تحت وقع القصف الإسرائيلي لقطاع غزة ومقتل قيادي حمساوي.. إسماعيل هنية يقول للقاهرة إنهم موافقون على ورقة المصالحة المصرية وهذه أبرز تفاصيلها

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/19 الساعة 16:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/19 الساعة 16:42 بتوقيت غرينتش
Hamas Chief Ismail Haniyeh arrives at a protest where Palestinians demand the right to return to their homeland, at the Israel-Gaza border, east of Gaza City May 18, 2018. REUTERS/Mohammed Salem

 أجرى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اتصالاً هاتفياً مع رئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، تناول معه خلال الاتصال التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية، وخاصة ملف المصالحة والمشاريع الإنسانية لأبناء قطاع غزة، بالإضافة إلى التصعيد الإسرائيلي الأخير.

ووفقاً لصحيفة المصري اليوم، فإن هنية أكد موافقة حماس على الورقة المصرية التي قُدمت لوفد الحركة في زيارته الأخيرة للقاهرة، الأسبوع الماضي، التي كانت حصيلة حوار معمَّق، واعتماد قيادة الحركة لها، انطلاقاً من تقديرها للظروف الاستثنائية التي تمر بها الساحة الفلسطينية، والاستهداف الخطير للقضية، خاصة في ملفَّي القدس واللاجئين.

فيما توافق حماس على المصالحة يتجدد القصف الإسرائيلي على قطاع غزة

وقالت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ومسؤولون طبيون إن ضربة جوية إسرائيلية على قطاع غزة قتلت عضوا في حماس اليوم الخميس وأصابت ثلاثة آخرين.

وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان، أنه نفَّذ ضربة جوية، وقال إنها استهدفت مسلحين من حماس كانوا على وشك إطلاق بالونات مزودة بمواد قابلة للاشتعال، لتعبر الحدود إلى إسرائيل.

وذكرت مصادر من حماس، أن القتيل والمصابين أفراد أمن يعملون في موقع مراقبة قرب رفح في جنوبي قطاع غزة.

وبعد الضربة الجوية قال الجيش الإسرائيلي، إن نشطاء فلسطينيين أطلقوا قذائف مورتر على جنود إسرائيليين عبر الحدود، لكن لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.

ودمرت حرائق ناجمة عن بالونات مملوءة بغاز الهيليوم، وطائرات ورقية تحمل مواد حارقة أطلقها فلسطينيون من غزة إلى إسرائيل، مساحات مزروعة خلال الشهور القليلة الماضية. وتعهَّدت إسرائيل بوقف هذه الهجمات، حتى لو أدى ذلك لصراع أوسع نطاقاً.

وتسبَّبت الاشتباكات الأسبوعية على الحدود بين غزة وإسرائيل في تصاعد التوتر لشهور. وقتلت القوات الإسرائيلية أكثر من 130 فلسطينياً خلال احتجاجات على الحدود تخرج كل أسبوع، منذ مارس/آذار.

وتقول إسرائيل إن حماس تدبّر هذه المظاهرات التي تحمل اسم "مسيرة العودة الكبرى"، لتوفير غطاء للمسلحين كي ينفذوا هجمات عبر الحدود. وتنفي حماس ذلك.

مسيرات العودة الكبرى
مسيرات العودة الكبرى

فيما قُتل فلسطيني، الخميس، في غارة جوية إسرائيلية شرقي رفح، جنوبي قطاع غزة، أصيب فيها أيضاً ثلاثة آخرون، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، وأكد الجيش الاسرائيلي تنفيذ غارة جوية.

وقال الناطق باسم الوزارة، أشرف القدرة: "استشهد عبدالكريم رضوان (38 عاماً)، بعد أن حاولت الطواقم الطبية إنقاذ حياته، وأصيب ثلاثة آخرون، جروح أحدهم خطرة، شرقي رفح جنوبي قطاع غزة".

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان، إنه "في وقت سابق اليوم كانت مجموعة من حركة حماس تطلق بالونات حارقة من جنوبي قطاع غزة تجاه الأراضي الإسرائيلية. وفي ردّنا على ذلك قامت طائرة تابعة للجيش بفتح نيرانها على المجموعة".

وأكد أن "الجيش الإسرائيلي سوف يردُّ على أي نوع من هذه الأنشطة بحزم كبير".

