إيران إذا أقدمت فعلاً على إغلاق مضيق هرمز فإنها ستكون الخاسر الأكبر.. ولهذا السبب لن تقوم بذلك، وهذه أسلحتها البديلة لمواجهة واشنطن

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/25 الساعة 16:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/25 الساعة 16:21 بتوقيت غرينتش

سلط الكاتب الأميركي إدوارد تشانغ الضوء على تهديدات الرئيس الإيراني حسن روحاني بإغلاق مضيق هرمز، رداً على العقوبات المحتملة التي قد تُفرَض على صادرات النفط الإيرانية، وهي نفس التهديدات التي رددها الحرس الثوري الإيراني.

وقال الكاتب المتخصص في مجال الدفاع والجيش والسياسة الخارجية في مقاله المنشور في مجلة national Interest الأميركية، إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب كان قد أعطى جميع الدول مهلةً حتى 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2018، لوقف استيراد النفط من إيران، ليمارس حظراً واسع النطاق كجزء من حملة جديدة من المواجهة والضغط ضد الجمهورية الإسلامية. ويأتي هذا الطلب في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة أيضاً باسم الاتفاق النووي الإيراني، التي وُقِّعت في عام 2015.

وأثناء المفاوضات، جرى التسويق للاتفاق النووي باعتباره الخيار الوحيد لتقليص برنامج إيران النووي، دون الحاجة للجوء إلى الحرب. وقد أشار مؤيدو الصفقة بشكلٍ روتيني إلى زيادة خطر الحرب في حججهم ضد الانسحاب من الاتفاق النووي، ويبدو أنَّ تصريح روحاني يؤكد هذه المخاوف. لكن إلى أي مدى ينبغي أن تؤخذ خطورة هذه التهديدات على محمل الجد؟

مضيق هرمز ملعب التصعيد الدائم والمستمر بين واشنطن وطهران

وسرد الكاتب الأميركي إدوارد تشانغ، تاريخاً من التصعيد بين واشنطن وطهران، معتمدين مضيق هرمز كملعب لهذه التصعيدات، وقال إنه في  عام 2012، كانت لدى إدارة أوباما مواجهتها الخاصة مع إيران، بسبب برنامجها النووي. فهدَّدت إيران بإغلاق المضيق ونفَّذت تدريباتٍ عسكرية في المنطقة، مما أدى إلى نشر قواتٍ أميركية وبريطانية وفرنسية كبيرة رداً على ذلك. لكن بعد مرور عام، لجأ كلا الجانبين إلى المفاوضات التي أفضت إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.

أما في عام 2008، فقد هدَّد قائد قوات الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بإغلاق مضيق هرمز، مشيراً إلى مخاوفَ من هجوم أميركي أو إسرائيلي. وخلال الحرب الإيرانية العراقية من 1980 إلى 1988، استهدف كلا الجانبين ناقلات النفط والناقلات البحرية التجارية لبعضهما البعض كجزءٍ من جهد حربي شامل، مما زاد المخاوف من أنَّ إيران قد تحاول جعل مضيق هرمز غير قابل للاجتياز.

روحاني
روحاني

واستخدمت إيران الألغام كجزءٍ من استراتيجيتها، فأثارت عملية أميركية لحماية السفن الكويتية، التي أُطلق عليها اسم عملية "إيرنست ويل". استمرت تلك العملية التي بدأت في صيف عام 1987 أكثر من عام ونصف العام، وتضمنت قتالاً مباشراً بين الولايات المتحدة وإيران بلغ ذروته في عملية "صلاة السرعوف" في ربيع عام 1988. استطاعت الولايات المتحدة في تلك المعركة الجوية-البحرية، التي استمرت يوماً واحد تحقيق فوز حاسم، حيث خسرت إيران عدة سفن حربية أثناء القتال، بينما لم تحدث أي خسائر في الجانب المقابل.

