هجوم إسرائيلي واسع النطاق على غزة.. تل أبيب تعلن مقتل أحد جنودها وتستهدف مواقع لـ”حماس”، ومقتل 4 فلسطينيين

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/20 الساعة 20:10 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/20 الساعة 21:23 بتوقيت غرينتش
An explosion is seen following an Israeli air strike in the southern Gaza Strip July 20, 2018. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa

يشهد قطاع غزة توتراً ملحوظاً، بدأ عصر الجمعة 20 يوليو/تموز 2018، حيث تشن مقاتلات إسرائيلية غارات على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل 3 فلسطينيين، في حين قٌتل رابع خلال مشاركته في "مسيرات العودة"، قرب السياج الحدودي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مقتل أحد جنوده قرب حدود غزة برصاص فلسطينيين، في حادث وقع عصر الجمعة. وردَّت إسرائيل بشن "غارة واسعة" ضد أهداف تابعة لحركة "حماس" في مناطق مختلفة من قطاع غزة.  

وقال الجيش في بيان له، إنه "شن غارات واسعة بعدة مناطق، في أعقاب حادث إطلاق نار خطير ضد قواتنا، وقع بعد ظهر اليوم جنوبي قطاع غزة".

قصف إسرائيلي كثيف على غزة

وكان الجيش قد أعلن أن فلسطينيِّين أطلقوا النار تجاه قوة من الجيش في جنوبي قطاع غزة. ولم تعلن أيُّ جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق النار على القوة الإسرائيلية.

وأضاف الجيش الإسرائيلي أن 3 قذائف أُطلقت من قطاع غزة على جنوبي إسرائيل، تم اعتراض اثنتين منها. ويأتي هذا التطور بالتزامن مع قصف إسرائيلي كثيف على القطاع أسفر عن مقتل 4 فلسطينيين.

أحد عناصر حماس الذين قتلوا الجمعة
أحد عناصر حماس الذين قتلوا الجمعة

وأوضح البيان أن الجيش الإسرائيلي "رصد إطلاق 3 قذائف صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، وقامت منظومة القبة الحديدية باعتراض اثنتين منها".

وأضاف بيان الجيش الإسرائيلي أنه ينظر "ببالغ الخطورة إلى الحادث الخطير، ستتحمل حركة حماس المسؤولية عن الحادث، بالإضافة إلى سلسلة الأعمال الإرهابية التي ترتكبها في الأشهر الأخيرة، لقد اختارت حماس تصعيد الوضع الأمني، وستتحمل مسؤولية تداعياتها".

وبحسب القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، فقد وصل رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، إلى قاعدة "كيرياه" العسكرية في مدينة تل أبيب؛ لإجراء "مشاورات أمنية بسبب تدهور الوضع الأمني في الجنوب والمناطق المحيطة بغزة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الجمعة، سقوط صاروخ أُطلق من غزة في منطقة "شعار هنيغف" بمدينة النقب.

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تلقَّى موجزاً من الجيش عن الأوضاع. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إن المقاتلات بدأت "هجوماً واسع النطاق ضد أهداف عسكرية لحركة حماس على طول قطاع غزة".

وقال الجيش في بيانين منفصلين، إنه شن الهجمات الـ35، على مقر قيادتي كتيبة الزيتون بمدينة غزة، وكتيبة "خان يونس"، جنوبي قطاع غزة.  وأضاف أنه استخدم الطائرات والدبابات لقصف "أهداف عسكرية في كامل قطاع غزة"، مشددا على أن هذا القصف أتى ردا على "إطلاق نار" استهدف جنودا قرب الحدود مع القطاع الفلسطيني.

مقتل 4 فلسطينيين

وقُتل 4 فلسطينيين، بينهم 3 من الناشطين في كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، الجمعة، في قصف إسرائيلي مكثف على طول الحدود الشرقية لغزة بعد إطلاق نار من القطاع، بحسب مصادر فلسطينية وإسرائيلية.

