لديهم “أختام سفارات أجنبية ويجهزون وثائق رسمية”.. المغرب يوقف 14 مزوِّراً لمستندات هجرة نحو أوروبا

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/19 الساعة 13:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/19 الساعة 13:17 بتوقيت غرينتش
Ehab Ali Naser, a 23 year-old Syrian refugee, sits on a bench at night near a makeshift camp on a street, northern Paris, France, September 16, 2015. Ehab, in Paris for a month, arrived after an 18-month journey that started in his hometown of Homs, Syria, where he was a vendor at the souk. He spent a year in Lebanon, then travelled to Algeria and Morocco before he arrived in the Spanish port of Melila, and then headed to France. Currently he lives in a tent in a small refugee camp along a busy boulevard on the outskirts of Paris. Ehab has always dreamt of becoming a singer and one day his path crosses with that of a French producer, writer and composer visiting the refugee camp at Porte de Saint Ouen, who gives him the chance to try out his voice in a professional music studio. Picture taken September 16, 2015. REUTERS/Eric Gaillard TPX IMAGES OF THE DAY

أعلنت السلطات المغربية، الخميس 19 يوليو/تموز 2018، اعتقال أفراد يُشتبه في تشكيلهم شبكةً تقوم بتزوير مستندات لمهاجرين غير قانونيين، يسعون إلى الانتقال إلى أوروبا، و"ضحاياها من الشباب الحالم بالهجرة".

وقال بلاغ للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، نشرته وكالة الأنباء الرسمية المغربية، إنه تمَّ توقيف 14 شخصاً ينشطون في مدن مغربية عدة، وبينهم مَن "يمتهنون التزوير في المستندات والوثائق الإدارية الرسمية"، و"وسطاء" في عمليات هجرة سرية.

وأشار إلى ضبط أختام لسفارات أجنبية وأخرى للمملكة المغربية، وجوازات سفر سليمة الشكل مغربية وأجنبية، بالإضافة إلى طوابع مزوَّرة وأوراق إقامة في دول أجنبية، ومعدات وآلات تستعمل في التزوير.

وأضاف أن تفكيك هذه العصابة جاء إثر إيقاف شخصين، كانا يسعيان للهجرة، في مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، وكانا يحملان أوراق إقامة مزيفة بدولة أجنبية، وكانا على أهبة السفر إلى دولة أوروبية.

وأشار إلى أن المكتب المركزي للأبحاث القضائية يواصل البحث لتوقيف جميع المتورطين المحتملين والمتواطئين في القضية.

وتعد الحدود الشمالية للمغرب من الممرات التي يسلكها المهاجرون غير النظاميين منذ سنوات للعبور نحو أوروبا، سواء منهم القادمون من دول إفريقيا جنوب الصحراء، أو المغاربة.

وسابقاً تم تفكيك عصابتين لتهريب القاصرين

أعاد إعلان الشرطة الإسبانية أواخر يونيو/حزيران المنصرم، تفكيك عصابتين لتهريب القاصرين من المغرب، قضية الاتجار بالبشر إلى واجهة البلد الإفريقي.

المغرب الذي يواجه مجموعة من التحديات، بسبب قربه الجغرافي من أوروبا، يعاني من مسألة توافد الآلاف من المهاجرين الأفارقة سنوياً إلى أرضه، والذين يرغبون في العبور إلى الضفة الشمالية.

وفكّكت الشرطة الإسبانية عصابتين لتهريب القاصرين مقابل مبالغ مالية تتراوح بين ألفين و8 آلاف يورو عن كل عملية، بحسب ما أعلنت في بيان لها.

وقالت إن "عملية تفكيك العصابتين تمت بالتعاون مع الشرطة الأوروبية (أوروبول)، حيث تشير المعطيات إلى أن العصابة الأولى تمكنت من تهريب نحو 100 قاصر".

قضية شائكة

محمد بن عيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان بالمغرب (غير حكومي)، قال إن "الاتجار بالبشر في بلاده يعد من القضايا الشائكة؛ نظراً للقرب الجغرافي من أوروبا".

وأكد أن "هذا الوضع دفع بلاده إلى اعتماد قانون يُعنى بمكافحة الاتجار بالبشر، والذي دخل حيز التنفيذ في سبتمبر/أيلول 2016، بعد انضمام المملكة إلى الموقعين على البروتوكول الملحق بالاتفاقية الدولية لمنع الاتجار بالبشر؛ خاصة النساء والأطفال.

