تاريخ بوتين الحافل بالحيل يُلقي بظلاله على قمة هلسنكي.. وانفراده بترمب يثير المخاوف من صفقة سرية

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/15 الساعة 18:51 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/16 الساعة 06:27 بتوقيت غرينتش
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع بالكرملين - صورة من أرشيف رويترز

تخيّل بوتين وترمب وحدهما، دون أحد شاهد أو وسيط، إنه أمر يخيف الكثيرون في الغرب، الذي يتضرعون ألا تُعقد صفقة سرية بين الرجلين الذين تربطهما كيمياء خاصة.

فقد أثار الإعلان أن القمة سوف تعقد بين الزعيمين دون الوفود المرافقة المخاوف في الغرب، خاصة لدى دول الناتو، التي أصبح ترمب يهاجمها على الدوام لشحها في الإنفاق العسكري، كما حدث في قمة الناتو الأخيرة.

فمع وجود رئيسٍ أميركي غريب الأطوار لا يهتم كثيراً بقراءة الإحاطات الرسمية قبل التوجه إلى العاصمة الفنلندية هلسنكي هذا الأسبوع، من الصعب تذكر قمةٍ تسبَّبت في قلق صانعي السياسة الأجانب الغربيين أكثر من هذه القمة المقررة غداً، حسب تقرير لصحيفة The Guardian  البريطانية.

فبوتين لديه تاريخ طويل من الحيل مع القادة الغربيين بعضها صبياني

أساليب نفسية مختلفة اعتاد بوتين اللجوء إليها في التعامل مع القادة الغربيين، بعضها حيل صبيانية أو سيئة، حسب ما ورد في تقرير لصحيفة The Guardian  البريطانية.

وسيجتمع ترمب وبوتين في لقاءٍ مباشر مع مترجميهم، صباح يوم الإثنين، قبل إجراء محادثاتٍ مع مجموعةٍ صغيرة من المستشارين. وقال بيسكوف إنَّ جدول الأعمال "سيحدده الرؤساء أثناء الحدث".

ووفقاً لدميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس بوتين، فإنَّ خطط قمة الإثنين  16 يوليو/تموز 2018، مع ترمب، حُددت بشكلٍ فضفاض مع "عدم وجود جدول أعمال محدد".

وما يزيد المخاوف في الدوائر الغربية هو الطبيعة الاستخباراتية للرئيس الروسي، عميل الـ"كي جي بي" السابق، مقابل دونالد ترمب سمسار العقارات الكاره للتقارير، إذ يخشى الكثيرون أن ينجح بوتين المخضرم في استمالة الرئيس الأميركي الحديث العهد بالسياسة الخارجية.

وإذا كنا سنسترشد بالتاريخ، فإنَّ الرئيس الروسي لديه حقيبةٌ كبيرة من الحيل لإرباك ترمب.

إليك أشهر حيل بوتين مع القادة الغربيين.

سياسة الشرطي الجيد والشرطي السيئ وأضف إليها المسرح اليوناني

"أعتقد أنَّه ممثل متكامل"، هكذا تقول السيدة فيرا فايك فريبيرغا رئيسة جمهورية لاتفيا السابقة، مدليةً برأيها الشخصي عن بوتين: "أعتقد أنَّه ممثل متكامل.

إذ يستطيع وضع قناعٍ مأساوي كما هو الحال في المسرح اليوناني، ثم بعد ذلك يمكنه وضع قناعٍ كوميدي وتنفجر شفتاه من الضحك".

فقد استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سياسة الشرطي الجيد والشرطي السيئ، في أول مرة التقى فيها بالسيدة فيرا فايك فريبيرغا عندما كانت رئيسة لاتفيا، مما يعطى بعض التلميح عن النهج الذي قد يتبعه الزعيم الروسي عندما يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترمب غداً الإثنين 16 يوليو/تموز.

بدأت فريبيرغا وبوتين قمةً ندّية مع مستشاريهما قبل أن يقترح الرئيس الروسي على الجميع مغادرة الغرفة، بما في ذلك المترجمون، حسب ما ورد في تقرير The Guardian.