وأعلنت وزارة الصحة في بيان، "استشهاد 4 مواطنين وإصابة 200 آخرين بجروح واختناق بالغاز المسيل للدموع شرقي قطاع غزة". وكانت الوزارة أعلنت في بيان، "استشهاد اثنين من المواطنين جراء استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي شرقي خان يونس"، ثم أعلنت "استشهاد مواطن جراء استهداف قوات الاحتلال شرقي مدينة رفح (جنوبي القطاع)".

بدورها، أعلنت كتائب القسام أن القتلى ينتمون إلى صفوفها، وأكدت في بيان أنها "تزف المجاهدِين شعبان أبو خاطر ومحمد أبو فرحانة ومحمود قشطة الذين ارتقوا في قصف صهيوني لنقطتي رصد للمقاومة شرقي خان يونس ورفح".

ومساء، أعلنت الوزارة في بيان آخر: "استشهاد الشاب محمد شريف بدوان (27 عاماً)، من سكان حي الزيتون، بطلق ناري في الصدر أطلقه جنود الاحتلال شرقي ملكة (شرق مدينة غزة)".

وأكدت مصادر أمنية فلسطينية وشهود عيان أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت العديد من القذائف على طول الحدود الشرقية للقطاع.

ليبرمان يتحدى دعوات أممية للتهدئة ويتوعد

وحضَّ نيكولاي ملادينوف، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى الشرق الأوسط، إسرائيل و"حماس"، الجمعة 20 يوليو/تموز 2018، على "الابتعاد عن حافة الهاوية".

وكتب ملادينوف على "تويتر": "يجب على الجميع في قطاع غزة الابتعاد عن حافة الهاوية. ليس الأسبوع المقبل وليس غداً؛ بل فوراً". وأضاف: "يجب إفشال الذين يريدون إثارة حرب بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

أبلغ وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، مساء الجمعة، مبعوث الأمم المتحدة لمنطقة الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، أن إسرائيل "ستردُّ بقسوة في قطاع غزة".

مخاوف من تصاعد حدة القصف على القطاع
مخاوف من تصاعد حدة القصف على القطاع

ونقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن ليبرمان قوله للمبعوث الأممي: "حماس تتعمد تدهور الوضع، وسنردُّ بقسوة والمسؤولية كافة، من الآن فصاعداً، تقع على قيادة حماس".

وأضاف ليبرمان: "إذا استمرت حماس في إطلاق الصواريخ، فإن النتيجة ستكون أسوأ بكثير مما يعتقدون، سيتحمَّلون المسؤولية عن كل الدمار والحياة الإنسانية".

والرئاسة الفلسطينية تُحذِّر من "سياسة التصعيد"

وحذرت الرئاسة الفلسطينية، الجمعة، مما سمته "سياسة التصعيد الجارية حالياً على حدود قطاع غزة". وطالبت، بحسب بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، "المجتمع الدولي بالتدخل الفوري؛ لمنع تدهور الأوضاع بشكل خطير".

وأشارت في بيانها، إلى أن الرئيس محمود عباس بدأ بإجراء اتصالاته مع أطراف إقليمية ودولية؛ لاحتواء الأزمة المتصاعدة.

والأسبوع الماضي، اندلعت أعنف مواجهة عسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة منذ عام 2014، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب إسرائيلية جديدة.

وشهد السبت 14 يوليو/تموز 2018، تصعيداً في إطلاق القذائف من قطاع غزة والغارات الإسرائيلية، غداة احتجاجات على الحدود شرقي القطاع، الجمعة، قُتل خلالها فلسطينيان، وأصيب أكثر من 200 بجروح. وأُطلقت حينها نحو 200 قذيفة من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.

ومنذ 30 مارس/آذار 2018، بدأ الفلسطينيون تنظيم "مسيرات العودة"؛ لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها أو هُجِّروا منها في عام 1948 لدى إقامة دولة إسرائيل، وكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عقد. وقُتل 149 فلسطينياً على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء التظاهرات.

 

تحميل المزيد