إلا أن الكاتب يشير إلى ملحوظة لها دلالاتها، وهي أن التهديد الإيراني بإغلاق المضيق، لا يخرج عن حيز التصريحات الكلامية ولم يتطور في أي من مراحل التصعيد بين البلدين على مدار عشرات السنين إلى التنفيذ، فيقول إنه وبصرف النظر عن الأحداث التي وقعت بين عامي 1987 و1988، لم تُسفر أي من هذه الحوادث عن حربٍ مفتوحة. هذا أمرٌ جدير بالملاحظة نظراً لمستوى العداء الشديد الواضح بين الجانبين منذ الاستيلاء على السفارة الأميركية في طهران، في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 1979. وبينما يُمكن إرجاع عدم حدوث القتال الفعلي إلى ضبط النفس ومهارات إدارة الأزمات المهنية الأميركية، يمكن أن يُعزَى ذلك أيضاً إلى حقيقة أنَّ السلوك الإيراني والخطاب المتعلق بالمضيق يخدم في المقام الأول كوسيلة لإدارة الأزمات (وإن كان خطيراً) وتحقيق غرضٍ سياسي.

لكن في الواقع فإن غلق المضيق لن يفيد إيران كثيراً

وفند  الكاتب الأميركي إدوارد تشانغ دلالات غلق المضيق على المصالح الإيرانية،  وكذا الأميركية، فقال إن إغلاق مضيق هرمز له تأثير ارتدادي على مصالح إيران. كما شرح جون ألين غاي وجيفري كيمب في كتاب الحرب مع إيران: العواقب السياسية والعسكرية والاقتصادية.

"تأتي 85% من واردات إيران عبر المضيق، وتتدفق عبره معظم الصادرات النفطية الضرورية للغاية للمقدرات المالية للحكومة الإيرانية. وبالتالي، ستقطع إيران شريان حياتها إذا أغلقت المضيق، وسيتعيَّن عليها العيش على احتياطياتها المتضائلة بالفعل من العملات الأجنبية. وستدفع إيران جيرانها إلى شن هجماتٍ انتقامية على منشآتها النفطية، وتعزل نفسها على المستوى الدولي".

مرحلة يأس لم تأت بعد

وشرح الكاتب الأميركي دوافع إيران من التهديد بغلق المضيق، بقوله إن ذلك ربما تكون حالة يأس لا مخرج منها سوى بالتصعيد في هذا الاتجاه، لذلك عند التفكير جيداً في أي سيناريو لإغلاق مضيق هرمز، ينبغي الانتباه فوراً إلى أنَّ إيران بهذه الخطوة قد وصلت إلى حالةٍ من اليأس، وإلى وضعٍ لا ترى فيه طهران مخرجاً آخر من مأزقها. لذلك، من المستبعد إغلاق المضيق. وتدرك الولايات المتحدة ذلك جيداً، وربما تدرك القيادة الإيرانية أنَّ واشنطن يمكن أن تطلب منها إثبات صدق تهديدها بالإغلاق في أي وقت. إذن لماذا تواصل طهران إصدار مثل هذه التهديدات؟

يقول إنه من خلال التهديد بإغلاق الممر المائي الحيوي الذي يربط بين الخليج الغني بالنفط والعالم، ويُنقل من خلاله ثلث نفط العالم تقريباً، تثير إيران مخاوف الحرب وحدوث أزمةٍ اقتصادية. هذا لا يرفع أسعار الغاز فقط تحسباً لتَعطُّل الإمدادات، لكَّنه يؤثر أيضاً على الرأي العام العالمي الذي يريد خفض التصعيد، الأمر الذي سيضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن خطوطها الحمراء. بالنظر إلى عدد الدول التي تعتمد على نفط الشرق الأوسط، بما في ذلك نفط إيران، تستطيع طهران صياغة رواية تُظهر فيها أنَّ الولايات المتحدة تولد أزمةً تضر بالعالم.

ولكن بطبيعة الحال يستطيع النظام الإيراني حشد مواطنيه خلفه بمثل هذه التهديدات

وبخصوص الحشد الشعبي، وتجييش الرأي العام داخل طهران بسبب رفع وتيرة التصعيد ضد واشنطن، يقول الكاتب إدوارد تشانغ، إن النظام الإيراني يستغل ذلك جيداً، إذ يوظِّف النظام الإيراني مثل معظم الأنظمة الاستبدادية الأزمات بانتظام لترسيخ الهيمنة السياسية وضبط النظام الداخلي. ومشاهد وأصوات القوات البحرية الإيرانية التي تتحدى وتضايق السفن الحربية الأميركية تخدم بقوة جانب الدعاية، وتشجع الوحدة ضد أميركا "الشيطان الأكبر".