وقالت فريبيرغا التي تتولى حالياً رئاسة منتدى لقادة سابقين يُدعى نادي مدريد لتحالف قيادات العالم في مقابلةٍ أجريت معها مؤخراً: "جلسنا في زاويةٍ بمفردنا، وبدأنا الدردشة باللغة الألمانية، وهي لغة مشتركة بالنسبة لنا. لقد كان ودوداً جداً، وقال إنَّه يُمكننا إبقاء اتصالاتنا المستقبلية غير رسمية، وإنَّه لا داعي لإزعاج وزارات خارجيتنا المعنية".

وأوضحت أنَّ بوتين، المعروف بقدرته على ممارسة الترغيب والترهيب، وبحثه المسبق واستعداده "لتنفيذ حيلٍ سيئة"، هو خصم قوي في اللقاءات الثنائية"

وحتى البابا وملكة بريطانيا لم ينجوا من سخافاته

هناك الساعات التي جعل فيها ضيوفه قيد الانتظار، بما في ذلك البابا وملكة بريطانيا وباراك أوباما.

وكذلك الكلبة اللابرادور السوداء "كوني"، التي أحضرها في لقائه مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، غير المُحبّة للكلاب، أو عندما أفسد تقريباً قمةً للناتو عام 2006 في مدينة ريغا، بمحاولة إغراء الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، لحضور عشاء عيد ميلاد بدلاً من القمة.

واستخدم الصليب لاستمالة بوش

ثم كانت هناك "القصة اللزجة إلى حدٍّ ما"، حسب وصف الصحيفة البريطانية، عندما أخبر جورج بوش الابن في عام 2001 عن صليبٍ أعطته والدته له، وفقاً لما ذكرته كوندوليزا رايس في مذكراتها.

وأوضحت رايس أنَّها أصبحت أكثر تشدداً عندما قال الرئيس بوش لاحقاً إنَّه شعر أنَّه يثق في بوتين، وأنَّه "شعر بتواصلٍ روحي معه".

وكتبت رايس: "لم نكن قادرين أبداً على الهروب من تصور أنَّ الرئيس قد وثق بسذاجة في بوتين، ثم تعرض للخيانة".

وهذا هو سر تفوقه على رجل مثل ترمب

إنَّ جزءاً من تفوق بوتين يأتي من عقدين من الخبرة في مختلف القضايا، حسب مايكل ماكفول، السفير الأميركي السابق، الذي يقول إنه يستطيع إرباك وتشتيت القادة الأقل ذكاءً واطلاعاً.

وأضاف ماكفول، الذي حضر عدة قمم مع بوتين، ونشر مؤخراً مذكراتٍ عن الفترة التي قضاها كسفيرٍ استُدعيَ من الحرب الباردة إلى السلام الساخن، بعنوان The Inside Story of Russia and America: "بوتين موجود في هذا المنصب على مدى 20 عاماً، ولا يشعر أنَّه بحاجة إلى وجود أي شخص آخر في الغرفة، وهذا يضع أشخاصاً مثل ترمب في وضعٍ سيئ للغاية".

كان ماكفول سفيراً في عام 2013، عندما منحت روسيا حق اللجوء للموظف السابق لدى الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، قبل وقتٍ قصير من إلغاء الولايات المتحدة للقمة المزمعة بين أوباما وبوتين. لكن حتى مع انهيار العلاقات، يتذكر ماكفول أنَّ مساعد بوتين يوري أوشاكوف استمر "في الضغط من أجل أن يحظى بهذا الوقت وجهاً لوجه مع أوباما في قصر بوتين، كطريقةٍ لإعادة الأمور إلى مسارها".

وذكر ماكفول أنَّه في قمة مجموعة العشرين في مدينة لوس كابوس بالمكسيك في عام 2012، حاضر الرئيس الروسي حول "الرجال الأقوياء والتاريخ البطيء" في الشرق الأوسط، وهو التحليل الذي اختلف معه أوباما، في حين وجده ترمب كلاماً مقنعاً من بوتين.

وقال ماكفول: "هل هو مقنع؟ الجواب: قطعاً نعم. هل يمكنه نسج قصة؟ نعم. هل يعرف تاريخ هذه القضايا؟ نعم".

