قالوا إنها الأكبر في العالم.. لكن محطة طاقة الرياح التي افتتحها السيسي ليست بين العشرة الأوائل وتم افتتاحها من قبل

في الوقت الذي وقف في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليعلن عن افتتاح واحدة من 3 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/24 الساعة 14:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/24 الساعة 14:11 بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي وقف في الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ليعلن عن افتتاح واحدة من 3 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية هي الأكبر في الشرق الأوسط، سبق هذا ضجة إعلامية كبيرة وصلت إلى حد وصف إحدى محطات توليد طاقة الرياح بأنها الأكبر في العالم.

وتداولت صحف مصرية محلية وبعض المواقع العربية خبراً يفيد بافتتاح أكبر محطة في العالم لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح، ضمن مجموعة من المشاريع الكهربائية الكبرى التي تم الإعلان عنها.

وعلى الرغم من أن بعض المشاريع الكهربائية هي الأكبر من نوعها بالفعل في منطقة الشرق الأوسط، إلا إنه يبدو أن هذه المواقع لم تتحرّ الدقة عندما قالت إن ضمن هذه المشاريع أكبر محطة لتوليد الطاقة من الرياح في العالم.

وافتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي يوم الثلاثاء 24 يوليو/تموز، مشروعات ضخمة في قطاع الكهرباء، بينها المحطات الثلاث العملاقة الأحدث في العالم التي نفذتها شركة سيمنس الألمانية، في خطوة من شأنها تعزيز قدرات البلاد لتوليد الطاقة الكهربائية.

وكان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة قال إن الرئيس المصري، يفتتح، الثلاثاء "عدداً من المشروعات القومية الكبرى في قطاع الكهرباء على مستوى الجمهورية"، بينها "محطة جبل الزيت لتوليد الكهرباء من الرياح التي تعد الأضخم من نوعها في العالم"، وهي المحطة التي تقع جنوب منطقة رأس غارب.

ما هي قدرات المحطة الجديدة؟

تبلغ القدرة الإجمالية للمحطة حوالي 580 ميغاوات من طاقة الرياح. وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع 12 مليار جنيه (حوالي 218 مليون يورو).

وتضم المحطة المقامة على مساحة 100 كيلو متر مربع، نحو 300 توربينة رياح بواقع 3 مشروعات. المشروع الأول يضم 120 توربينة بإجمالي قدرات تبلغ نحو 240 ميغاوات، والمشروع الثاني يضم 110 توربينات بإجمالي قدرات تبلغ 220 ميغاوات، والمشروع الثالث يضم 60 توربينة بإجمالي قدرة 120 ميغاوات.

وتتميز التوربينات الموجودة بالمحطة بأنها الأحدث في العالم، وهي الأولى من نوعها في مصر والشرق الأوسط، التي يوجد بداخلها مصاعد كهربائية، لتيسير عملية الصيانة الدورية، علاوة على أن دورانها يصل إلى 16 دورة في الدقيقة.

كما تحتوي المحطة على منظومة مراقبة الطيور المهاجرة من خلال الرادار، ليتم وقف التوربينات عند مرورها، وإعادة تشغيلها بعد المرور، وهي منظومة تستخدم لأول مرة في العالم.

هل هي المحطة الكبرى فعلياً؟

طبقاً لما ذكرته وسائل إعلان محلية مصرية، تعد هذه المحطة الأكبر بالعالم من حيث المساحة، وعدد التوربينات، والقدرات المولدة من المحطة.

لكن ببحث بسيط عن أكبر المحطات الموجودة بالعالم حالياً، يظهر أن المحطة المصرية لا تتواجد حتى ضمن قائمة العشر محطات الكبرى في العالم.

محطة جانسو الصينية "Gansu Wind Farm" تحتوي على 7000 توربين توليد بطاقة إنتاجية تبلغ 7900 ميغاوات ساعة، وهو ما يعني أنها أكبر من المحطة المصرية بمقدار 14 ضعفاً تقريباً.

كذلك فإن محطة موباندال الهندية "Muppandal Wind Farm"، تولد طاقة إنتاجية من الكهرباء مقدارها 1500 ميغاوات عبر 3000 توربين، وهو ما يعني أن عدد التوربينات بها يبلغ 10 أضعاف التوربينات الموجودة بالمحطة المصرية.

وإذا انتقلنا إلى المساحة، فهناك محطة روسكو الأميركية "Roscoe Wind Farm"، التي تنتج 781.5 ميغاوات ساعة، وتقع على مساحة 100 ألف فدان (405 كيلومتر مربع تقريباً)، وهي مساحة أكبر 4 أضعاف من مساحة محطة جبل الزيت المصرية.

