سقوط قتيل واعتقال العشرات.. توسُّع الاحتجاجات لتشمل معظم مدن العراق مع خفوت آمال بحلول قريبة (صور)

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/20 الساعة 18:04 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/20 الساعة 18:28 بتوقيت غرينتش
مواجهات بين المتظاهرين والأمن

قُتل شخص خلال تظاهرة، جرت الجمعة 20 يوليو/تموز 2018، أمام مقر لتنظيم بدر المقرب من إيران في مدينة الديوانية (جنوبي العراق)، حسبما أفاد مصدر طبي، في حين فرقت القوات الأمنية تجمعات عدة بأنحاء البلاد، وخصوصاً في بغداد.

وتظاهر الآلاف، الجمعة، بمناطق عدة من العراق، وخصوصاً في بغداد، حيث استخدمت القوات الأمنية خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع لتفريق مئات المتظاهرين الذين حاولوا التوجه إلى المنطقة الخضراء شديدة التحصين، بحسب مراسلي وكالة "فرانس برس".

وقال شهود عيان إن 30 متظاهراً أصيبوا جراء تفريق قوات الأمن المتظاهرين في ساحة التحرير بالعاصمة العراقية بغداد.

وفرقت قوات الأمن المتظاهرين في وسط بغداد الجمعة 20 يوليو/ تموز 2018.

وقال مصدر طبي بالديوانية إن "متظاهراً مدنياً في الـ20 من عمره، توفي بالمستشفى إثر إصابته برصاص حراس مقر تنظيم بدر".

وانتشرت القوات الأمنية بشكل كثيف في العاصمة منذ صباح الجمعة؛ استباقاً لتظاهرات مرتقبة تجري في بغداد بشكل منتظم منذ عام 2015، ضد الفساد، وتكثَّفت الجمعة بعد أيامٍ من الاحتجاجات في جنوبي البلاد بشكل خاص.

وقال مصدر أمني إن بعض المتظاهرين أصيبوا بحالات اختناق، بعد إطلاق الغازات المسيلة للدموع.

وأكد قائد عمليات بغداد، الفريق الركن جليل الربيعي، "عدم حصول أي تماس بين المتظاهرين والقوات الأمنية في ساحة التحرير".

شهدت نقاط مختلفة تظاهرات بعد صلاة الجمعة

وبمدينة البصرة الساحلية النفطية في جنوبي العراق، من حيث انطلقت موجة الاحتجاجات الأخيرة في الـ8 من يوليو/تموز 2018، خرج الآلاف الجمعة في تظاهرة سلمية أمام مبنى المحافظة المطوَّقة أمنياً، حسبما أفاد مصور من "فرانس برس" في المكان.

وهتف المتظاهرون "سلمية سلمية"، خصوصاً بعد سقوط 8 قتلى خلال احتجاجات الأسبوع الماضي في جنوبي البلاد.

ومنذ عام 2015، تخرج تظاهرات ضد الفساد كل جمعة في العاصمة العراقية، ينظمها مؤيدون لتحالف "سائرون" غير المسبوق بين الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر والشيوعيين، والذي حل أولاً في الانتخابات التشريعية التي جرت في 12 مايو/أيار 2018.

وفي مدينة الناصرية، كبرى مدن محافظة ذي قار جنوبي بغداد، تظاهر المئات في ساحة الحبوبي وسط المدينة، حاملين أعلام العراق ولافتات تدعو إلى إقالة وزير الكهرباء والمحافظ والمسؤولين المحليين، وسط هتاف "كلا كلا للفساد"، الذي يدعو العراقيون إلى محاربته منذ سنوات، في بلد يحتل المرتبة الـ12 على لائحة الفساد العالمي.

وحاصر المتظاهرون في وقت لاحق، منزل محافظ ذي قار يحيى الناصري، وأطلقت القوات الأمنية قنابل مسيلة للدموع لتفريقهم، بحسب مراسل الوكالة.

ولكن مؤخراً، لم يعد يشارك في تلك التظاهرات إلا قلة قليلة من المناصرين.

تظاهرات عراقية ضد الحكومة
تظاهرات عراقية ضد الحكومة

وتجمهر المئات، الجمعة 20 يوليو/تموز 2018، في ساحة التحرير بوسط بغداد، وسلكوا طريق جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، التي تعد مركزاً لبعض السفارات؛ كالأميركية والبريطانية، والمقار الحكومية.

وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق (مؤسسة وطنية)، الجمعة، عن أحدث حصيلة لقتلى وجرحى التظاهرات الحالية في جنوبي البلاد، وكذلك عدد المعتقلين خلالها.