وبينما تمتلك الولايات المتحدة القدرة على منع إغلاق أو إعادة فتح المضيق، فإنَّ التكاليف المادية والسياسية لمثل هذا العمل كبيرة. وإذا افترضنا أنَّ إيران لن تحاول الإغلاق إلا عندما تشعر أنَّها لا تملك أي ملاذٍ آخر، فلن يكون لديها سوى القليل لتخسره من القيام بذلك حينها، في حين ستتحمَّل الولايات المتحدة والعالم في المقابل تكاليف لا يمكن تحمُّلها ولا تعويضها بسهولة.

ماذا لو حاولت إيران إغلاق المضيق؟

ويشرح الكاتب الأميركي السيناريو الأسوا إذا ما أقدمت إيران بالفعل على إغلاق مضيق هرمز. ويقول إن الإغلاق لن يشمل استخدام  إيران قواتها البحرية لاحتلال الممرات المائية بالمعنى المادي التقليدي. بدلاً من ذلك، ستجعل هذا المضيق لا يُمكن عبوره باستخدام استراتيجية منع الوصول (an Anti-Access/Area-Denial strategy).

وستُشكّل الألغام حجر الزاوية في هذه الاستراتيجية  بالنسبة لإيران لتحويل الممر الضيق إلى منطقة محظورة. بعد ذلك، يمكنها استخدام صواريخ أرضية مضادة للسفن لمنع عمليات إزالة الألغام أو لاستهداف السفن الحربية للعدو والشحن المدني بشكلٍ مباشر.

وإذا رأت القيادة الإيرانية ضرورة نشر قوات بحرية، فإنَّ الحرس الثوري الإيراني يمتلك أسطولاً كبيراً من السفن الحربية الصغيرة سريعة الهجوم. على الرغم من تسليحها الخفيف، يُمكن أن تُشكِّل هذه السفن خطراً على السفن الحربية التقليدية من خلال استخدام تكتيكات "الاحتشاد" لمحاصرة وسحق الخصوم واستخدام هجمات "الكر والفر" التي يصعب التصدي لها. وعلى مستوًى أعلى، قد تستهدف إيران الولايات المتحدة والمرافق العسكرية المتحالفة معها في المنطقة، أو حتى المراكز السكانية المدنية بالصواريخ البالستية للردع.

مضيق هرمز
مضيق هرمز

أما بخصوص رد الفعل الأميركي بخصوص إغلاق المضيق، فيقول إدوارد تشانغ إن قدرة الولايات المتحدة وحلفائها على إعادة فتح مضيق هرمز تكمن في الاستعداد. في حالة تلقي تحذيرٍ مسبق من محاولة إغلاق وشيكة، ينبغي أن تحتشد قوات القيادة المركزية الأميركية وتنطلق القوات البحرية، وخاصةً واحدة أو أكثر من مجموعات حاملات الطائرات الهجومية، إلى المنطقة لإجبار إيران على تغيير حساباتها، أو التدخل قبل أن تحقق إيران الكثير من التقدم في جعل الممرات المائية غير قابلة للعبور. لكن إذا أُخذت الولايات المتحدة وحلفاؤها على حين غرة، قد تكون تكاليف إعادة فتح المضيق باهظة. على سبيل المثال، قدَّر الكاتبان غاي وكيمب تكلفة عملية إزالة الألغام في هرمز بمبلغ 230.1 مليون دولار. وحتى اتخاذ قرارٍ روتيني مثل الإبقاء على تمركز مجموعتين من مجموعات حاملات الطائرات الهجومية لمدة أسبوع سيتكلف نحو 106 ملايين دولار.

