تفاصيل مثيرة عن “الجاسوسة” الروسية التي اعتقلتها واشنطن.. شاركت بحملات ترمب الانتخابية وحاولت برمجة لقاء له مع بوتين

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/17 الساعة 19:56 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/17 الساعة 19:57 بتوقيت غرينتش

أعلنت السلطات الأميركية، الإثنين 16 يوليو/تموز 2018، القبض على امرأة روسيّة تبلغ من العمر 29 عاماً بتهمة التآمر للتأثير على السياسة الأميركية من خلال علاقاتها مع مجموعات بينها رابطة حملة السلاح.

وأتى هذا الإعلان بعد ساعات من قمة في هلسنكي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب الذي رفض في ختام اللقاء إدانة موسكو في قضية التدخّل في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016.

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن وزارة العدل الأميركية أكدت في بيان أن مارييا بوتينا اعتُقلت في واشنطن، السبت 14 يوليو/تموز، ومثُلت أمام المحكمة الإثنين. وأضافت أنّ بوتينا متهمة بالتآمر كعميلة لروسيا "من خلال إقامة علاقات مع أميركيين واختراق منظمات صاحبة نفوذ في السياسة الأميركية".

من تكون بوتينا؟

سافرت بوتينا، التي تعود أصولها لسيبيريا إلى الولايات المتحدة بتأشيرة دراسة في الجامعة الأميركية. وحسب الشكوى فإنها كانت تعمل في الحقيقة سراً لصالح الحكومة الروسية. وكانت وسائل الإعلام الأميركية قد ذكرت في وقت سابق، أنها على علاقة وطيدة مع الجمعية الوطنية للبنادق، وهي أقوى جماعة ضغط في الولايات المتحدة.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست، أنها أصبحت مساعداً للمصرفي الروسي وعضو مجلس الدوما السابق ألكسندر تورشين، الذي فرضت عليه عقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية، في أبريل/نيسان.

الروسية ماريا بوتينا المتهمة بالتجسس لصالح روسيا (الصور من صفحتها على فايسبوك)
الروسية ماريا بوتينا المتهمة بالتجسس لصالح روسيا (الصور من صفحتها على فايسبوك)

وكان تورشين، وهو عضو دائم في الجمعية الوطنية للبنادق وبوتينا قد حضرا مناسبات الجمعية عام 2014.

كما شاركت في حملات ترمب الانتخابية مراراً، وسألته عن وجهة نظره حول العلاقات الخارجية مع روسيا. في حين كان رد ترمب أنه يمكن أن يتماشى مع بوتين، حسب صحيفة واشنطن بوست.

وحسب وكالة رويترز الإخبارية، فإن بوتينا ترى نفسها لا تختلف شيئاً عن الذين عملوا في الدعاية السوفيتية إبان الحرب الباردة، خاصة أنها تعمل على اختراق المنظمات الأميركية، وإنشاء خطوط اتصال سرية مع السياسيين الأميركيين.

وكتب عميل في مكتب التحقيقات الفيدرالية في الوثائق التي قُدمت للمحكمة أن الاتحاد الروسي بإمكانه استخدام خطوط الاتصال السرية تلك لاختراق الجهات السيادية في الولايات المتحدة، ما يساعدهم على التأثير على صنّاع القرارات.

كيف بدأت بوتينا "عملها" في أميركا

دخلت بوتينا الولايات المتحدة عام 2016 لتتلقى دروساً في الجامعة الأميركية في العاصمة الفدرالية، وهي متهمة بالعمل بين عامي 2015 و2017 لصالح مسؤول كبير في الحكومة الروسية عرّفت عنه الصحافة الأميركية بأنه ألكساندر تورشين.

ويخضع هذا السياسي والمصرفي القريب من الرئيس بوتين لعقوبات أميركية. وقد يكون تورشين أيضاً "عضواً مدى الحياة" في الجمعية الوطنية الأميركية للبنادق "إن آر إيه".

في أيار/مايو 2016، التقى تورشين، الابن الأكبر للرئيس الأميركي دونالد ترمب، خلال حدث نظّمته "إن آر إيه".

ورجّحت الصحافة الأميركية أن تكون بوتينا أيضاً عضواً في إحدى منظمات الأسلحة. وغالباً ما تظهر هذه الشابة على الشبكات الاجتماعية حاملةً سلاحاً بيدها. كما تم أيضاً تصويرها مع الرئيس السابق لـ"إن آر إيه" ديفيد كين، ومع حاكم ويسكونسن سكوت ووكر.

