المسيرة الواحدة بـ20 جنيهاً.. صحف بريطانية تكشف استئجار خصوم قطر ممثلين للتظاهر ضد الأمير تميم.. وبريد إلكتروني يحوي التفاصيل

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/24 الساعة 16:32 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/24 الساعة 16:32 بتوقيت غرينتش
Britain's Prime Minister Theresa May and the Emir of Qatar Sheikh Tamim bin Hamad al-Thani speak at the start of their meeting at 10 Downing Street, London, Britain July 24, 2018. Matt Dunham/Pool via REUTERS

"هذا ليس فيلماً أو برنامجاً تلفزيونياً"، مطلوب ممثلون لملء الساحة خارج مقر الحكومة البريطانية أثناء زيارة أمير قطر.

كان هذا فحوى إعلان نشرته شركة تمثيل متخصصة في حجز ممثلي المجموعات بالتزامن مع زيارة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني للندن، حسبما ذكرت صحيفتان بريطانيتان مرموقتان.

وقالت صحيفة "The independent" البريطانية إن الممثلين الذين يتعاملون مع وكالة "إكسترا بيبول" للتمثيل، تلقوا إعلاناً عبر البريد الإلكتروني، يدعوهم للمشاركة في مظاهرة خلال لقاء الأمير تميم، رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، في شارع داوننغ ستريت، صباح اليوم الثلاثاء، مقابل 20 جنيهاً إسترلينياً  (23 دولاراً تقريباً) .

ونشرت الصحيفة نص البريد الإلكتروني الذي جاء فيه "هذا ليس فيلماً أو إنتاجاً تلفزيونياً، الشركة تبحث عن مجموعة كبيرة من الناس لملء مساحة خارج داوونغ ستريت (مقر رئاسة الحكومة البريطانية)، خلال زيارة أمير قطر، هذه فعالية ضد قطر، لن يكون عليك فعل أو قول أي شيء، إنهم يريدون فقط ملء المكان، سينتهي عملك الساعة 12:30".

وقالت الشركة، في تصريح للصحيفة، أنها وقعت اتفاقاً لتوفير أشخاص للمظاهرة، دون أن تفصح عن الجهة التي وقعت معها.

من دفع أجور هؤلاء المتظاهرين المزيفين؟

ووجهت اتهامات لخصوم قطر من دول الخليج بأنهم هم من يدفعون للمتظاهرين لمعارضة سياسات الدوحة ليخلقوا انطباعاً بأن الشارع البريطاني يفور ضد الدولة القطرية، حسب صحيفة The Guardian البريطانية.

واللافت أن كلمة قطر كُتِبَت في الإعلان بشكل خاطئ (Quatar وليس Qatar)، وفقاً للصحيفة.

وأشار دبلوماسي قطري بإصبع الاتهام تجاه خصوم الدوحة في المنطقة، الذين وضعوها تحت حصار اقتصادي منذ العام الماضي 2017، وشَنُّوا عليها حرباً إعلاميةً شعواء أنفقوا فيها مبالغ ضخمة، عبر جماعات الضغط، وإعلام الإنترنت، وتسريب أخبار بعينها لصحفيين بريطانيين وأميركيين.

وقال الدبلوماسي القطري: "دول الحصار لهم باعٌ طويلٌ في استخدام المتظاهرين المأجورين للإيقاع بمن لا يتفق معهم وتشويه سمعته".

وأضاف: "على الرغم من محاولاتهم الأخيرة لترويج الأكاذيب عن قطر، نجحت زيارة تميم بن حمد أمير قطر في تعميق الشراكة التاريخية والاستراتيجية بين قطر والمملكة المتحدة".

ولكن الشركة قررت سحب الإعلان

وسحبت شركة التمثيل الإعلان بعد ذلك وقالت إنهم لا يريدون المشاركة في توفير ممثلي مجموعات لهذا الحدث، الذي كان مُخطَّطاً ليتزامن مع وصول تميم بن حمد آل ثاني لمقابلة رئيسة الوزراء تيريزا ماي.

فبعد وقت قصير من نشر وسائل الإعلام تقارير عن الأمر، أرسلت الشركة بريداً إلكترونياً آخر تقول إنها "لن تشارك في هذا العمل".

