قالوا إن الدهس كان عمداً وبوحشية، لكن “سائق النظام” الذي صدم بحافلته سوريين معارضين له رواية مختلفة”

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/22 الساعة 07:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/23 الساعة 06:01 بتوقيت غرينتش

لم يكن مشهد الرحيل ينقصه ما حصل، مجموعة سوريين حملوا حقائبهم استعداداً لمغادرة القنيطرة ضمن اتفاق روسي لتسليم المنطقة للنظام، تجمعوا في إحدى ساحات المدينة صباح الجمعة 20 يوليو/تموز ينتظرون تحت أشعة شمس الظهيرة الباصات التي لم تكن خضراء هذه المرة بل بيضاء تلطخت إحداها بدماء 3 نساء وطفل.

باختصار، اصطدمت إحدى تلك الحافلات الضخمة بمجموعة من الواقفين، الواضح في مقطع الفيديو المتداول رجوع الحافلة إلى الخلف ويبدو أنها لم تتوقف إلا بعد وقوع الكارثة.

وما إن انتشر الفيديو حتى بدأت الاتهامات والشتائم بين معارضين ومؤيدين  تطال السائق، المعارضون اتهموه بأنه قام بعملية الدهس عمداً بينما اعتبر المؤيدون ما حصل "خطأ غير مقصود".

لم تمر ساعات على انتشار مقطع فيديو لحادثة الدهس تلك، حتى خرج سائق الحافلة، المؤيد للنظام السوري، بمقطع فيديو تحدث فيه عما حصل معه.

برر السائق الذي ظهر ملطخاً بالدم الناجم عن تهشم الزجاج على وجهه، برر عودة الباص خلفاً، إلى فراغ خزانات الهواء المسؤولة عن توليد الضغط الذي تحتاجه الكوابح.

فالقصة بدأت معه عندما استقل الباص أحد "المسلحين" بحسب وصفه للمعارضين في تلك المنطقة، طلب منه التحرك إلى مكان تجمع عائلته ليقلهم في تلك الحافلة التي تتسع 48 شخصاً.

وعندما وصل لنقطة مرتفعة نوعاً ما "فقد السائق سيطرته على الباص" بحسب كلامه ووقع الحادث، الذي تبعه إطلاق رصاص كثيف من قبل الشباب المعارضين والذي "أصاب "المسلح" الذي كان يجلس إلى جانب السائق، يقول "لقد مات"!.

بينما هو أصيب وجهه بشظايا الزجاج المتطاير نتيجة الرصاص.

 

"عربي بوست" التقت عدداً ممن كانوا شاهدين على وقوع الحادثة، منهم من أكد أن ما حصل "حادثة" ولم تكن مقصودة، بينما آخرون رفضوا اعتبارها "حادثة" مبررين ذلك كون السائق مؤيد للنظام السوري.

وقد توصلت روسيا والفصائل المعارضة في محافظة القنيطرة، حيث تقع هضبة الجولان في جنوب غربي سوريا، إلى اتفاق ينص على وقف المعارك ودخول قوات النظام إلى مناطق سيطرة الفصائل.

وقال المرصد السوري، الخميس 19 يونيو/تموز 2018: إن الاتفاق ينص "على مغادرة رافضي التسوية إلى الشمال السوري، ودخول مؤسسات الدولة إلى مناطق سيطرة المعارضة".

وأفاد الإعلام الرسمي السوري بدوره عن "أنباء عن التوصل لاتفاق ينص على عودة الجيش العربي السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل 2011″، عام اندلاع النزاع السوري.

وتسيطر الفصائل المعارضة منذ سنوات على الجزء الأكبر من محافظة القنيطرة، وضمنه القسم الأكبر من المنطقة العازلة في هضبة الجولان المحاذية للجهة المحتلة من قبل إسرائيل.

وينص الاتفاق على تسليم الفصائل المعارضة لسلاحها الثقيل والمتوسط.

ومن المفترض أن تدخل شرطة مدنية إلى المناطق التي تتواجد فيها الفصائل في المنطقة العازلة من هضبة الجولان.

وأكد أحد أعضاء وفد الفصائل المفاوض التوصل إلى الاتفاق، مشيراً إلى أنه لم يحدد بعد موعد تنفيذه.

وبدأت  عملية تسجيل الراغبين بالخروج إلى محافظة إدلب في شمال غرب سوريا.

وتشهد المحافظة هدوءاً باستثناء ضربات جوية تستهدف مواقع لمعارضين للنظام عند الحدود الإدارية بين القنيطرة ومحافظة درعا المحاذية.

وكانت قوات النظام بدأت، الأحد، هجوماً على مواقع سيطرة الفصائل المعارضة في محافظة القنيطرة، بعدما استعادت أكثر من 90% من محافظة درعا المحاذية.

وبضغط من عملية عسكرية لقوات النظام بدعم روسيا، تم التوصل قبل أسبوعين إلى اتفاق تسوية في محافظة درعا، جرى تنفيذه تباعاً في بلداتها، انطلاقاً من الريف الشرقي إلى المدينة مركز المحافظة، وصولاً إلى الريف الغربي.


اقرأ أيضا

مصر تحدد ثمن جنسيتها والرجل الأكثر حظاً لخلافة بوتفليقة.. أهم تقارير "عربي بوست" الحصرية هذا الأسبوع

 

 

 

علامات:
تحميل المزيد