 المثير أن الغموض يحيط بفحوى القمتين السابقتين بين الرجلين

ستمثل قمة يوم الإثنين اجتماع ترمب الثالث مع بوتين، الرجل الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي بإطراءٍ شديد في الماضي.

ولا يزال من غير الواضح ما الذي تحدَّث عنه بوتين وترمب، برفقة مترجمٍ واحد من الكرملين، بعد عشاءٍ في قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية العام الماضي 2017.

وعندما سألته صحيفة The New York Times الأميركية، أجاب ترمب أنَّهما ناقشا قضية "تبني الأطفال". إذ حظرت موسكو تبني الولايات المتحدة للأطفال الروس في عام 2012، انتقاماً لفرض عقوباتٍ على مسؤولين روس بموجب قانون ماغنيتسكي.

ولكن المحادثات الفردية والعلاقة الشخصية ليست أمراً جديداً على الدولتين

تلك المحادثات الثنائية المباشرة تعد من الأجزاء الرئيسية في اجتماعات القمة الهامة، التي تُعقد بين موسكو وواشنطن منذ أجيال، وعادةً ما يراها البيت الأبيض باعتبارها فرصةً للقادة الروس المتعنتين للانفتاح.

كانت العلاقة الشخصية للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان مع ميخائيل غورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفييتي قبل انهياره، خلال فترة البيريسترويكا نقطةً هامة في هذا النوع من الدبلوماسية.

وعلى مدى عقود، لم يكشف أبداً كبار المسؤولين عن بعضٍ من تفاصيل الاجتماعات التاريخية بين الزعماء الأميركيين والسوفييت، أو ظلت غامضة.

حتى إن أحد القادة السوفيت أطلع نظيره الأميركي على سر شخصي

ولكن في عام 2013، أصدرت إدارة المحفوظات والسجلات الوطنية الأميركية شرائط سرية لمحادثات الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون مع الزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف.

وكشفت هذه التسجيلات أنَّ القائدين ناقشا كل شيء، بدءاً من علاقات بلدانهما إلى عادات التدخين الشخصية.

الغريب أن بريجنيف تقاسم سره مع نيكسون: وهو حقيبة مصممة ميكانيكياً لإعطائه سيجارة واحدة كل ساعة. وأجاب عليه نيكسون: "هذه طريقة لتهذيب نفسك".

ولكن هناك ضرورة دبلوماسية لوجود مساعدين في اللقاءات

ورغم ذلك فوجود المساعدين أمر محبذ، لأنه إلى جانب ضمان سجلٍ تاريخي دقيق، فإنَّ إجراء المحادثات بوجود المساعدين يمنع الأطراف المختلفة من الخروج بتفسيراتٍ مختلفة للمحادثات.

وهو ما وصفه أحد السياسيين الغربيين بأنَّه إجراء لحماية الرؤساء من الهجوم أو الانتقاد.

وقال توماس إلفيس، الرئيس السابق لجمهورية إستونيا: "هناك شيء واحد معروف عن الروس، هو أنَّهم يجتمعون ويخرجون ويواصلون فعل شيء لم نتحدث عنه أبداً".

فلقد سبق أن أحرجت بعض الإصدارات الروسية البيت الأبيض

فصور اجتماع داخل المكتب البيضاوي بين ترمب ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسفير الروسي سيرغي كيسلياك، الذي لم تنشره سوى وكالة الأنباء الرسمية الروسية على سبيل المثال أحرج البيت الأبيض.

 ولم يكن الجانب الأميركي  يرغب في الإعلان عن هذا الاجتماع.

ويقول مُعلِّقون، إنَّ قمة غد الإثنين تبدو مصممةً أكثر لأغراضٍ دعائية، مع سعي بوتين لنشر دعايةٍ تُظهر أنَّ روسيا ليست معزولةً على المسرح العالمي.

الشيء الأكثر التباساً هو ماذا ستحمله هذه القمة بالنسبة لترمب. وقالت فريبيرغا: "هما رجلان يسعيان للنفوذ والهيمنة، ويتصارعان عليهما. سيريد كلاهما تصوير نفسه منتصراً بعد القمة".