وبحسب الشرطة الإسبانية، فإن "كلفة عملية التهريب عبر دراجة مائية بحرية (قارب) تبلغ 5 آلاف يورو، وترتفع إلى 8 آلاف في الأحوال الجوية السيئة".

وأوضحت أن العملية أسفرت عن توقيف 22 من أفراد العصابة الوسيطة في عملية تهريب القاصرين؛ من بينهم 3 عناصر (من أصول مغربية)، يعملون في مركز احتجاز للقاصرين في منطقة استورياس الإسبانية.

دعوات لتكثيف الجهود

وأثارت الأخبار القادمة من الجارة الشمالية للمغرب حفيظة المجتمع المدني المحلي المختص بحماية الأطفال والدفاع عن حقوقهم، التي دقّت مؤسساته ناقوس الخطر إزاء الظاهرة، وطالبت السلطات المغربية والإسبانية بفتح تحقيق.

في 7 يونيو/حزيران الماضي، طالبت منظمة مدنية مغربية تعنى بحماية الأطفال السلطات المغربية والإسبانية بالتحقيق في ادعاءات بالاختطاف والمتاجرة في قاصرين مغاربة في مدينتي سبتة ومليلية، الخاضعتين لسيادة مدريد، وتعتبرهما الرباط "محتلتين".

وجاء ذلك في بيان لمنظمة "ما تقيش ولدي" (لا تلمس ابني) غير الحكومية، واصفة الإدعاءات بـ"الخطيرة".

وقالت إن "المتاجرة واختطاف قاصرين مغاربة أمر مرعب يمسّ كرامة شعب". والتمست من المسؤولين في المغرب وإسبانيا كشف حقيقة ما وقع، وما تعتزمان القيام به من إجراءات، داعية الأسر المغربية إلى أخذ الاحتياط ومراقبة أبنائها.

وهنا يعود بن عيسى للتأكيد على أن هذه الظاهرة تستهدف الاتجار أساساً في الأطفال والنساء، مشيراً إلى أن "منظمات ذات صبغة إقليمية تتحرك في المنطقة، وتعمل على تهريب الأشخاص القادمين من دول إقليم جنوب الصحراء".

وأمام تنامي مخاطر الظاهرة العابرة للحدود على مستوى العالم، يبقى المغرب أحد الدول المعنية بشكل أساسي بهذه التحديات، وسط دعوات مدنية ببذل السلطات مزيداً من الجهد والتعبئة لحماية المجتمع والدولة.

صعوبات في مكافحة الاتجار بالبشر

ويعتقد رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان أن بلاده تواجه صعوبات في مكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر؛ بسبب التعقيدات التي تميزها و"الشبكات الأخطبوطية المعقدة للعصابات التي تدير هذه الجرائم وارتباطاتها الدولية".

وأضاف أن "بلاده لن تحقق نتائج كبيرة لمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر وحدها، حيث يتطلب الأمر تعاون بين الدول، مؤكداً أن تحقيق ذلك "لا يمكن أن يتم في ظل غياب تنسيق وتعاون مُحكم بين دول الجوار".

وأشار إلى أن "ظاهرة الاتجار بالبشر تستفيد من الوضع القائم بالمنطقة، وغياب التعاون بين دول الجوار"، معتبراً أنها "أكبر وأقوى من المغرب نظراً لامتداداتها وصعوبة إيقاف شبكاتها التي تنشط على مستوى أكثر من دولة، مستفيدة من الفساد المستشري بدول الجنوب".

كما لفت إلى أن "غياب الموارد والإمكانيات لدى المغرب يعقد مهمته في مكافحة هذه الظاهرة، وهي كلها عوامل تتكاثف لتحول دون مقاربة ناجعة وقادرة على الحد من الاتجار بالبشر".

وأمام الوضع المثير لمخاوف المجتمع المدني المغربي، يبدو أن نجاح الشرطة الإسبانية بتعاون مع الشرطة الأوروبية "أوروبول" في تفكيك العصابتين مجرد خطوة زحزحت الشجرة التي تخفي غابة مافيات الاتجار بالبشر بالمنطقة.

وقال وزير الداخلية المغربي عبدالوافي لفتيت، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بالرباط، إن "المصالح الأمنية أوقفت خلال سنة 2017 أكثر من 50 ألف مهاجر غير قانوني، وفككت 73 شبكة إجرامية تنشط في ميدان تهريب البشر".

وأضاف خلال اجتماع اللجنة الداخلية بمجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان) أن "بلاده فككت نحو 3207 شبكات إجرامية تنشط في ميدان تهريب البشر، ما بين 2002 و2017".

علامات:
تحميل المزيد