وقال متحدث رسمي باسم الشركة: "عند تلقي المزيد من المعلومات عن الحدث، التي جاءت للأسف بعدما طلبنا الفنانين، بدأنا نفهم ما يطلبه المستأجر من فنانينا والحدث المقصود".

ورفضت الشركة كشف هوية عميلهم ولكنهم تراجعوا عندما أدركوا أن الحدث يتضمن تظاهر الممثلين خارج بوابات شارع داوننغ.

ويبدو أنها ليست المرة الأولى

وهناك أيضاً مزاعم متفرقة بأن الحضور دُفع لهم ليشاركوا في مظاهرةٍ أخرى في وقتٍ سابق ضد قطر أمام البرلمان يوم الإثنين 23 يوليو/تموز بعد الظهر، حسب The Guardian .

 لوَّح المتظاهرون في هذه المظاهرة بلافتات تشير إلى مزاعم بأن قطر دفعت حوالي مليار دولار لجماعات إرهابية فديةً لـ28 فرداً من العائلة الملكية اختُطِفوا في العراق في أثناء رحلة صيد.

وبدأ أمير قطر، الأحد 22 يوليو/تموز 2018، زيارة رسمية إلى العاصمة البريطانية لندن، من المقرر أن يلتقي خلالها، اليوم الثلاثاء، رئيسة الوزراء تيريزا ماي، لبحث توطيد علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في مختلف المجالات، كما سيبحث الطرفان عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما يلتقي الأمير تميم، خلال الزيارة عدداً من الوزراء وكبار المسؤولين البريطانيين.

وتساؤلات حول اختراق خليجي لسياسيين ووسائل إعلام بريطانية

وأثار هذا الإعلان تساؤلات حول التأثير المتزايد لأموال الخليج في المملكة المتحدة، في ظل الصراع السياسي القائم بين قطر من ناحية والإمارات العربية والمملكة السعودية من الناحية الأخرى، حسب The Guardian.

إذ يأتي هذا التطور الأخير، عقب اتفاق عقدته صحيفة The Independent البريطانية بمنح تراخيص باستخدام اسمها التجاري لصالح وكالة نشر تربطها روابط قريبة بالحكومة السعودية لإنتاج نسخة من الصحيفة للشرق الأوسط.

كما ظهرت سلسلة من الإعلانات المناهضة لدولة قطر على لوحات الإعلانات حول لندن، بينما أبرزت إعلانات أخرى تعامُل الدولة مع العمال المهاجرين، وما حقَّقَته في ملف حقوق المثليين، واستمرار وجود نظام ملكي مطلق.

الكثير من المظاهرات حضرها أيضاً رجل الأعمال القطري الذي يعيش في لندن خالد الهيل. والذي نظَّم من قبل مؤتمر "معارضة قطرية" شهد متحدثين مدفوعين، مثل الوزير السابق إيان دنكان سميث، والصحفي جون سيمبسون الذي يعمل في شبكة BBC.

وعلَّق خالد الهيل عبر حسابه على تويتر:

"إذا دفع أحدهم أكثر من مليار دولار لجماعة إرهابية معروفة!!
هل يجب أن يُرحَّب بهذا الشخص في المملكة المتحدة؟

إذاً، لماذا تفرش حكومة المملكة المتحدة السجادة الحمراء من أجل الأمير القطري؟

#لندن_ترفض_زيارة_تميم"

وارتبط أيضاً اسم خالد الهيل بمؤتمر كرة القدم الكبير ذي الميزانية الضخمة بغرض التنديد بمزاعم الفساد الرياضي، والذي حضره البرلماني من الحزب المحافظ البريطاني داميان كولينز ولاعب كرة القدم لويس ساها، وركز المؤتمر على نقد قرار منح قطر حق استضافة كأس العالم عام 2022.

وصاحبت محاولة قطر التي كُلِّلَت بالنجاح لاستضافة البطولة مزاعم بالفساد وفقر حال العمال المُستَخدَمين في بناء الملاعب، حسب الصحيفة.

وسبق أن قالت شبكة أخبار الجزيرة أنه كان هناك ممثلون مأجورون يتظاهرون ضد الحكومة القطرية في مناسباتٍ أخرى في ألمانيا.

 

علامات:
تحميل المزيد