حتى قبل أن يصل بوتين للقاء ترمب، كسب انتصاراً وهو في الجو.. لقد اخترق المجال الجوي بالناتو دون أن يبالي!

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/18 الساعة 12:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/18 الساعة 12:59 بتوقيت غرينتش
Russia's President Vladimir Putin (R) and Foreign Minister Sergei Lavrov attend a meeting with U.S. National Security Adviser John Bolton at the Kremlin in Moscow, Russia June 27, 2018. Alexander Zemlianichenko/Pool via REUTERS

حتى قبل أن تهبِط طائرته فوق الأراضي الفنلندية، لعقد لقاء القمة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، يبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الذي رأى كثيرون أن الأفضلية كانت له في هذا الاجتماع- ظفر قُبيل ذلك بانتصارٍ في الجو، حسبما تقول السلطات الإستونية.

طالما اعتُبرت إستونيا -وهي دولة صغيرة وغير حصينة تقع على الحافة الشمالية الشرقية للمنطقة الأمنية المشتركة لمنظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)- حالة اختبار لرغبة التحالف في مقاومة التحركات العسكرية الروسية، بحسب تقرير نشرته صحيفة The New York Times الأميركية.

لأكثر من عقد من الزمان، تحرَّكت الطائرات الروسية بانتظام بشكل خاطف، عبر أطراف المجال الجوي لحلف الناتو فوق بحر البلطيق قبالة الساحل الإستوني، وهي تصرفات خطيرة ومتحدية تسخر من الدفاعات الجوية للتحالف.

قال الجيش الإستوني، أمس الثلاثاء 17 يوليو/تموز، إنه خلال رحلة بوتين من روسيا إلى فنلندا، صباح الإثنين 16 يوليو/تموز، دخلت الطائرة الرئاسية للرئيس الروسي المجال الجوي للناتو بدون تصريح، وبالتحديد فوق جزء من بحر البلطيق، وهو في الغالب الموقع الذي تطير فوقه الطائرات العسكرية الروسية.

رصدت السلطات الإستونية الرحلة الرئاسية عبر المجال الجوي للبلاد يوم الإثنين، وأصدرت بياناً حول التعدي الحدودي غير القانوني يوم الثلاثاء. وسُجِّلت الرحلة كذلك عبر خدمات تتبع الرحلات المتاحة للجمهور.

وقال رولاند موروف، وهو متحدث باسم الجيش الإستوني، إن طائرة بوتين من طراز "إليوشن-96" عبرت أثناء رحلتها من موسكو إلى هلسنكي، من خلال المجال الجوي للناتو لحوالي 50 ثانية، صباح الإثنين.

وأكد موروف، أن طائرة بوتين دخلت بعمق 1.5 ميل بحري، أو 1.7 ميل، إلى داخل الأراضي الإستونية.

حساسية المنطقة التي قصدها بوتين

وأضاف أنها كانت تحلق بينما كان جهاز الاستجابة مُشغَّلاً، ولكن من دون تسجيل خطة طيران، أو التعاقد مع مراقبة الملاحة الجوية الإستونية، مثلما يُتطلَّب من الطائرات العسكرية والمدنية.

لم يستجب الكرملين، يوم الثلاثاء، للرد على تساؤلات حول مسار الرحلة، بما في ذلك ما إذا كان دخول المجال الجوي للناتو متعمّداً أم أنه خطأ من الطيار.

حلَّقت الطائرة بالقرب من فايندلو، وهي جزيرة إستونية تَكرَّر بالقرب منها انتهاك الطائرات العسكرية والحكومية للمجال الجوي، وهو أمر يثير القلق ويُصعِّد التوتُّرات، حسبما يقول مسؤولون ومحللون إستونيون.

وتعتبر الجزيرة نقطةً ساخنةً في اللعبة الجوية لمن يصمد ومن يستسلم، بين روسيا والناتو.

بالرغم من هذا، يُرَحَّب بمرور الطائرات عبر المنطقة إذا تقدَّمت بخطط الرحلة، واتَّصلت بمراقبي الملاحة الجوية على الأرض. وقال موروف إن الطائرات الروسية تعبر الحدود من دون تصريح، تقريباً مرة كل شهرين.

رسالة ما

وأضاف موروف أن الأمثلة "تزيد عندما يحدث شيء سياسي"، مما يشير إلى أن الاختراقات الجوية ترمي إلى توصيل رسالة.

وأوضح قائلاً: "إنه نموذج طويل رصدناه عبر السنين. أظهرت أحداث أمس فقط على أي مستوى هم راغبون في تنفيذ هذا".

وقال إن طائرتين حكوميتين روسيتين، بما في ذلك الطائرة الرئاسية، طارت إلى فنلندا يوم الإثنين، ولم يكن واضحاً أي طائرة كانت تحمل بوتين. وتجاوزت كلتاهما لمدة وجيزة المجالَ الجوي الإستوني.

وأوضح موروف، أنه لا يزال غير واضح لماذا تجاوزت الطائرة الرئاسية من دون تصريح المجالَ الجوي للناتو قبل لقاء القمة.

لكن كادري ليك، المحلِّلة السياسية البارزة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، حذَّرت من أن الاختراقات الجوية في إستونيا ليست جميعها ذات صبغة سياسية. وقالت إن الطائرات الروسية العسكرية والحكومية أحياناً تدخل المجال الجوي لإستونيا "لتسلك اختصاراً للمسار" عبر الحدود الجوية للمنطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي، التي رُسِمَت بطريقة مُربِكة.

هل يمكن اعتراض الطائرات المخالفة؟

برزت الاختراقات الجوية بعد الأزمة الأوكرانية في 2014. واختار الرئيس باراك أوباما إستونيا لتكون موقعاً لحوار يقدم تطمينات على التزام التحالف بالدفاع المشترك بعد التحركات الروسية في أوكرانيا، ناحية الجنوب.

وتؤكد لعبة الملاحقة الجوية، التي تمارسها عادة المقاتلات الروسية، على ما يفسره المحللون، وبكل تأكيد كثير من المسؤولين الروس، بأنه ضعفٌ في تلك الالتزامات.

وبحسب الصحيفة الأميركية، يمكن لطياري حلف الناتو الذين يعترضون الطائرات الروسية أن يستخدموا قنابل مضيئة، وحركات في الجو لإظهار أسلحتهم، ولكن لا يوجهون ضربات لها.

وترى أيضاً أن مثل هذه التصرفات يمكن أن تحمل خطورة اندلاع حرب أكبر مع روسيا فوق أراض ذات أهمية محدودة للولايات المتحدة، وأغلب الدول الأعضاء في الناتو، مثل جزيرة فايندلو الواقعة في مهبِّ الريح.

وقال موروف، المتحدث باسم الجيش الإستوني، إن الطائرات في أي حالة لا تُعتَرَض لقيامها بانتهاكات المجال الجوي، إذا لم يستمر هذا لأكثر من دقيقة، وهو ما حدث مع طائرة إليوشن الرئاسية، يوم الإثنين.

وأوضح: "تحدث أغلب انتهاكاتهم الجوية لدقيقة واحدة فقط، أو دقيقتين بحد أقصى. وحدثُ أمس هو سمةٌ مميزةٌ للسلوك الروسي"

تحميل المزيد