“الجاسوسة” الروسية التي قابلت ترمب ثم اعتقلتها أميركا.. الكرملين يتضامن معها بطريقة مستفزة لواشنطن

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/21 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/21 الساعة 11:12 بتوقيت غرينتش

غيَّر الكرملين الروسي صور مجموعة من حساباته على موقع تويتر، ووضع صورة الناشطة الروسية في مجال الدفاع عن حقوق حمل السلاح، ماريا بوتينا، التي اتهمتها الولايات المتحدة بالتجسس.

وفي محاولة لشحذ الدعم العام في قضية بوتينا، حثَّت وزارة الخارجية الروسية مستخدمي الشبكات الاجتماعية على الانضمام إليها، وتغيير صورهم الشخصية إلى صورة الطالبة ذات الـ29 عاماً، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Independent البريطانية، الجمعة 20 يوليو/تموز 2018.

وجاءت تلك الخطوة الروسية المستفزة في أعقاب قرار قاضٍ أميركي بحبس بوتينا، وتأجيل محاكمتها على خلفية الادعاءات بشأن تجسسها لصالح روسيا، من خلال التسلل إلى منظمة الاتحاد القومي للأسلحة.

وخلال المرافعات القضائية، حذَّر المدعون من خطر فرار بوتينا  في حال الإفراج عنها بكفالة، نظراً لصلاتها مع الأثرياء الروس، وحذَّروا كذلك من احتمال استغاثتها بالروس، الذين يمكنهم مساعدتها على الفرار من أميركا.

وقال حساب وزارة الخارجية الروسية باللغة الروسية على تويتر: "فيما يتعلق باعتقال المواطنة الروسية ماريا بوتينا في الولايات المتحدة، فقد شرعنا في حشد سريع من أجل دعمها. ضعوا مكان الصور الشخصية لحساباتكم صورة ماريا".

كذلك تغيَّرت صورة حسابات وزارة الخارجية باللغتين الإسبانية والإنكليزية على تويتر إلى صورة بوتينا، إلى جانب كتابة الهاشتاغين #NewProfilePic (صورة شخصية جديدة) و#FreeMariaButina (الحرية لماريا بوتينا) في تغريدة تُعلِن عن الخطوة.

وأكَّدت وسائل الإعلام الروسية، يوم الخميس الماضي 19 يوليو/تموز، عن زيارة دبلوماسيين من السفارة الروسية في الولايات المتحدة لبوتينا في محبسها.

اتهامات كثيرة

وأدانت موسكو قرار حبس بوتينا، ووصفته بأنَّه "هستيريا مناهضة لروسيا" تُحرِّكها السياسات الداخلية الأميركية، وأشار متحدثٌ باسم وزارة الخارجية الروسية إلى أنَّها محاولة ترمي إلى تقويض الأخبار الإيجابية، الناتجة عن قمة الرئيس ترمب التي عُقدت مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في هلسنكي.

وبحسب الصحيفة البريطانية، يتّهم المدعون الفيدراليون في الولايات المتحدة بوتينا بأنَّها عميلة روسية سرية، لديها اتصالات مع جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (خليفة لجنة أمن الدولة السوفييتية KGB)، إلى جانب استخدام العلاقات الجنسية وعمليات الاحتيال، كوسيلة لتكوين علاقات أميركية نافذة.

وذكرت وثائق المحكمة، التي طُرِحت في جلسة يوم الأربعاء 18 يوليو/تموز، بإيجاز، الطرق التي يُزعَم أنَّ بوتينا اتّبعتها سراً لإنشاء خطوط اتصال خلفية مع الكرملين، والتسلل إلى منظمات سياسية أميركية، بما فيها الاتحاد القومي للأسلحة.

واتُّهِمَت أيضاً بالكذب في تأشيرة دراستها بشأن عملها مع أحد كبار المسؤولين الروس، الذي خضع للعقوبات الأميركية في شهر أبريل/نيسان الماضي.

ماريا بوتينا من طالبة إلى متهمة بالتجسس في أميركا
ماريا بوتينا من طالبة إلى متهمة بالتجسس في أميركا

حتى ترمب قابل "الجاسوسة"

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية BBC، نقلاً عن الموظف الخاص في مكتب التحقيقات الفدرالي كيفين هيلسون، قوله: "إن مهمة بوتينا كانت استغلال العلاقات الشخصية مع السياسيين الأميركيين، الذين لهم تأثير في السياسة الأميركية، في محاولة منها لدفع مصالح الاتحاد الروسي".

وكجزء من هذه المهمة الموكلة إليها حسب الادعاء، كانت بوتينا تنظم فعالية للتأثير على آراء المسؤولين الأميركيين حول روسيا.

وبحسب BBC أيضاً، فإن بوتينا أبلغت مسؤوليها في الحكومة الروسية عن تقدمها باستخدام رسائل تويتر مباشرة من بين وسائل أخرى عديدة، بحسب ما جاء في الشكوى.

وكان أحد الردود من قِبَل المسؤول الروسي إلى بوتينا، يقول: "لقد صَعِدَ نجمُكِ السياسي في السماء، والآن من المهم أن نصل إلى قمة الأفق ولا نحترق قبل الأوان".

وشاركت بوتينا في حملات ترمب الانتخابية مراراً، وسألته عن وجهة نظره حول العلاقات الخارجية مع روسيا. في حين كان رد ترامب أنه يمكن أن يتماشى مع بوتين، بحسب ما ذكرته صحيفة Washington Post.

من جانبها، دافعت بوتينا عن براءتها من جميع التهم الموجَّهة إليها خلال جلسة الاستماع الأولية، لكنَّها ستُحتَجز على ذمة التحقيق في انتظار موعد محاكمتها.

وقال المسؤولون إنَّ التحقيق مع بوتينا يتم عن طريق مكتب التحقيقات الفيدرالي في واشنطن، وإنَّ مكتب مدعي عام الولايات المتحدة في واشنطن رفع الدعوى القضائية ضدها.

علامات:
تحميل المزيد