كشف تقرير دولي أن أكثر من 40 مليون "عَبْدٍ" يعيشون في العالم حالياً، من بينهم 400 ألف بالولايات المتحدة الأميركية، ونحو 136 ألفاً آخرين يعيشون في بريطانيا.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده مسؤولو منظمة "ووك فري" العالمية للبحوث، المعنيَّة بمكافحة جميع أشكال العبودية الحديثة، بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، بمناسبة إطلاق تقريرها السنوي "مؤشر العبودية العالمي لعام 2018″، الذي يقدِّم استعراضاً لمؤشرات العبودية الحديثة في 2016.
وكشف التقرير، الذي اطلعت عليه "الأناضول"، أن هناك "40.3 مليون شخص حول العالم يرزحون تحت نير العبودية الحديثة في 2016، وضمن ذلك 400 ألف شخص بالولايات المتحدة الأميركية وحدها، ونحو 136 ألف شخص في بريطانيا".
ويُعرّف التقرير العبوديةَ الحديثةَ، بأنها تشمل التصنيفات التالية:
هناك أشكال حديثة من العبودية؛ مثل: العمل القسري، وعمالة الأطفال، والزواج القسري للفتيات، والاتجار بالبشر، واستغلال اللاجئين. ومنها العمل القسري، الذي يعد كارثة عالمية بكل المقاييس، لا سيما أنه لا يوجد بلد واحد محصَّن من هذا النوع من الرق، حسبما أشارت تقارير منظمة العمل الدولية. ومن أشكاله: السُّخرة، والعمل سداداً للدَّين؛ والعمل في مجالات الاستعباد المنزلي، والزراعة، والدعارة القسرية.
بالإضافة إلى سرقة الأطفال، ففي دراسة حديثة لجمعية حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة، أشارت إلى أنه قد تم بيع ما يقرب من 20 مليون طفل خلال السنوات العشر الأخيرة، فضلاً عن اختفاء 12 ألف طفل في أثناء الحرب بالبوسنة؛ والاتجار بالبشر وهذا النوع من الرق يختلف من مكان إلى آخر، وتتباين النسب بين الذكور والإناث حسب الهدف من وراء التجارة؛ ففي مناطق مثل أنغولا والبيرو يمكن أن تصل نسبة الاتجار بالمواطنين هناك إلى 60%، تشكل الإناث منهم 70% من ضحايا هذه الجرائم.
أرقام مفزعة عن ضحايا العبودية الحديثة
وعلى الوجه الآخر، يُقدَّر عدد ضحايا العبودية الحديثة في أوروبا بنحو مليون وربع مليون شخص، ما زالوا تحت وطأتها حتى الآن، معظمهم من الإناث؛ حيث قدَّرت سلطات الاتحاد الأوروبي نسبة الإناث ضمن ضحايا العبودية الحديثة بنحو 80% من المجموع، وخاصةً النساء الرومانيات.
ويقدم التقرير أرقاماً صادمة عن ضحايا العبودية الحديثة في أكثر من 160 دولة حول العالم.
ومن بين تلك الأرقام على سبيل المثال، فإن 71% من ضحايا العبودية الحديثة هم من النساء، ويُذكر أنه في 2016، كانت هناك أكثر من 15.4 حالة زواج قسري (أغلبها في آسيا وإفريقيا).
واحتلت دول آسيوية عديدة (على غرار الهند وأفغانستان وبنغلاديش) المراكز الأولى في التقرير من حيث انتشار الرق، تليها دول تقع في إفريقيا الوسطى، ثم في المحيط الهادئ.
ويشير التقرير إلى أن 7 دول من مجموعة الدول العشرين الصناعية الكبرى بالعالم، فقط اتخذت إجراءات فعلية لمكافحة تجارة الرقيق والعبودية الحديثة، في حين استوردت بلدان تلك المجموعة ما قيمته 200 مليار دولار في شكل منتجات صناعية وملبوسات تأتي من عمال وعاملات يرزحون تحت نير العبودية الحديثة في آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية.
واحتلت كوريا الشمالية المركز الأول عالمياً بالنسبة لعدد العبيد (حيث يُعتبر واحد من كل 10 مواطنين ضحايا للعبودية الحديثة)، تليها إريتريا وبوروندي وجمهورية إفريقيا الوسطى؛ وأفغانستان.
ولكنَّ هذه التقديرات لا تزال متحفظة، وفقاً للتقرير، حيث توجد ثغرات كبيرة في البيانات، خاصة بالنسبة للدول العربية، التي تضم بلدناً تقع بالخليج العربي وفي منطقة شمال إفريقيا.
يُذكر أنه في الثاني من ديسمبر/كانون الأول من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي لمكافحة الرق، وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة عام 1949 ليكون بمثابة جرس إنذار لكل من يحاول العبث بحقوق الإنسان، وتحويله إلى سلعة تُباع وتشترى في أسواق النخاسة.