أميركا تفتح باب التفاوض مع تركيا لشراء أنظمة باتريوت.. مع التلويح بعقوبات إذا ما اتجهت أنقرة إلى منظومة “إس -400” الروسية

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/17 الساعة 07:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/17 الساعة 07:06 بتوقيت غرينتش
تركيا تتناقش مع أميركا لتسليم فتح الله غولن/ رويترز

 تسعى الولايات المتحدة إلى إقناع تركيا بشراء نظام دفاع صاروخي أميركي من طراز باتريوت، وذلك بدلاً من منظومة إس – 400 الروسية التي قد تُشكّل -في حال اشترتها أنقرة- نقطة شائكة بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.

 وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الإثنين، 16 يوليو/تموز، أنها بدأت مفاوضاتها بشأن صفقة محتملة لبيع تركيا نظام دفاع صاروخي من طراز باتريوت، الذي تصنعه شركة ريثيون كبديل لنظام إس – 400 الروسي الصُّنع الذي اتفقت تركيا على شرائه.

 وقالت السفيرة الأميركية، تينا كيداناو، القائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية العسكرية للصحافيين: إن وفداً من مسؤولي الحكومة الأميركية عقد اجتماعات مع حلفاء، على أمل تعزيز التجارة الدفاعية الأميركية، وذلك خلال مشاركته في معرض فارنبرو الجوي.

 قانون أميركي في وجه تركيا

وينصّ قانون أميركي على فرض عقوبات على أيّ دولة توقّع عقوداً مع شركات أسلحة روسية، وبالتالي فإنّ تركيا مهددة في حال أكّدت شراءها منظومة إس – 400.

 وأضافت أن وزارة الخارجية تُجري محادثات مع تركيا، "ونحاول إعطاء الأتراك فكرة بشأن ما يمكن أن نفعله فيما يتعلق بباتريوت". ولم تقُل ما إذا كان الوفدان قد اجتمعا في المعرض الجوي.

 وتجاهلت تركيا مرتين نظام باتريوت، خلال عملية اختيار النظام الدفاعي؛ إذ اختارت في البداية نظاماً صينياً، ثم تحولت بعد ذلك إلى النظام الروسي في 2017.

 وقال مسؤولون تنفيذيون في القطاع: إن تركيا سعت لنقل قدر من التكنولوجيا أكبر مما كانت ترغب واشنطن فيه سابقاً.

 وتعرضت تركيا لانتقادات من شركائها في حلف شمال الأطلسي، بسبب اعتزامها شراء أنظمة للدفاع الصاروخي من طراز إس – 400 من روسيا، وهو ما قد يعرض مشتريات أنقرة من طائرات إف – 35 جوينت سترايك المقاتلة التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن للخطر.

 وقال كيفن فاهي، مساعد وزير الدفاع الأميركي للصحافيين في المعرض: "تركيا كان لها اهتمام بباتريوت؛ لذلك كنا نعمل منذ فترة على كيفية إنجاح ذلك".

وقالت كيداناو: "نشعر في نهاية الأمر بقلق من أن شراء مثل هذه الأنظمة من الروس سيعزز بعضاً من السلوك السيئ الذي رأيناه من (روسيا) في مناطق مختلفة، من بينها أوروبا، وفي مناطق أخرى أيضاً".

 وأضافت أن واشنطن تريد ضمان أن الأنظمة التي يحصل عليها حلفاء الولايات المتحدة "ستظل تدعم العلاقة الاستراتيجية بيننا وبين حلفائنا.. وفي حالة تركيا يتعلق الأمر بباتريوت".

 وفي أبريل/نيسان طرحت الإدارة الأميركية تعديلاً طال انتظاره على سياسات تصدير السلاح، يهدف إلى التوسع في المبيعات للحلفاء، قائلة: إن ذلك سيعزز الصناعات الدفاعية الأميركية ويوفر فرص عمل داخل البلاد.

 ورحب ويس كريمر، مدير عمليات الأنظمة الدفاعية المتكاملة في "ريثيون"، بالمحادثات التي تجريها إدارة ترمب بشأن البيع المحتمل لصواريخ باتريوت لتركيا.

 وقالت لوكهيد مارتن، التي تصنع الصواريخ المستخدمة في نظام باتريوت: إن أحد الخيارات ربما يشمل عرض نظام دفاعي مفتوح المصدر على تركيا.

وقال أكبر مسؤول تنفيذي عن عمليات الدفاع الصاروخي في لوكهيد مارتن: "تركيا لديها بنية تحتية صناعية متطورة للغاية، لديها أنظمتها الاعتراضية محلية الصنع، والتي يمكن دمجها إذا ما أمكننا المُضي صوب نظام مفتوح".

 ويخوض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أُعيد انتخابه نزاعاً مع حلف شمال الأطلسي بشأن نقاط عدة، بينها نيته المعلنة شراء ونشر منظومة صواريخ إس – 400 المضادة للطائرات.

وهذا يعني أن الدفاعات التركية لن تكون متوائمة مع أنظمة حلفاء أنقرة الغربيين، ويعرّضها لانتهاك العقوبات الأميركية الرامية إلى عرقلة تصدير الأسلحة الروسية.

ويبحث المشرِّعون الأميركيون عن سُبل لمعاقبة تركيا إذا اشترت الصواريخ الروسية.

تحميل المزيد