technology البريطاني.
كيف حصلت السعودية على فرقاطات الرياض (إف-3000-إس)؟
بَنَت شركة DCN الفرنسية لأنظمة الدفاع البحري 3 فرقاطاتٍ حربية متعددة الاستخدامات ومضادة للجو جديدة من فئة الرياض (إف-3000-إس)، بتكليفٍ من القوات البحرية الملكية السعودية. حجم الفرطاقات، المبنيَّة على تصميم شركة DCN للفرطاقة الشبح، يفوق بارجة أسطول "لا فاييت" الفرنسي بنحو 25%، وتتمتَّع بإمكاناتٍ أكثر، مِثل إمكاناتٍ محسَّنة مضادة للأسلحة الجوية ومضادة للغواصات؛ وذلك حتى تحقِّق المعايير التشغيلية لقوَّات البحرية الملكية السعودية.
واتَّفقت فرنسا والسعودية على عقود أوَّل سفينتين في عام 1994 بموجب اتفاق "سواري 2". ووُقِّع عقد السفينة الثالثة في 1997، وبلغت تكلفة السفن الثلاث 3.4 مليار دولار.
وبُنِيَت السُفُن في ترسانة السفن الخاصة بشركة DCN في مدينة لوريان الفرنسية. كُلِّفَت الشركة بناء أوَّل سُفُن هذه الفئة، وتُدعَى سفينة جلالة الملك "الرياض" (812)، في يوليو/تموز 2002، والثانية سفينة جلالة الملك "مكة" (814)، في يوليو/تموز عام 2001، وأصبحت جاهزةً في أبريل/نيسان 2004. والثالثة سفينة جلالة الملك "الدمام" (816)، في سبتمبر/أيلول عام 2002، وسُلِّمَت إلى البحرية في يناير/كانون الثاني عام 2004.
كانت شركة Thales (الآن أصبحت شركة DCNS) هي المتعهِّدة الرئيسية والمسؤولة عن هندسة البناء، وأنظمة الدَّفع، وتكامُل الأنظمة القتالية الخاصة بالمَركبة. وكان من بين المتعهِّدين الرئيسيين لتشييد السُفُن الشركات الآتية: شركة SFCS (وهي شركة فرعية تابعة لشركة Armaris، وتمتلكها الآن شركة DCNS)، وهي مسؤولة عن الأنظمة القتالية بالسفينة، وشركة MDBA المسؤولة عن توريد الصواريخ، وSofinfra المسؤولة عن تشييد 20 ألف مترٍ مكعب من منشآت البنية التحتية الخاصة بالمشروع، ومن بينها مدرسةٌ وورشة عمل في مدينة جدة.
وأُبرِمَ عقدٌ مع شركة NAVFCO، وهي منظَّمة التدريب التابعة للبحرية الفرنسية، لتقديم تدريب مهندسي وطواقم السُفُن لأكثر من 700 فردٍ متدرِّب ضمن برنامج "سواري 2".
تصميم فرقاطة "الرياض" الشبح
بُنِيَت السفينة من خلال تركيب أجزاءٍ هيكلية ذات قياساتٍ محددة مسبقاً. يبلغ طول كل جزء 133 متراً وعرضه 17 متراً. السفينة يمكنها تحمُّل حمولةٍ بمجمل 4500 طن، ويكفيها وقودها ومخزونها لمسافةٍ تبلغ 7000 ميل بحري قبل الحاجة للتزوُّد. وتبلغ أقصى سرعةٍ لها 24.5 عقدة.
أنظمة التحكُّم القتالية الآلية من صُنع شركة SFCS
طُوِّرت أنظمة التحكُّم القتالية ذات القيادة الآلية العالية بالسفينة على يدِّ شركة SFCS، وهي شركة فرعية تابعة لشركة Armaris. بُنِي نظام SENIT 7 القتالي على نظام Tavitac 2000 من صُنع شركة Thales، بالإضافة إلى عناصر تكميلية من نظام SENIT 8 المُستخدَم حالياً في حاملة طائرات شارل ديغول، بجانب كونها مزوَّدةً بنظام تتبُّع يعمل بالأشعة تحت الحمراء.
