رغم مضي أكثر من 22 عاماً على انتهاء الحرب البوسنية، فإن مئات الأمّهات ما زلن يحتفظن بعظام تعود لأبنائهن، الذين قُتلوا في مجازر نفّذتها قوات صربية؛ أملاً في العثور على بقية رفاتهم.
وشهدت حرب البوسنة (1992-1995) مقتل أكثر من 200 ألف شخص، بحسب تقديرات محلية، جُلُّهم من المدنيين المُسلمين (البوشناق)، في أعمال تطهير عرقي جماعية، ما تزل تتكشف المزيد من خبايا فظاعاتها يوماً بعد آخر.
وفي حديث لـ"الأناضول"، السبت 21 يوليو/تموز 2018، قالت ليلى سينجيك، المتحدثة باسم معهد البوسنة والهرسك للمفقودين (حكومي)، إن العديد من ذوي الضحايا لا يريدون دفن ما عُثر عليه من عظام أحبائهم؛ أملاً في العثور على المزيد.
وأوضحت أن نحو 25 ألفاً و500 مفقود عُثر على أجزاء من بقاياهم، على مدار السنوات الماضية، وما يزال مصير أكثر من 7 آلاف آخرين مجهولاً تماماً.
وأضافت سينجيك: "الكثير من الضحايا ستظل آثارهم مفقودة إلى الأبد، بعضهم جُمعت جثثهم في محارق كبيرة، وآخرون أُلقي بهم في أنهار، ولكننا سنواصل البحث ما دام ذووهم أحياء".
وأضافت أن السلطات لم تتمكن بعدُ من تحديد هويات بقايا 2000 شخص، متهالكة تماماً.
وعُثر في البلاد منذ انتهاء الحرب على 750 مقبرة جماعية، تضم الكثير منها ضحايا نُقلت جثثهم من أماكن مختلف، في مسعىً من المجرمين إلى طمس آثارهم.
وفي حالات عديدة، عمدت القوات الصربية إلى توزيع بقايا جثث الشخص الواحد على عدة مقابر متباعدة، بحسب المتحدثة البوسنية، "وهو عمل أقل ما يوصف بأنه بشع وهمجي".
وأفادت بأنه تم العثور على بقايا ضحايا مجزرة سربرنيتسا (شرق)، التي قُتل فيها أكثر من 8 آلاف شخص، عام 1995، في مقابر جماعية مختلفة.
وأضافت: "عُثر على 95 مقبرة جماعية في سربرنيتسا، المجرمون أرادوا إخفاء الأدلة بتغيير أماكن الجثث وتوزيعها".
ولفتت إلى أن الهياكل العظمية لضحايا تم دفنهم مؤخراً، غير مكتملة، وأن السلطات فتحت 80 قبراً خلال العام الجاري (2018) لإضافة بقايا عظام مدفونين فيها.
وتابعت أنه تم التأكد، خلال الأشهر القليلة الماضية، من هويات بقايا عظام تعود لـ170 شخصاً، بمركز مختص في مدينة "توزلا" (شمال شرق).
_____________
اقرأ أيضاً
الجملة التي قالها بكل ثقة جوار بوتين وأثارت غضب الأميركيين.. الآن يصححها ترمب: لقد خانني التعبير