هل ستساورك الدهشة؛ وربما القلق، إذا رأيت صحيفة الإندبندنت البريطانية برأسمال سعودي؟ أمير مقرب من محمد بن سلمان يطلق نسخاً بالعربية والتركية والفارسية

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/20 الساعة 12:21 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/20 الساعة 13:46 بتوقيت غرينتش

انضمت صحيفة The Independent البريطانية إلى مجموعة إعلامية تحظى بصلات وطيدة مع السلطات السعودية من أجل إطلاق مواقع إخبارية عبر الشرق الأوسط وباكستان في صفقة من شأنها إثارة التساؤلات حول التأثير المتنامي للتمويل الخليجي للإعلام البريطاني.

ستشهد تلك الصفقة المشتركة إطلاق أربع مواقع تحمل اسم صحيفة Independent باللغة العربية والأردية والتركية والفارسية بحلول نهاية عام 2018.

وبالرغم من أنَّ المواقع ستحمل اسم صحيفة The Independent، فإنَّ المحتوي سينتجه بالكامل تقريباً مجموعة من الصحفيين العاملين بالمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق ومقراتها في لندن وإسلام آباد وإسطنبول ونيويورك، وستقتصر مساهمة الصحيفة فقط على المقالات المترجمة من الموقع الإنكليزي. وسيدعم تلك المواقع "موظفو عمليات في الرياض ودبي"، حسب ما جاء في تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.

وستملك المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق تلك المواقع وتتولى مسؤولية إدارتها، وهي عبارة عن شركة نشر كان رئيسها حتى وقت قريب هو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود. لكنَّه ترك الشركة في شهر يونيو/حزيران الماضي لتولي منصبه وزيراً للثقافة في السعودية.

تصدَّر الأمير بدر عناوين الصحف في نهاية العام الماضي 2017، عندما دفع مبلغ قياسي بلغ 450 مليون دولار مقابل لوحة ليسوع المسيح رسمها ليوناردو دافينشي، ويُزعم أنَّه كان مناقصاً وكيلاً لولي العهد السعودي الجديد الأمير محمد بن سلمان.

وفي صيف 2017، اشترى رجل أعمال سعودي يُدعى سلطان محمد أبو الجدايل حصة تبلغ 30% من صحيفة The Independent، رغم أنَّه لم يكن لديه أي اهتمام علني سابق بالإعلام البريطاني. وكان يُعتَقد أنَّه أتم هذه الصفقة لصالح بنك الأهلي كابيتال، وهو ذراع للبنك الوطني التجاري، والذي يخضع لسلطة الحكومة، مع أنَّه قدَّم مستندات تشير إلى أنَّه كان يستثمر بصفته الشخصية.

أسماء المواقع الجديدة تم تسجيلها

بالرغم من أنَّ التوسع الدولي لم يُعلَن عنه إلا هذا الأسبوع فقط، فإنَّ أسماء المواقع الجديدة باللغات الأجنبية (independentarabia.com – independenturdu.com – independentturkish.com –  independentpersian.com) كانت قد سُجِّلت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما يشير إلى أنَّ المقترحات كانت قيد التخطيط منذ بعض الوقت.

وصرَّحت صحيفة The Independent، التي تحولت إلى النشر الإلكتروني فقط منذ إيقاف طبعتها الورقية عام 2016، بأنَّ التوسع سينقل "الأخبار والرؤى والتحليلات التي تتسم بالاستقلالية والجودة العالية وحرية التفكير حول القضايا العالمية والأحداث المحلية" إلى جماهير جديدة.

مع ذلك، ستُثار عدة تساؤلات حول القرار الصحفي بعقد شراكة مع ناشر يتمتع بعلاقات قوية مع الحكومة السعودية.

تضع منظمة مراسلون بلا حدود المملكة العربية في المرتبة 169 من بين 180 بلداً ضمن المؤشر العالمي لحرية الصحافة. وقِيل إنَّ البلد ليس لديه "إعلام مستقل" وإنَّ "مستوى الرقابة الذاتية مرتفع للغاية".

وقالت المنظمة في تقريرها السنوي حول حرية الإعلام: "بالرغم من حديث ولي العهد الشاب محمد بن سلمان عن الإصلاحات، فإنَّ توليه المنصب في يونيو/حزيران 2017 لم يكن له أي تأثير إيجابي على حرية الإعلام".

ودخلت السعودية ودول الخليج في شبكة من الخصومات والعداوات والتحالفات الجيوسياسية، وتتضمَّنت المعركة بصورةٍ متزايدة على محاولات للتأثير على تغطية الصحافة والسيطرة على الشبكات الاجتماعية.

وسيخضع قرار إطلاق النسخة الفارسية من صحيفة The Independent، التي سيعمل بها صحفيون من المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، للتدقيق على وجهٍ خاص، نظراً للخصومة الناشبة بين السعودية وإيران، إذ يدعم البلدان طرفين متنافسين في الحرب الدائرة في اليمن.

وصحيفة The Independent ليست أول شركة إعلامية غربية تعقد شراكة مع شركة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق. ففي العام الماضي، وقَّعت وكالة أنباء Bloomberg الأميركية هي الأخرى صفقة لإصدار نسخة باللغة العربية من خدمة الأخبار المالية.

وزادت الشركة الأم لصحيفة The Independent، التي يسيطر عليها ابن الثري الروسي يفغيني ليبيديف، أرباحها التشغيلية لتصل إلى 3.2 مليون جنيه إسترليني (4.16 مليون دولار تقريباً)، وفقاً للتقارير الأخيرة. ومع ذلك، فإنَّ صحيفة Evening Standard، وهي الوسيلة الإعلامية الأخرى التي يملكها ليبيديف، تدهورت حتى وصل حجم خسارتها إلى 10 ملايين جنيه إسترليني (13.2 مليون دولار تقريباً).

قالت صحيفة The Independent إنَّ جميع الممارسات التحريرية و إصدارات المواقع الجديدة ستتوافق مع المعايير "المعروفة عالمياً"، ومدونة السلوك، والأخلاقيات الذي يتبعها نظام الإصدار القائم حالياً باللغة الإنكليزية.

علامات:
تحميل المزيد