الغضب يتوسع داخل العراق.. احتجاجات متصاعدة رفضاً لسوء الخدمات وقلة فرص العمل

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/14 الساعة 21:13 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/14 الساعة 21:13 بتوقيت غرينتش
أستراليا تقر بقتل مدنيين في ضربة على الموصل قبل عامين

فرضت قوات الأمن العراقية، السبت 14 يوليو/تموز 2018، حظر التجوال في محافظات البصرة وكربلاء والنجف ذات الأكثرية الشيعية جنوبي البلاد، في مسعى للسيطرة على احتجاجات متصاعدة على سوء الخدمات وقلة فرص العمل، وفق مصدر أمني.

وقال ضابط برتبة مقدم في قيادة العمليات المشتركة (تتبع وزارة الدفاع) للأناضول: إن السلطات الأمنية فرضت حظر التجوال في البصرة وكربلاء والنجف إلى آشعار آخر غير مسمى.

وأشار الضابط، الذي طلب عدم نشر اسمه كونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام، إلى أن "هذا القرار يأتي للحفاظ على الممتلكات العامة والأمن في تلك المحافظات، وذلك بعد تصاعد وتيرة العنف التي رافقت الاحتجاجات الشعبية".

وأضاف المصدر أن "التظاهرات أخذت منحى غير سلمي؛ لذلك تم فرض الحظر تجنباً لوقوع مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن".

وفي محافظة كربلاء، اقتحم المئات من المتظاهرين، اليوم، مبنى مجلس المحافظة وسط المدينة، مرددين شعارات مناهضة للحكومة الاتحادية ومسؤولي الإدارة المحلية في المحافظة.

وقال عبد الله الحسيني، أحد المتظاهرين، في اتصال مع الأناضول: إن "المئات اقتحموا مبنى مجلس محافظة كربلاء، احتجاجاً على سنوات طويلة من المعاناة والشكاوى التي لم يكترث لها أي مسؤول في المحافظة".

وكانت التظاهرات الشعبية المطالبة بالخدمات وفرص العمل قد تجددت اليوم في محافظات البصرة وبابل وكربلاء والنجف.

وتأججت الاحتجاجات في البداية من محافظة البصرة، التي تعد مركز صناعة النفط في العراق، الأحد الماضي، إثر مقتل محتج وإصابة 3 آخرين جراء ما قال محتجون إنه "إطلاق نار لجأ إليه الأمن لتفريق متظاهرين" شمالي المحافظة.

وامتدت التظاهرات مساء الجمعة؛ لتشمل محافظات ذي قار وبابل وكربلاء وميسان والديوانية والنجف.

وتتركز مطالب المحتجين على تحسين الواقع المعيشي، وتوفير الخدمات الأساسية من قبيل الماء والكهرباء، ومحاربة الفساد المالي والإداري المتفشي في دوائر الدولة ومؤسساتها، وتوفير فرص عمل للعاطلين.

اقتحام المطار

اقتحم متظاهرون غاضبون، مساء الجمعة 13 يوليو/تموز 2018، مطار النجف الدولي جنوبي العاصمة بغداد، في أول يوم تشهد فيه هذه المدينة تحركاً احتجاجياً مطلبياً على غرار التظاهرات التي بدأت في محافظة البصرة الجنوبية، بحسب ما أفاد مراسل من وكالة فرانس برس.

وقال المراسل الموجود في المكان إن "المتظاهرين دخلوا قاعة الاستقبال في المطار وسط تواجد أمني مكثف".

وتعرضت القوى الأمنية بالضرب لبعض المتظاهرين الذين أصيبوا بجروح ونقلوا إلى المستشفى، فيما واصل آخرون احتجاجهم ووصل بعضهم إلى مدرج المطار، وفق المصدر نفسه، الذي أشار إلى وصول تعزيزات أمنية كبيرة.

وقال مسؤول في مطار النجف لفرانس برس طالباً عدم كشف اسمه إن "المتظاهرين ما زالوا موجودين داخل المطار ويحاولون نصب خيم والاعتصام".

مظاهرات عراقية ضد البطالة
مظاهرات عراقية ضد البطالة

وأكد "إجلاء جميع الطائرات"، مشيراً إلى أن "آخر طائرة كانت في المطار أقلعت بشكل عاجل إلى بغداد".

وتأتي هذه التظاهرة امتداداً لتحرك احتجاجي بدأ قبل أيام في محافظة البصرة الجنوبية، ما اضطر رئيس الوزراء حيدر العبادي للتوجه إلى المنطقة اليوم. وتتواصل التظاهرات في البصرة في جنوب العراق لليوم السادس على التوالي احتجاجاً على البطالة.

وتبلغ نسبة البطالة بين العراقيين رسمياً 10,8 %. ويشكل من هم دون 24 عاماً نسبة 60 بالمئة من سكان العراق، ما يجعل معدلات البطالة أعلى بمرتين بين الشباب.

انسحاب المتظاهرين بعد تسليم مطالبهم

في الوقت ذاته، أعلن محافظ النجف لؤي الياسري عن انسحاب المتظاهرين قرب مجلس المحافظة بعد تسليم مطالبهم.

وقال الياسري، في تصريحات لقناة السومرية (السومرية نيوز) العراقية، إن بعض المتظاهرين حاولوا اقتحام مبنى مجلس المحافظة، وبعد التفاهم معهم، جلسنا معهم وتسلمنا مطالبهم، مبيناً أن تظاهرتهم كانت سلمية.

كانت القوات الأمنية العراقية، قد منعت في وقت سابق اليوم، العشرات من المتظاهرين في محافظة ميسان، من اقتحام مبنى مجلس المحافظة.

ووصل رئيس الوزراء حيدر العبادي، صباح اليوم الجمعة، إلى محافظة البصرة قادماً من العاصمة البلجيكية بروكسل؛ للوقوف على آخر المستجدات الأمنية والتظاهرات الغاضبة التي تشهدها المحافظة.

محاصرة منزل محافظ ذي قار

وقال مصدر في وزارة الداخلية العراقية إن مئات المتظاهرين الغاضبين تجمّعوا أمام منزل محافظ ذي قار، الواقع بمدينة الناصرية، مؤكداً أن المحتجين حاصروا المنزل من جميع الجهات.

وأشار إلى رفض المتظاهرين مغادرة أماكنهم، على الرغم من طلب القوات العراقية منهم ذلك، مبيناً أن الأوضاع هناك تشهد احتقاناً كبيراً، في ظل وجود زيادة ملحوظة في أعداد المتظاهرين.

كذلك لفت إلى أن "القوات العراقية قامت باستخدام القنابل الصوتية، والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين المتجمعين أمام منزل محافظ ذي قار".

وبيّن وجود توتر أمني في محافظة ميسان المجاورة، على خلفية قيام متظاهرين بمحاصرة مبنى مجلس المحافظة، محاولين اقتحامه.

واقتحم المتظاهرون فندق "الشيراتون"، الذي عقد فيه رئيس الوزراء اجتماعه مع زعماء العشائر، والذي لم يتحقق منه شيء، إلا أن مصادر حكومية أكدت أن العبادي كان قد غادر الفندق قبيل اقتحامه، فيما أغلق آخرون بالإطارات والحجارة الطرق الرئيسة لموانئ أم قصر والبصرة على مياه الخليج العربي.

علامات:
تحميل المزيد