وذكرت المفوضية في بيان، أنه من خلال فرق تقصي الحقائق الخاصة بها، وثَّقت وفاة 12 متظاهراً من المدنيين، وإصابة 571 شخصاً (195 من المدنيين، و371 من القوات الأمنية)، بالإضافة إلى إلحاق الضرر بـ47 مبنى، بعضها تابع للحكومة، وأخرى عائدة لمقرات أحزاب، إضافة إلى مبانٍ سكنية.

ووثَّقت المفوضية اعتقال 302 من المتظاهرين، منهم من اعتُقل من دون مذكرات توقيف أو في اعتقالات عشوائية، مؤكدةً متابعتها بشكل يومي أوضاع المعتقلين وقضاياهم مع السلطات القضائية والأمنية؛ للمساهمة في إكمال أوراقهم الثبوتية وضمان حقوقهم بإطلاق سراحهم بشكل عاجل.

التظاهرات حملت مطالب شتى منها إسقاط الأحزاب السياسية

وفي البصرة، التي عانت سنوات من الإهمال ومستوى متدنياً من الاستثمارات، احتشد نحو 3 آلاف متظاهر خارج مقر المحافظة.

وهتف المتظاهرون: "الشعب يريد إسقاط الأحزاب السياسية"، في شعار مشابه لآخر شاع بوقت ثورات الربيع العربي في 2011 يطالب بإسقاط الأنظمة الحاكمة. ويأتي ذلك في حين يواجه السياسيون العراقيون صعوبات في تشكيل حكومة جديدة بعد انتخابات جرت في 12 مايو/أيار 2018، وشابتها مزاعم بالتزوير.

ووعد رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي يسعى لولاية ثانية، بأن حكومته ستخصص تمويلاً لمشروعات الكهرباء والمياه في البصرة.

والخميس 19 يوليو/تموز 2018، دعا رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر، الذي فازت كتلته بالمركز الأول في الانتخابات العراقية، جميع الساسة إلى تأجيل جهود تشكيل الحكومة الجديدة لحين الاستجابة لمطالب المحتجين بتحسين الخدمات في الجنوب.

وتمكن الصدر من قبلُ في حشد عشرات الآلاف من المواطنين للضغط من أجل الاستجابة لمطالبه. وشن مسلحون تابعون له انتفاضات عنيفة ضد القوات الأميركية بعد غزو العراق عام 2003.

وعبَّر المرجع الشيعي الأعلى في العراق، آية الله علي السيستاني، عن تضامنه أيضاً مع المحتجين.

واجتاحت الاحتجاجات مدناً في الجنوب، وهي المنطقة التي يتركز فيها الشيعة. وقُتل 3 متظاهرين وأصيب العشرات من أفراد الأمن.

وصباح الجمعة 20 يوليو/تموز 2018، أعلنت وزارة الكهرباء العراقية أن دولة الكويت المجاورة ستزوِّد العراق بـ30 ألف متر مكعب من وقود الكازويل، لتشغيل وحدات التوليد.

وأوضح بيان الوزارة أن الدفعة الأولى "ستصل غداً (السبت 21 يوليو/تموز 2018) إلى موانئ البصرة (…)، وستتوالى الكميات بشكل دوري، على مدى الأيام المقبلة".

واحتشد المحتجون في بعض المناطق بمدخل حقول نفطية كبرى، لكنَّ مسؤولين قالوا إن الإنتاج لم يتأثر.

وتشهد محافظات الجنوب العراقي، للأسبوع الثاني على التوالي، تظاهرات غاضبة، تخللتها أعمال عنف، أوقعت قتلى وجرحى، إلى جانب اعتقال المئات.

يشار إلى أن الحكومة العراقية اتخذت قرارات لاحتواء الاحتجاجات، من بينها تخصيص وظائف حكومية وأموال لمحافظة البصرة، فضلاً عن خطط لتنفيذ مشاريع خدمية على المديَين القصير والمتوسط، لكن المتظاهرين يقولون إن الإجراءات لا تتناسب مع حجم المطالب.

والثلاثاء 17 يوليو/تموز 2018، قال رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، إنه وجّه قوات الأمن في بلاده بالحفاظ على سلامة المواطنين، ومنع أي اعتداء على الممتلكات العامة.

وتقول الحكومة العراقية إن "مخربين" يستغلون الاحتجاجات لاستهداف الممتلكات العامة، متوعدةً بالتصدي لهم.

ومنذ سنوات طويلة، يحتج العراقيون على سوء الخدمات العامة والفساد المستشري في بلد يتلقى سنوياً عشرات المليارات من الدولارات من بيع النفط.

 

علامات:
تحميل المزيد