وفي حالة حدوث مواجهةٍ عسكرية أكثر جدية، يشير تقرير مؤسسة RAND الأميركية لعام 2017 إلى ضرورة نشر 21 سرباً مقاتلاً تابعاً للقوات الجوية وأربع مجموعات قتالية من حاملات الطائرات الهجومية، إلى جانب قطع عسكرية أخرى. ويُصعب تقدير الخسائر البشرية، لكن توضح هذه الأرقام أنَّ هناك تكاليف باهظة حال حدوث أزمة في مضيق هرمز، سواءٌ اندلعت حربٌ شاملة أم لا.

ومع ذلك، ولأسبابٍ وُضِّحت سابقاً، فإنَّ احتمالية الإغلاق المفاجئ للمضيق منخفضة للغاية. وتدرك الولايات المتحدة وحلفاؤها جيداً مثل هذه الاحتمالية، واستعدوا جيداً على مدى عقود لهذا السيناريو.  ويضمن التفوق العسكري للولايات المتحدة وحلفائها هزيمةً ساحقة لمحاربي المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله.

 والأهم من ذلك، يؤدي الإغلاق المفاجئ للمضيق إلى إلحاق الضرر بإيران، ما لم تكن البيئة الاستراتيجية من النوع الذي يجعل طهران تشعر أنَّ ظهرها للحائط وليس لديها ما تخسره من اتخاذ مثل هذا الإجراء المتهور. التهديد بالإغلاق أكثر فائدة من محاولة التنفيذ. بالتالي، ستقوم قيادة إيران دائماً، في ظل غياب ظروف اضطرارية، بالتعبير عن نواياها فقط لتفادي وضعٍ تضطر فيه إلى الاختيار بين التراجع وفقدان ماء الوجه، أو المضي قدماً والمخاطرة بهزيمةٍ ساحقة.

على الرغم من أنَّ خطر الحسابات الخاطئة لا يزال قائماً، تراجعت إيران بشكلٍ كبير عن سلوكها العدائي في المضيق، بينما زادت أنشطتها العدوانية في أماكنَ أخرى. لكن إذا أرادت طهران أن تؤخذ تهديداتها على محمل الجد على الأقل، قد تحتاج إلى اللجوء مرةً أخرى إلى الاستفزازات البحرية ضد سفن الشحن التجارية والجيش الأميركي. لا يبدو أنَّ تقليل إيران التركيز على الخليج في استراتيجيتها شيءٌ سيستمر لفترةٍ أطول.

ولكن هل تظل إسرائيل صامتة حال إغلاق مضيق هرمز

يقول الكاتب الأميركي إدوارد تشانغ وفقاً لما يراه من توقعات، إن بعض المراقبين يتوقعون حرباً كارثية بين الدولة اليهودية وحزب الله في المستقبل القريب. ونظراً لأنَّ حزب الله هو أبرز وكيل لإيران، هناك مخاوف من أنَّ هذا الصراع سوف يؤدي إلى انخراط طهران أيضاً، مما يخاطر باشتعال حريقٍ إقليمي كبير. في الواقع، اصطدمت إسرائيل عدة مرات بالميليشيات المدعومة من إيران في سوريا في الأسابيع والأشهر الأخيرة، مما يزيد من احتمالية وقوع حربٍ مباشرة بين إسرائيل وإيران.

على الرغم من أنَّ الولايات المتحدة لا تمتلك معاهدة دفاع متبادل مع إسرائيل، ستظل الأولى تدعم الجهد الحربي للأخيرة من خلال توفير الأسلحة والخدمات اللوجستية والدعم الاستخباراتي، من بين خدماتٍ أخرى.

وعلاوةً على ذلك، تمتلك الولايات المتحدة حالياً قواتٍ منتشرة في سوريا والعراق والأردن وأماكنَ أخرى في جميع أنحاء المنطقة، جنباً إلى جنب مع الحرب الجوية الجارية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وفي حالة نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله، وربما تشمل إيران، سيتطلب الأمر مناورةً دبلوماسية وعسكرية مذهلة لإبقاء الولايات المتحدة بعيدةً عن الانخراط مباشرةً في الصراع.