أنظمة الأسلحة بسفينة "الرياض"
تُبنَى السفينة الآن لتحمل نظامَين لإطلاق الصواريخ رأسياً، يتكوَّن كُلٌّ منهما من 8 وحداتٍ من النوع Sylver، لتُطلِق صورايخ أرض-جو من فصيلة "أستر 15" من صُنع شركة Eurosam الفرنسية (المملوكة لشركتي MBDA وThales). يتراوح مدى تلك الصواريخ بين 1.7 و30 كيلومتراً، وتصل إلى ارتفاع 15 ألف متر. وتُوجَّه الصواريخ بتقنية توجيه الرادار النشط، وتُزوَّد بقوِّة إضافية باستخدام نفَّاثاتٍ غازية.
شاركت الفرقاطات الثلاث الجديدة جميعاً في مرانٍ تجريبي لنظام إطلاق صواريخ أرض-جو فصيلة "أستر". وأجرَت فرقاطة "الدمَّام" مران إطلاقٍ ناجح في مارس/آذار 2018، وتبعتها "الرياض" و"مكَّة" في سبتمبر/أيلول عام 2004.
كذلك تتسلَّح الفرقاطة بـ8 صواريخ أرض-أرض من صنع شركة MBDA. ويحمل كُل صاروخٍ منها رأساً حربياً ذا حشوةٍ متفجِّرة تزن 165 كيلوغراماً ويبلُغ مداها 70 كيلومتراً، وتقترب من هدفها وهي في الوضع الملاصق لسطح الماء بسرعةٍ عالية دون سرعة الصوت، تصل لنحو 0.95 ماخ (95% من سرعة الصوت).
السلاح الرئيسي للسفينة هو مدفع Oto Melara عيار 76/62 مللي فائق السرعة، الذي تصل سرعته لإطلاق 120 طلقة في الدقيقة، بمدى حدُّه الأقصى 20 كيلومتراً. وهذا بالإضافة إلى مدفعين من نوع Giat عيار 20 مللي.
هناك أيضاً 4 مدافع خلفية للطوربيدات عيار 533 مللي، مسلَّحة بطوربيدات ثقيلة مضادة للغواصات من نوع "إف-17″، من صنع شركة DCNS.
أنظمة الاستشعار
أنظمة الاستشعار المستخدمة في السفينة هي أنظمة سونار متعددة، فئة "CAPTAS 20″، من صنع شركة Thales للأنظمة المستخدمة تحت سطح الماء. والسفينة كذلك مزوَّدة برادار جوِّي طويل المدى، بالإضافة إلى جهازي رادار أحدهما للملاحة، والآخر للتحكُّم في طائرات الهليكوبتر.
أنظمة الرد على العدوان
جُهِّز النظام الحربي الإلكتروني بالسفينة من قِبل شركة Thales، ويتضمَّن الآتي: تدابير دعمٍ إلكترونيّ، ونظام اعتراض اتِّصالٍ من صنع شركة Altesse، وأنظمة تشويش للرادار والاتصالات. كذلك زوِّدت السفينة بمدفعي صواريخ تمويهيين.
نظام Samahe للتحكُّم في طائرات الهليكوبتر من صنع شركة DCN
يوجد بمهبط المروحيات على سطح السفينة، الموجود بمؤخِّر المَركبة، مكانٌ لهبوط طائرة هليكوبتر واحدة متوسطة الحجم، مثل مروحيات Eurocopter أوCougar الأكبر حجماً. كذلك، فإنَّ سطح السفينة مزوَّد بنظام Samahe للتحكُّم في طائرات الهليكوبتر، مِن صنع شركة DCN. كذلك، تتسع حظيرة الطائرات المزوَّدة بالتجهيزات الكاملة لطائرة هليكوبتر واحدة.
نظام CODAD للدفع
بُنِي نظام CODAD (القائم على تشغيل عدة محرِّكات ديزل في آنٍ واحد) للدفع المستخدَم في المركبة على 4 محرِّكات ديزل من صنع شركة SEMT Pielstivk، وتبلغ قوة كُلٍّ منها 5700 كيلوواط (7740 حصاناً). تُشغِّل محركات الديزل ذراعين متَّصلتين بمراوح من تصميم شركة Rolls-Royce. وأبرمت شركة DCN اتفاقية ترخيص تسمح لها بتصنيع هذه المراوح لتُستخدم في فرطاقات "الرياض".