ولكن تظل هناك مخاطر محتملة من هذه القمة أكثر من أي واحدة سابقة

"إنَّ خطر عقد اجتماعٍ ثنائي وجهاً لوجه هو أن يوافق ترمب عن جهل أو تضليل على شيءٍ ما، ويحتاجون إلى الرجوع عنه مرةً أخرى"، حسب ما يقول مايكل ماكفول، سفير الولايات المتحدة السابق لدى موسكو.

وأضاف: "التخوف الثاني، وأعتقد أنَّه الأقل احتمالاً، هو أنَّه يصنع السياسة بالفعل في الاجتماع. إنَّه رئيس الولايات المتحدة الأميركية، لذلك هو يستطيع القيام بذلك. يجب أن أخمن أنَّهم يستعدون لموقفٍ كهذا".

ويقول ألكسندر فيرشبو، سفير الولايات المتحدة السابق لدى روسيا، إن بوتين ذكي للغاية في تقديم نسخة مشوهة من التاريخ حول بعض هذه القضايا الجوهرية. "بإمكانه أن يحرِّك ترمب في تغيير موقفه أو إسقاط مواقع الولايات المتحدة الدائمة إذا كان وحيداً معه لفترة طويلة جداً"، حسبما نقلت عنه صحيفة The New York Times .

خاصة أن ترمب يبدو كأنه يكنّ مشاعر خاصة تجاه بوتين

يرى البعض في الولايات المتحدة، أن ترمب يدرب جمهوره تدريجياً على كراهية الناتو والإعجاب ببوتين، وهو عكس المواقف التقليدية للجمهوريين، الذي يعادون الروس عادة.

والجهود التي يبذلها ترمب لتدريب القاعدة الجمهورية لتبني وجهة نظره منذ فترة طويلة حول الناتو وروسيا قد أثمرت، فوفقاً لاستطلاع حديث، فإن 40% فقط من الجمهوريين يعتقدون أن على الولايات المتحدة أن تبقى في حلف الناتو، في حين أن 56% من الجمهوريين يعتبرون علاقة ترمب مع فلاديمير بوتين جيدة للولايات المتحدة.

وظهرت رغبة ترمب بشكل واضح في الطريقة التي يتحدث بها مع مؤيديه. ففي مسيرة في ولاية نورث داكوتا قبل أكثر من أسبوعين، قال: "في بعض الأحيان يكون أسوأ أعدائنا هم من يسمون بأصدقائنا أو حلفائنا، أليس كذلك؟".

وفي مسيرة انتخابية مؤخراً، رفض ترمب المخاوف بشأن الاجتماع المرتقب، مستهزئاً بالمشكّكين بشأن بوتين، وسخر  من المتخوفين من تاريخ بوتين الاستخباراتي عبر تغيير نبرة صوته قائلاً "بوتين هو كي جي بي". (بوتين عمل في الواقع في الكيه جي بي). وقال: "أنت تعرف ماذا، قال بوتين إنه على ما يرام. نحن جميعاً بخير، نحن جميعاً ناس".

وبالطبع المفارقة أن "نحن جميعاً بخير، نحن جميعاً ناس"، ليست المقاربة المعتادة من الرجل الذي يريد إنشاء جدار على حدود المكسيك.

 

حتى إنه يستمع لتحذيراته من الدولة العميقة

كانت إدارة ترمب على كل حال أكثر صرامة ضد روسيا من الرئيس الذي تزدهر علاقته مع بوتين (أو ربما تتكشف). إذ يقال إن بوتين أخبر ترمب بأن "الأخبار المزوّرة"، و"الدولة العميقة" تتآمران ضدهما. كما ورد أن ترمب أعرب لبوتين عن رغبته في علاقات أفضل.

وتحدَّث السيد ترمب بصراحة عن إعادة روسيا إلى مجموعة السبعة، نادي الديمقراطيات الصناعية الذي طُرد منها في عام 2014، بعد أن ضم بوتين شبه جزيرة القرم.

في ضوء تصرفات بوتين في أوكرانيا وسوريا، وتدخله في الانتخابات الأميركية، فإن السؤال الملح هو: لماذا يمنح ترمب روسيا الكثير من الفضاء الآمن؟ هو لغز، حسب وصف صحيفة USA Today الأميركية.