وكجزء من هذه المهمة الموكلة إليها حسب الادعاء كانت بوتينا تنظم فعالية للتأثير على آراء المسؤولين الأميركيين حول روسيا.

وأبلغت بوتينا مسؤوليها في الحكومة الروسية عن تقدمها باستخدام رسائل تويتر مباشرة، من بين وسائل أخرى عديدة، بحسب ما جاء في الشكوى.

وكانت إحدى الردود من قبل المسؤول الروسي إلى بوتينا تقول: "لقد صعد نجمك السياسي في السماء، والآن من المهم أن نصل إلى قمة الأفق، ولا نحترق قبل الأوان".

هذه لائحة التهم الموجهة لها

 وبحسب لائحة الاتهام، حاولت بوتينا وتورشين تطوير علاقات مع سياسيين أميركيين بهدف إنشاء "قنوات غير رسمية" للاتصالات، يمكن "أن تستخدمها روسيا لاختراق جهاز صنع القرار الوطني".

اتهمت الولايات المتحدة ماريا بوتينا ( 29 عاماً) بالتآمر للعمل كجاسوسة للحكومة الروسية، عبر التسلل إلى مجموعات سياسية. وبحسب تقارير وسائل الإعلام الأميركية، فقد طورت بوتينا علاقات مع الحزب الجمهوري وأصبحت محامية مدافعة عن حق امتلاك السلاح.

ولا تتعلق التهم هذه بالتحقيق الذي يقوم به موللر حول التدخل الروسي المزعوم في انتخابات عام 2016.

وجهت لبوتينا تهمة التواطؤ مع مسؤولين روس
وجهت لبوتينا تهمة التواطؤ مع مسؤولين روس

ويقال إنها كانت تقوم بهذا النشاط بناء على توجيهات من مسؤول رفيع المستوى في الكرملين. وقال محامي بوتينا، روبرت دريسكول إن موكلته ليست عميلة، بل مجرد طالبة علاقات دولية تسعى إلى الاستفادة من شهادتها في مجال الأعمال التجارية.

وقالت وزارة العدل إن بوتينا عملت مع مواطنين أميركيين لم تسمهما ومسؤول روسي، لمحاولة التأثير على السياسات الأميركية واختراق منظمة أميركية مدافعة عن حمل الأسلحة.

ولم تأت الشكوى على ذكر اسم الجماعة، بيد أن الصور المنشورة على صحفتها على فيسبوك أظهرت أنها حضرت فعاليات رعتها الجمعية الوطنية للبنادق. ولم يرد متحدث باسم الجمعية على طلبات للتعليق.

محاولة ترتيب لقاء بين ترمب وبوتين

وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أن بوتينا حاولت مرتين خلال الحملة الانتخابية في 2016  ترتيب لقاء بين ترمب وبوتين.

وجاء في الشكوى التي وضعتها وزارة العدل الأميركية أن بوتينا رتبت مآدب عشاء في واشنطن ومدينة نيويورك وحاولت إقامة علاقات مع ساسة أميركيين لإنشاء "قنوات اتصال خلفية"؛ بهدف "اختراق منظومة صنع القرارات الوطنية في الولايات المتحدة". ولم تذكر الشكوى حملة ترامب لانتخابات الرئاسة التي تثور مزاعم عن تواطؤها مع روسيا.

وسعت بوتينا إلى تعزيز العلاقات مع "منظمة تروج لحق امتلاك السلاح"، حسب ما أعلنت وزارة العدل الأميركية، دون تسمية أي مجموعة أو اسم أي سياسي. ووفقاً للوزارة، كانت بوتينا تحاول "إنشاء قناة خلفية لممثلي حكومة روسيا".

وجاء في الادعاء المقدم ضدها أنها كانت تحاول تطوير علاقاتها الشخصية مع السياسيين الأميركيين ذوي النفوذ، من أجل "تعزيز مصلحة" روسيا.

وعملت بوتينا مع تورشين على أنها مؤيدة لترمب، وكانت قد تباهت في حفلات بواشنطن بأن بمقدورها استغلال صلاتها السياسية للمساعدة في تمكين أشخاص من الحصول على وظائف في إدارته بعد الانتخابات.

وقدمت بوتينا عرضاً، راجعته رويترز، ضمن مشروع بحثي بالجامعة الأميركية، في الثامن من ديسمبر/ كانون الأول 2016، تحت عنوان: "ما هي السياسة الخارجية التي قد يتبناها الرئيس ترمب تجاه روسيا؟" وأوردت عدداً من الأهداف السياسية الرئيسية لروسيا.

علامات:
تحميل المزيد