يُمهِّد لضمِّ الضفة ويجعل الصراع دينياً ويُظهر إسرائيل دولة عنصرية.. هذه أبرز نتائج “قانون القومية اليهودية” الذي أقرَّته تل أبيب

كانت هذه هي أبرز ردود الفعل التي تعبر عن المخاوف التي سيُكرّسها "قانون القومية" الذي أقرَّته إسرائيل أخيراً

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/19 الساعة 16:00 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/19 الساعة 16:26 بتوقيت غرينتش

يحرم الآخرين من أية حقوق جماعية أو فردية، ويعزز الفكر اليميني المتطرف الذي يستمد أيديولوجيته من التوراة، ويؤمن بفكرة الخلاص والصراع الديني، كما أنه يعزز فكرة الاستيطان، ويمهد لضمّ الضفة الغربية بشكل قانوني.

كانت هذه هي أبرز ردود الفعل التي تعبر عن المخاوف التي سيُكرّسها "قانون القومية" الذي أقرَّته إسرائيل أخيراً.

وأقرَّ الكنيست الإسرائيلي "قانون القومية" الذي يعتبر إسرائيل دولة "حصرية للشعب اليهودي"، ويمنح اليهود دون غيرهم حقَّ تقرير المصير فيها، بعد أشهر من الجدل السياسي والدستوري، ووافق على القانون 62 نائباً من أصل 120، وعارضه 55، وامتنع نائبان عن التصويت.

وحتى ساعة متأخرة من فجر الخميس 19 يوليو/تموز، ناقش الكنيست بنود القانون التي عُدّلت مراراً، فيما مزَّق النواب العرب القانون، وقالوا إنه "أخطر قانون عنصري تُقرّه إسرائيل؛ لأنه يقنن ويُبرر التمييز ضد العرب"، على حد تعبيرهم.

ورغم وجود معارضة إسرائيلية داخلية للقانون، الذي وصفه اليسار الإسرائيلي بـ "المخزي، ويحرج إسرائيل، ويظهرها كدولة عنصرية". قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن هذه "لحظة فارقة" في تاريخ الشعب اليهودي ودولة إسرائيل "فنحن نريد ضمان الطابع اليهودي لدولتنا لأجيال قادمة".

إقرار القانون: انتهى حل الدولتين

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، في تصريحه لـ "عربي بوست"، إن إقرار القانون له أبعاد كثيرة، أهمها أنه يحوّل الصراع إلى "صراع ديني مبني على الفكر التوراتي".

وأوضح أن القانون يستمد روحه من التوراة، التي تدعو لإقامة المملكة اليهودية على فلسطين التاريخية، والتي تسمّي الضفة الغربية يهودا والسامرة، وبالتالي "إقراره ينهي فكرة حل الدولتين".

وأشار إلى أن القانون يحوّل الصراع إلى صراع ديني بامتياز، وهو يتقاطع تماماً مع الفكر الإنجليكاني، الذي يؤمن به المسيحيون الإنجليكان، والذي يعتبر أن قيام الدولة اليهودية يمهد للخلاص ونزول المسيح المنتظر.

وينص القانون على أن "دولة إسرائيل هي الوطن القومي للشعب اليهودي"، وأن حقَّ تقرير المصير في دولة إسرائيل يقتصر على اليهود، والهجرة التي تؤدي إلى المواطنة المباشرة هي لليهود فقط، و"القدس الكبرى والموحدة عاصمة إسرائيل"، واللغة العبرية هي لغة الدولة الرسمية، أما اللغة العربية فتفقد مكانتها كلغة رسمية، كما تعمل الدولة على تشجيع الاستيطان.

تعزيز العنصرية وإلغاء حق العودة  

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في بيان، إن إسرائيل نجحت في "تقنين العنصرية"، وجعل نفسها نظام "أبارتهايد" بهذا القانون، مديناً بشدة إقرار الكنيست الإسرائيلي لقانون القومية العنصري، على حد وصفه.

واعتبر عريقات أن هذا القانون يعدّ "ترسيخاً وامتداداً للإرث الاستعماري العنصري"، الذي يقوم على أساس التطهير العرقي وإلغاء الآخر، والتنكر المُتعمَّد لحقوق السكان الأصليين على أرضهم التاريخية، وإعطاء الحصرية في تقرير المصير على أرض إسرائيل، وتشريع السيادة "للشعب اليهودي" وحده.  

رئيس الورزاء الإسرائيلي
رئيس الورزاء الإسرائيلي

وقال عريقات إن هناك تبعات وتداعيات للقانون، فاعتبره دعوة شرعية لمواصلة عمليات "التطهير العرقي، والتشريد القسري، والضم، والتهويد، والقتل، وتوسيع الاستيطان الاستعماري، وإلغاء حق العودة".

وحذَّر من تبعات وتداعيات القانون، مضيفاً أن هذا القانون ينسجم مع ما تقوم به الإدارة الأميركية من محاولات تثبيت القدس عاصمة لإسرائيل، وشطب قضية اللاجئين، وإنهاء عمل الأونروا، تنفيذاً لبرنامج إسرائيل الاستعماري، القاضي بإلغاء الوجود الفلسطيني، وإحلال اليهود محلَّهم على الجغرافيا الفلسطينية.

يلغي الحقوق والهوية العربية

وقال سميح شبيب، رئيس تحرير مجلة شؤون فلسطينية، إن القانون الإسرائيلي الجديد يلغي التاريخ الفلسطيني الأصيل في فلسطين التاريخية، وينشئ تاريخاً جديداً لإسرائيل.