ومع ذلك يقول الكاتب الأميركي إنه من الصعوبة بمكان التنبؤ بالمسار الحقيقي لأي صراع، وقال إنه يجب على واشنطن التفكير في إمكانية أن تحاول إيران تشتيت الدعم الأميركي لإسرائيل من خلال التهديد بإغلاق مضيق هرمز. ومن خلال خلق أزمةٍ لها في الطرف المقابل من الشرق الأوسط، لا تُعوِّل إيران كثيراً على إجبار الولايات المتحدة على تقليص الدعم لإسرائيل، لكنَّها ستُعوِّل على توسيع التزاماتها وخلق تكاليف سياسية واستراتيجية قد لا يرغب الشعب الأميركي في تحمّلها، نظراً للطبيعة المثيرة للجدل عموماً للعلاقات الأميركية-الإسرائيلية.

ومرةً أخرى، تظهر أهمية الروايات بأنَّ التهديد بإغلاق المضيق يزيد الضغط على البيت الأبيض لإيجاد حل دبلوماسي للصراع، بسبب الخوف وعدم اليقين الناجم عن احتمالية الصدام بين الولايات المتحدة وإيران.

إلا أنه ورغم كل ذلك فلن يكون مضيق هرمز الساحة الحقيقية للصدام بين واشنطن وطهران

ورغم كل ما ساقه الكاتب من شروحات ودلالات حول الصراع الأميركي الإيراني وكون مضيق هرمز ملعباً مهماً في هذا الصراع إلا أنه يذهب إلى أن غلق مضيق هرمز لن يكون له  جدوى حقيقية إذا أبدت الولايات المتحدة رغبةً في مجابهة استفزازات إيران. يعني هذا أنَّ إيران على الأرجح سترد بالحرب خفيفة الوتيرة القابلة للإنكار، عن طريق استخدام الحرب الإلكترونية، وقائمتها الغامضة التي تضم الميليشيات والجماعات الإرهابية التي تعمل لحسابها. وسواءٌ كان المَعنِي بتلك الجماعات حزب الله في لبنان، أو حماس في غزة، أو قوات الحشد الشعبي في العراق، يُرجح أن يستدعي آية الله هؤلاء اللاعبين قبل أن يضع في عين الاعتبار جدياً إغلاق مضيق هرمز. يُعتبر حزب الله على وجه الخصوص واحداً من أكثر الجماعات الإرهابية التي تتمتع بعلاقاتٍ جيدة حول العالم، إذ لدى حزب الله علاقاتٍ مع كارتيلات المخدرات في أميركا الوسطى والجنوبية.

 لذا فإنَّ أسوأ سيناريو قد ينطوي على استغلال حزب الله لهذه العلاقات لينفذ عملياتٍ إرهابية على الأراضي الأميركية. وعلى أقل تقدير، يمكن توقع استخدام قوات الحشد الشعبي لمهاجمة القوات الأميركية وقوات الائتلاف في العراق وسوريا في ظل استمرار حملة التحالف ضد تنظيم داعش. قد يجبر هذا الولايات المتحدة/الائتلاف على التفكير ملياً في تصعيد مشاركتهم في الحروب الأهلية المتعددة التي تدور في المنطقة، أو الامتناع عن الانتقام نظراً للضرر الواضح الذي سيعود عليهم.

وتبقى التصريحات في النهاية مجرد تنفيس إيراني ضد واشنطن

ويختم الكاتب مقاله في النهاية بترجيح احتمالية أن يمر التهديد الذي أطلقته إيران بإغلاق مضيق هرمز سيمر بلا أي حوادث. غير أنَّه يزيد احتمالية الصدام المباشر بين الولايات المتحدة والقوات البحرية الإيرانية في المنطقة، مما سيفتح نافذةً أمام تزايد خطر وقوع سوء التقدير. الأكثر من هذا أنَّ احتمالية نشوب حرب مع حزب الله وربما إيران تتزايد مع الوقت. وإذا حدثت تلك الحرب، أو عندما تحدث، فسوف تجد الولايات المتحدة والتحالف صعوبةً في تجنب المواجهة.

تحميل المزيد