ترمب وروحاني يتواجهان، لكن كلامياً فقط.. طهران تُهدد بـ”أُمّ الحروب كلها”، وواشنطن تتوعد بعواقب “لا مثيل من قبل لها”

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/23 الساعة 21:15 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/24 الساعة 06:10 بتوقيت غرينتش
U.S. President Donald Trump participates in a roundtable discussion about trade in Duluth, Minnesota, U.S. June 20, 2018. REUTERS/Jonathan Ernst

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن إيران تغامر بمواجهة عواقب وخيمة "لم يشهد مثيلها من قبلُ عبر التاريخ سوى قلّة" إذا وجَّهت الجمهورية الإسلامية المزيد من التهديد للولايات المتحدة.

ووجَّه ترمب تهديده لإيران في تغريدة كتبها بحروف كبيرة على "تويتر"، في وقت متأخر من مساء الأحد 22 يوليو/تموز 2018، بعد ساعات من تصريح الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأن السياسات العدائية تجاه طهران قد تؤدي إلى "أُمّ الحروب كلها".

ورغم تزايد حدة التصريحات، فإن لدى كل من الجانبين أسباباً تدفعه إلى تفادي نشوب صراع يمكن أن يتصاعد بسهولة.

مواجهات كلامية ليس إلا!

وقال مسؤولون أميركيون إن تعليقات ترامب جاءت في إطار وابل من الخطابات، فضلاً عن المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف إثارة القلاقل والضغط على إيران لإنهاء برنامجها النووي ودعمها جماعات متشددة.

وقد واجهت إيران ضغوطاً أميركية متزايدة وعقوبات محتملة منذ قرار ترمب في مايو/أيار 2018، الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وكتب ترمب في رسالته الموجهة لروحاني: "إياك أبداً أن تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى، وإلا فستواجه عواقب لم يختبرها سوى قلة عبر التاريخ". وأضاف: "لَم نعد دولة تقبل كلماتكم الجنونية عن العنف والموت.. احترسوا!".

وفي وقت سابق من الأحد 22 يوليو/تموز 2018، قال روحاني في اجتماع مع دبلوماسيين إيرانيين: "يا سيد ترمب، لا تعبث بذيل الأسد؛ فهذا لن يؤدي إلا إلى الندم".

ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله: "ينبغي أن تعلم أميركا أن السلام مع إيران هو السلام الحقيقي، والحرب مع إيران هي أُمُّ الحروب"، لكنه ترك الباب مفتوحاً أمام إمكانية تحقيق السلام بين البلدين أيضاً.

لكن الزعيم الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، قال السبت 21 يوليو/تموز 2018، إن التفاوض مع الولايات المتحدة سيكون "خطأً واضحاً".

وسخر روحاني من تهديد ترمب بإيقاف صادرات النفط الإيرانية، قائلاً إن إيران تتمتع بموقع مهيمن في الخليج ومضيق هرمز، الممر الرئيسي لشحن النفط.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية عن غلام حسين غيب برور، القائد الكبير بالحرس الثوري الإيراني، رده على تهديدات ترمب، قائلاً إن طهران ستستمر في مقاومة أعدائها.

وقال: "لن نتخلى أبداً عن معتقداتنا الثورية… سنقاوم ضغوط الأعداء… أميركا لا ترغب فيما هو أقل من تدمير إيران… (لكن) ترمب لا يمكنه أن يمس إيران بشيء".

تدخُّل في الشؤون الداخلية لطهران

وقال جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي، الذي سبق أن دعا إلى شن هجمات جوية على المنشآت النووية الإيرانية: "الرئيس ترمب أبلغني أنه إذا فعلت إيران أي شيء سلبي فستدفع ثمناً لم تدفع مثله من قبلُ على الإطلاق سوى قلة من الدول".

جاء تحذير ترمب، بعد ساعات من كلمة ألقاها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، شجب خلالها الزعماء الإيرانيين وشبههم بـ"المافيا"، وتعهَّد بدعم لم يحدده، للإيرانيين غير الراضين عن حكومتهم.

وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن تصريح بومبيو تدخُّل في شؤون طهران. وقال بهرام قاسمي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: "مثل هذه السياسات ستوحد الإيرانيين الذين سيتغلَّبون على المؤامرات التي تحاك ضد بلدهم".

لكن رغم كل ذلك، من الصعب أن تتطور الأمور لمواجهة عسكرية

وليست هناك نية تُذكر في واشنطن لخوض صراع مع إيران؛ بسبب المصاعب التي واجهها الجيش الأميركي بعد غزوه العراق عام 2003، وأيضاً بسبب الأثر على الاقتصاد العالمي إذا تسبب الصراع في ارتفاع أسعار النفط.

ويخشى كثير من الإيرانيين العاديين أن تؤدي حرب الكلمات إلى مواجهة عسكرية، ولكن مطلعين على بواطن الأمور في طهران قالوا لـ"رويترز"، إن الإدارة الأميركية لن تجر البلاد إلى مستنقع آخر في الشرق الأوسط.

ومع الاستياء الشعبي بسبب الاقتصاد الإيراني المتعثر، وتراجع العملة، واحتمال فرض عقوبات أميركية جديدة صارمة- يدعو زعماء إيران إلى الوحدة.

ويشك كثير من الإيرانيين -إلى حد بعيد- في دعم إدارة ترمب للمواطنين الإيرانيين؛ بسبب العقوبات الأميركية القاسية على البلاد وفرض حظر على التأشيرات، ما يحول دون دخول الإيرانيين الولايات المتحدة.

وجاء تهديد روحاني، في وقت سابق من الشهر الجاري (يوليو/تموز 2018)، بتعطيل شحنات النفط من الدول المجاورة، للرد -فيما يبدو- على مساعي واشنطن لإرغام جميع الدول على التوقف عن شراء النفط الإيراني.

كما أن واشنطن خففت من حدة موقفها بخصوص العقوبات على إيران

وكانت واشنطن تعتزم في البداية منع إيران من دخول أسواق النفط العالمية بالكامل بعد أن تخلى ترمب عن الاتفاق، الذي يهدف إلى تقليص طموحات طهران النووية.

غير أن الولايات المتحدة خففت من حدَّة موقفها، وقالت إنها قد تمنح استثناءات لبعض الحلفاء الذين يعتمدون على الإمدادات الإيرانية.

وفي رد على تهديدات إيران، جدد الجيش الأميركي تعهده بتأمين حرية تدفق النفط من مضيق هرمز. ولكن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قالت الأسبوع الماضي، إن تلك التهديدات الإيرانية لم تدفع الجيش الأميركي إلى تغيير وضعه أو زيادة القوات في الشرق الأوسط.

وقال جون رود، وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسة، في منتدى أمني بولاية كولورادو يوم الجمعة 20 يوليو/تموز 2018: "لَم نغير وضعنا المتعلق بالقوات رداً على أي من هذه التصريحات. ولا أعتقد أن هناك ما يبرر ذلك.. لن أوصي بذلك".

علامات:
تحميل المزيد