وأضاف أنه يُلغي أيضاً الثقافة الأصلية والهوية الأصلية التي دمَّرتها إسرائيل، "فلسطين بحيفا ويافا وعكا واللد والرملة لها هوية تراثية قديمة، تحاول إسرائيل محوَها؛ لكي تثبت أن هذه الدولة لهم".

كما أن القانون -وفق شبيب- يعزز الشعور بالنقص لدى العرب في إسرائيل؛ كون كل مكونات الدولة ستستند إلى الإرث اليهودي، وتتعامل مع كل ما هو غير يهودي بنوع من الدونية.

إلى جانب ذلك يحدد القانون الدور السياسي للعرب في إسرائيل، "نضالهم السياسي سيصبح محدوداً بشكل كبير؛ لأن الأساس سيكون لليهودي، والآخر غير اليهودي سيكون بلا قيمة".

ويعتبر شبيب أن القانون يندرج مع ما يروج حول صفقة القرن، "هي صفقة تسعى لتعزيز مكانة دولة إسرائيل اليهودية، وإزالة كل ما يعترض ذلك، وبالتالي هذا القانون ينسجم مع هذه الصفقة، التي تريد شطب قضية اللاجئين، وشطبت قضية القدس، واليوم ستشطب كل ما هو ليس يهودياً على أرض فلسطين المحتلة".

يلغي فكرة "إسرائيل ديمقراطية"

وذكرت القائمة المشتركة للنواب العرب في الكنيست في بيان لها: "إذا كانت إسرائيل تعرّف نفسها حتى الآن كدولة يهودية وديمقراطية، فقد جاء هذا القانون لينسف أي مظهر للديمقراطية، ويحسم ما وصف بالتوتر بين الطابع اليهودي والطابع الديمقراطي للدولة، بحيث يصبح التعريف وفق القانون الجديد دولة يهودية غير ديمقراطية".

ولفتت إلى أنه "لا يوجد ذكر في القانون الجديد للديمقراطية والمساواة، وهو بمجمله مجموعة من البنود التي تؤكّد التفوق العرقي لليهود كأفراد وكشعب في كل المجالات، وهو لا يترك مجالاً للشك بأن هناك نوعين من المواطنة: لليهود مواطنة درجة أولى، وللعرب درجة ثانية".

وتنشر "عربي بوست" الترجمة الحرفية  لـ "قانون القومية":

1- المبادئ الأساسية

(أ‌) أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل.

(ب‌) دولة إسرائيل هي الدولة القومية للشعب اليهودي، وفيها يقوم بممارسة حقه الطبيعي والثقافي والديني والتاريخي لتقرير المصير.

(ج‌) ممارسة حق تقرير المصير في دولة إسرائيل حصرية للشعب اليهودي.

2- رموز الدولة

(أ‌) اسم الدولة "دولة إسرائيل".

(ب‌) علم الدولة أبيض، وعليه خطّان باللون الأزرق، وفي وسطه نجمة داوود زرقاء.

(ت‌) شعار الدولة هو الشمعدان السباعي، وعلى جنبيه غصنا زيتون، وكلمة إسرائيل تحته.

(ث‌) النشيد الوطني للدولة، هو نشيد "هتكفا".

(ج‌) تفاصيل رموز الدولة تحدد في القانون.

3- عاصمة الدولة

القدس الكاملة والموحدة هي عاصمة إسرائيل.

4- اللغة

(أ‌) اللغة العبرية هي لغة الدولة.

(ب‌) اللغة العربية لها مكانة خاصة في الدولة؛ تنظيم استعمال اللغة العربية في المؤسسات الرسمية، أو في التوجه إليها يكون بموجب القانون.

(ت‌) لا يمسّ المذكور في هذا البند بالمكانة الممنوحة فعلياً للغة العربية.

5- لمّ الشتات

تكون الدولة مفتوحة أمام قدوم اليهود، ولمِّ الشتات.

6- العلاقة مع الشعب اليهودي

(أ‌) تهتم الدولة بالمحافظة على سلامة أبناء الشعب اليهودي ومواطنيها، الذين تواجههم مشاكل بسبب كونهم يهوداً، أو مواطنين في الدولة.

(ب‌) تعمل الدولة في الشتات للمحافظة على العلاقة بين الدولة وأبناء الشعب اليهودي.

(ت‌) تعمل الدولة على المحافظة على الميراث الثقافي والتاريخي والديني اليهودي، لدى يهود الشتات.

7- الاستيطان اليهودي

تعتبر الدولة تطوير الاستيطان اليهودي قيمة قومية، وتعمل لأجل تشجيعه، ودعم إقامته وتثبيته.

8- التقويم الرسمي

التقويم العبري هو التقويم الرسمي للدولة، وإلى جانبه يكون التقويم الميلادي، تقويماً رسمياً.

9- يوم الاستقلال ويوم الذكرى

(أ‌) يوم الاستقلال هو العيد القومي الرسمي للدولة.

(ب‌) يوم ذكرى الجنود الذين سقطوا في معارك إسرائيل، ويوم ذكرى الكارثة والبطولة، هما يوما الذكرى الرسميان للدولة.

10- أيام الراحة والعطلات

يوم السبت وأعياد الشعب اليهودي هي أيام العطلة الثابتة في الدولة. لدى غير اليهود الحق في أيام عطلة في أعيادهم، وتفاصيل ذلك تحدد في القانون.

11- نفاذ القانون

أي تغيير في هذا القانون يستلزم أغلبية مطلقة من أعضاء الكنيست.


باسم القانون "دولة فصل عنصري" في الشرق الأوسط.. تشريع إسرائيلي يثير قلق الأوروبيين وغضب المسلمين

علامات:
تحميل المزيد