لِتقوم الفصائل الفلسطينية بإطلاق قذائف هاون رداً على القصف الإسرائيلي

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه "قبل فترة وجيزة أطلق الفلسطينيون قذائف هاون على قوات الجيش الإسرائيلي، التي كانت تقوم بنشاطات عملية بالقرب من السياج في جنوبي قطاع غزة. ولم يتم الإبلاغ عن أي إصابات بين الجنود الإسرائيليين".

وأضاف: "دوَّت صافرات الإنذار في تجمعات أشكول".

وتابع: "استهدفت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي نقطة مراقبة تابعة لمنظمة حماس، في جنوبي قطاع غزة، رداً على القذائف".

وقال مصدر أمنى فلسطيني في غزة: "تم الآن انسحاب وحدات الضبط الميداني (حرس الحدود)، من كافة النقاط الحدودية، بعد الاستهداف الإسرائيلي الأخير الذي أدى إلى استشهاد ضابط في وحدة الضبط الميداني، وأصيب ثلاثة آخرون".

وقالت كتائب القسام من جانبها، إنها "تزفُّ المجاهد عبدالكريم رضوان، الذي ارتقى إثر قصف صهيوني لنقطة تابعة لقوة حماية الثغور شرقي رفح".

وقالت عائلة رضوان، إن ابنها "يعمل في الضابطية المدنية على الحدود مع المصابين الثلاثة الآخرين، وهم يرتدون زياً عسكرياً تعرفه السلطات الإسرائيلية، ولا علاقة لهم بإطلاق الطائرات الورقية، أو البالونات الحارقة".

ومنذ 30 آذار/مارس، ينظّم الفلسطينيون في قطاع غزة "مسيرات العودة" لتأكيد حق اللاجئين بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي غادروها أو هُجروا منها العام 1948، لدى إقامة دولة إسرائيل، ولكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ أكثر من عشر سنوات.

وقتل 145 فلسطينياً على الأقل بنيران الجيش الإسرائيلي منذ بدء التظاهرات.

وهذه أبرز تفاصيل الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية

تنص على أن تكون بداية تنفيذ آليات المصالحة مع موافقة الحركتين على ثلاث مراحل، مشيراً إلى أن حماس وافقت رسمياً، ويبقى الإعلان عن موافقة فتح والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وتنص الورقة بحسب ما نقلت وكالة الأناضول على رفع عقوبات السلطة الفلسطينية المفروضة على غزة، وعلى رأسها إعادة رواتب آلاف الموظفين -الذين عينتهم حماس بغزة قبل الانقسام في 2007- بشكل كامل، إضافة إلى دفع الموازنات التشغيلية للوزارات.

كما تتضمن الورقة تولّي وزراء الحكومة الحالية مهامهم على ذات الهيكلية الإدارية القائمة في الوزارات العاملة بغزة، وتشغيل محطة الكهرباء من خلال توفير الوقود لها من دون فرض ضرائب عليه.

وبينت مصادر لوكالة الأناضول، أن الرؤية المصرية حددت مدة أقصاها خمسة أسابيع، لـتشكيل حكومة وحدة وطنية، إلى جانب استيعاب موظفي قطاع غزة المدنيين (الذين عيّنهم حماس أثناء إدارتها للقطاع بعد 2007)، ودفع رواتبهم أسوة بموظفي السلطة الفلسطينية بغزة.

وتتهم الحكومة الفلسطينية حماس بمنعها من ممارسة عملها في غزة، وهو ما نفته الحركة في أكثر من مناسبة، ويسود الانقسام السياسي، أراضي السلطة الفلسطينية، منذ منتصف يونيو/حزيران 2007، في أعقاب سيطرة حماس على غزة، بعد خلافات مع رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة فتح محمود عباس، أعقب تشكيل حماس أول حكومة، إثر فوزها في الانتخابات البرلمانية.

وتعذَّر تطبيق العديد من اتفاقات المصالحة الموقعة بين فتح وحماس، التي كان آخرها بالقاهرة في 12 أكتوبر/تشرين الأول 2017، بسبب نشوب خلافات حول قضايا، منها تمكين الحكومة، وملف موظفي غزة الذين عيَّنتهم حماس أثناء فترة حكمها للقطاع، ومنذ أشهر، تتبادل حماس من جهة وحركة فتح والحكومة من جهة أخرى اتهامات بشأن المسؤولية عن تعثر إتمام المصالحة.

وكانت حركة فتح أعلنت أمس، على لسان الناطق باسمها عاطف أبو سيف، أنها ستناقش التصورات المصرية المطروحة بخصوص المصالحة وإنهاء الانقسام، وستُبلّغ الجهات المصرية بقراراتها.

علامات:
تحميل المزيد