وطبقاً لقائمة المحطات الكبرى في العالم، فإن المحطة صاحبة المركز العاشر هي محطة بوفالو جاب بالولايات المتحدة، تنتج هذه المحطة 524 ميغاوات من الكهرباء عبر قرابة 296 مولداً.

وما هو موقع محطة جبل الزيت بالنسبة لبقية المحطات حول العالم؟

إذا ما قارنا وضع محطة جبل الزيت بإجمالي المحطات الكهربائية التي تعمل بالرياح حول العالم وتنتج حداً أدنى مقداره 250 ميغاوات حتى عام 2015، فإن المحطة المصرية ستأتي في الترتيب رقم 11.

لكن المشاريع الأخرى هي الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط

على الجانب الآخر، فإن المحطات الكهربائية الثلاث التي افتتحها الرئيس المصري تعد أكبر 3 محطات لتوليد الطاقة الكهربائية فى الشرق الأوسط.

الإنجاز الأكبر للمحطات الثلاث أنها سوف تنتج 50% من كهرباء مصر، وتوفر مليار دولار سنوياً، بجانب توفير استهلاك الوقود، وربطت جميع المحطات الثلاث بالشبكة القومية للكهرباء. المحطات الثلاث سوف يستفيد منها كل المشروعات الاستثمارية.

وتتكون محطة البرلس التي تقع في مدينة كفر الشيخ من 12 وحدة، و8 وحدات غازية، و4 وحدات بخارية.

وتتكون كل محطة من 4 موديولات، وكل موديول من 2 توربينة غازية قدرة كل منها 400 ميغاوات، وتوربينة بخارية قدرتها 400 ميغاوات، تعمل باستخدام عادم الوحدات الغازية، و2 غلاية لاستعادة الطاقة المفقودة، وسيتم ربطها بالشبكة القومية على جهد 500 ك فولت.

أما محطة العاصمة الإدارية الجديدة فتعتمد على تقنية حديثة يستخدم فيها التبريد عن طريق الهواء ليكون بديلاً عن مكثفات المياه، وتستخدم 5 آلاف متر مكعب مياه في الساعة فقط، لذلك تنتج كل محطة 4800 ميغاوات، أي 14400 ميغاوات للثلاث محطات.

المشروع قديم

في أكتوبر/تشرين الأول 2010، وقعت وزارة الكهرباء المصرية عقد توريد وتركيب التوربينات لمشروع إنشاء محطة رياح جديدة قدرة 200 ميغاوات بمنطقة خليج الزيت بقيمة إجمالية تصل لـ2.7 مليار جنيه.

في الوقت نفسه تم الانتهاء من دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع وتم التعاقد مع مكتب استشاري عالمي لتقديم الخدمات الاستشارية أثناء مراحل التنفيذ، كما تم طرح أعمال توريد وتركيب التوربينات، وجارية أعمال التحليل الفني للقائمة المختصرة التي اجتازت مرحلة سابقة الخبرة على أن يبدأ التشغيل الفعلي للمحطة في منتصف عام 2013.

وأشارت وزارة الكهرباء، في بيان صحفي، إلى أن مدة تنفيذ المشروع بلغت 30 شهراً من خلال 4 حزم، تضمنت الحزمة الأولى توريد وتركيب توربينات الرياح لـ100 توربينة، قدرة كل منها 2 ميغاوات، شاملة القواعد الخرسانية ونظام التحكم والمراقبة، وتضمنت الحزمة الثانية الأعمال المدنية والكهربائية، والثالثة إنشاء المبنى الإداري والعمارات السكنية، والرابعة إنشاء محطة المحولات، وذلك تحت مظلة الاتفاق الذي تم توقيعه بين الحكومتين المصرية والألمانية والشركاء الأوروبيين (المفوضية الأوروبية، بنك التعمير الألماني وبنك الاستثمار الأوروبي).

محطة جبل الزيت تم افتتاحها بالفعل

جدير بالذكر أن مشاركة الرئيس المصري في افتتاح محطة جبل الزيت لتوليد الكهرباء من الرياح، لا تعد ضمن الافتتاح الرئيسي لها. فقد افتتحت وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أكبر محطة لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بمنطقة جبل الزيت بالبحر الأحمر، بقدرة 200 ميغاوات، بالتعاون مع الحكومة الألمانية وبنك الاستثمارالأوروبي والمفوضية الأوروبية، بتكلفة إجمالية بلغت 270 مليون يورو شاملة الخدمات الاستشارية.

وشارك في الافتتاح الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء، واللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، ويوليوس جورج لوي سفير ألمانيا بالقاهرة، وسفير الاتحاد الأوروبي وسفير إسبانيا بالقاهرة، والممثل الإقليمي لبنك الاستثمار الأوروبي، والمهندس أسامة عسران نائب وزير الكهرباء، والدكتور محمد صلاح السبكي رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة.

علامات:
تحميل المزيد