ولكن هناك سؤال أخطر تطرحه القمة.

والآن السؤال: هل يخدع بوتين ترمب أم يعقدان صفقة سرية على حساب الناتو؟

إثارة أزمة دبلوماسية مع الناتو، تبدو هذه أسوأ المخاوف الغربية من القمة الأميركية الروسية.

وقبل القمة بين ترمب وشركائه في الناتو، تحدثت تقارير أن مسؤولين كباراً في الناتو يشعرون بالقلق من أن يبدأ ترمب في إجراء محادثات مع بوتين، حول "إعادة رسم المشهد الأمني" في جميع أنحاء أوروبا إذا أخفق أعضاء الحلف في الامتثال لمطالبته بتعزيز الإنفاق الدفاعي، حسب ما أوردته صحيفة The Telegraph البريطانية، نقلاً عن مصادر عسكرية ودبلوماسية.

 وتركَّزت هذه المخاوف في أن يعرض ترمب تخفيض الوجود العسكري الأميركي في أوروبا، في مقابل تطمينات بوتين بأن روسيا ستستخدم نفوذها على إيران "للمساعدة في ضمان انسحاب القوات الإيرانية من سوريا".
وهي صفقة تشبه التي تلك سبق أن طرحها ولي عهد أبوظبي، رجل الإمارات القوي، محمد بن زايد، قبل تولي ترمب السلطة.
وذكر مصدر دبلوماسي لصحيفة The Telegraph البريطانية، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول إقناع نظيرته البريطانية تيريزا ماي وترمب بالحاجة إلى مساعدة بوتين.

وتصل مخاوف البعض من أن يعيد ترمب توجيه السياسة الخارجية الأميركية بالكامل. ورغم أنه قد يبدو غريباً أن يتمكن رجل واحد من القيام بذلك، خاصة إذا لم يكن أي شخص تقريباً في إدارة ترمب، أو في صفوف المهنيين السياسيين في الحزب الجمهوري يشاطره هدفه المتمثل في التخلي عن حلف الناتو أو مغازلة روسيا.

ومع ذلك فقد أظهر ترمب القدرة على قيادة قاعدته أينما أراد أن يأخذها. وحيث ذهبت القاعدة، تبعها الحزب في نهاية المطاف.

كما أن هناك بعض القلق من أن ترمب سيبحث بطريقة ما عن طريقة لتأييد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، أو التقليل من نشاطاتها في شرقي أوكرانيا، أو على الأقل التخفيف من حدة الموقف الأميركي في هذه الأزمة.

وهكذا يمكن أن تخرج القمة بأقل الخسائر

يبدو أن ترمب يعتقد أنه قادر على القيام بصفقات مع بوتين. لكن ليس من الواضح على الإطلاق أن هناك أي صفقات يتعين القيام بها بشأن أوكرانيا، أو العقوبات أو الحد من التسلح.

يبرز استقرار سوريا كاستثناء محتمل. يبدو أن ترمب يعتقد أن بوتين قد يقلل من نفوذ إيران هناك، ويسمح لترمب بسحب القوات الأميركية من سوريا، ولكنه أمر غير مضمون.

ويقول آرون ديفيد ميلر، نائب رئيس مركز وودرو ويلسون الدولي للباحثين والمستشار السابق بالخارجية الأميركية، في مقال نشر في صحيفة USA Today: إذا كنا محظوظين حقاً، فإن هذه القمة لن تلحق أي ضرر، وربما بعض الخير بالقفز إلى بدء حوار لمهاجمة الأسباب الكامنة وراء ما تعانيه العلاقات الأميركية الروسية.

لكن في هذه العملية، سوف يمنح بوتين شرعية أكبر حتى في الوقت الذي يواصل فيه أنشطته الخبيثة. وسيترك حلفاء أميركا وهم مرعوبون بشأن الاجتماع، وهم يتساءلون ماذا قد يكون ترمب قد اعترف به لبوتين، وما إذا كانت سياسته مع روسيا سوف تقوض مصالحها، وكذلك مصالح أميركا.

علامات:
تحميل المزيد