ما الذي تخشاه إنكلترا إذا فازت بكأس العالم؟ صحيفة بريطانية تتحدث عن “انقلاب” وكابوس ينتظر اللاعبين 

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/11 الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/11 الساعة 16:38 بتوقيت غرينتش
FILE PHOTO: England manager Gareth Southgate speaks with Harry Kane and team mates at Spartak Stadium, Moscow, Russia - July 3, 2018 REUTERS/Christian Hartmann/File Photo

توقَّع الأمير البريطاني هاري فوزَ المنتخب الإنكليزي بكأس العالم لكرة القدم، في الوقت الذي يستعد فيه الفريق بقيادة المدرب جاريث ساوثجيت لخوض مباراة الدور قبل النهائي أمام كرواتيا، الأربعاء 11 يوليو/تموز 2018.

وأوردت صحيفة The Independent البريطانية تساؤلاً، في حال صعود إنكلترا إلى الدور النهائي، قائلة: هل سيصافح الفريق الإنكليزي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو الرجل المسؤول -أو على الأقل تُحمِّله السلطات البريطانية المسؤولية- عن قتل مواطنٍ بريطاني بسبب غاز الأعصاب.

تضيف الصحيفة: هذا ليس تساؤلاً فارغاً فإنكلترا أصبحت على عتبة أول نهائي لها منذ نصف قرن، وفي خضمّ أزمة دبلوماسية كاملة تدور رحاها. إذ أدان وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد لتوّه الروس، لاستخدامهم مدينة سالزبري البريطانية "مكبَّاً" لأسلحتهم الكيماوية، وأخبر وزير الدفاع غافين ويليامسون الروس أن "يذهبوا بعيداً". وقارن وزير الخارجية البريطاني المستقيل حديثاً بوريس جونسون استضافة روسيا لبطولة كأس العالم بالأولمبياد التي نظَّمها الزعيم الألماني أدولف هتلر.

مع ذلك، فإنَّ هاري كين واللاعبين هناك في روسيا يتجاهلون كلَّ ذلك على نحوٍ صارم. حسناً، لكن ماذا سيحدث حين يتعيَّن عليهم أن يتعاملوا بودٍّ تام مع شبه الديكتاتور العدواني هذا، أيجب أن يصدّوه؟ وهل يمكنهم أن يصدوه؟

حين تعرَّض الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته للهجوم، خرجت دعوات لمقاطعة إنكلترا للبطولة، أو محاولة نقلها من هناك، مع الاعتراف بأنَّ الآمال في حدوث ذلك كانت تقريباً مساوية للآمال المعقودة على تجاوز الفريق لمرحلة ربع النهائي المعتادة. لكن الآن..

انقلاب دعائي عالمي، لكن لصالح بوتين

من المؤكد أنَّه في حال فازت إنكلترا سيكون ذلك انقلاباً دعائياً عالمياً، لكن لصالح بوتين؛ إذ سيكون هو، من بين باقي الشخصيات الرئيسية، الشخص الذي يُسلِّم الفائزين ميدالياتهم وكأسهم، بصفته رأس الدولة والحكومة في الدولة المستضيفة روسيا.

وسيكون الصبي السابق في لجنة أمن الدولة السوفيتية (KGB) هناك يُوزِّع الجوائز، تماماً مثلما فعلت الرئيسة البرازيلية السابقة ديلما روسيف، حين استضافت مدينة ريو دي جانيرو نهائي البطولة السابقة، أو كما فعل الرئيس الجنوب إفريقي زوما في 2010. أو، في هذا الصدد أيضاً، مثلما فعلت الملكة إليزابيث في عام 1966. يضيف تقرير الصحيفة: إنَّكم تأملون ألا يحصل بوتين على الفرصة لتلطيخ كأس بطولة كأس العالم ببعضٍ من غاز الأعصاب نوفيتشوك. لكنَّه ربما يصر بشدة على أنَّ كأس العالم لن "يتم الفوز" بها رسمياً حتى ينتهي الاحتفال كما ينبغي، وهو ما يعني أخذ اللقطة الأهم مع فلاديمير العجوز.

لذا سيكون ذلك حدثاً غريباً، ذلك اللقاء بين ممثلي دولتين، إحداهما يُزعَم أنَّها ترتكب أعمال حرب ضد الأخرى، فضلاً عن الاشتباه في تدخُّلها في استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

ويمكن أن نكون متأكدين من أنَّه لن تكون هناك أي شخصية بريطانية كبيرة هناك على المنصة إلى جانب بوتين؛ لا الأمير وليام، ولا رئيسة الوزراء تيريزا ماي، ولا -أعاننا الله على قول اسمه- بوريس جونسون. ولن تكون هناك حتى تريسي كراوتش (وزيرة الدولة لشؤون "الوحدة" التي يعانيها ملايين البريطانيين). إنَّ أقرب شخصية رفيعة بريطانية يمكن للروس الحصول عليها سيكون نايجل فاراج، الذي هو عملياً نائب في البرلمان الأوروبي عن جنوب شرقي إنكلترا. وسيكون في أول طائرة مُقلِعة باتجاه موسكو، لكن أعتقد أنَّ البعض منا سيعدون ذلك هدفاً ذاتياً من نوعٍ ما. فبالتأكيد لا نرغب في أن نبتلي هذا الجيل الذهبي من اللاعبين به (فاراج).

مع ذلك، يجب علينا أن نمنحهم استقبال الأبطال عند عودتهم، مع تنظيم سلسلة من جولات الحافلة المكشوفة في أرجاء إنكلترا، إلى  جانب منح كل فرد من أفراد الفريق لقب "فارس/knight" على الفور (فلا حاجة لجعل بعضهم ينتظرون عقوداً كما فعلنا مع جيل 1966). فضلاً عن إعلان عطلة إنكليزية عامة (لتخطّي آثار "الخُمار" التي ستصيب المحتفلين).  

ففي نهاية المطاف، ربما يهزمون فرنسا. وقد نمنح هاري كين والمدرب غاريث ساوثغيت عضوية مجلس اللوردات.

 

اقرأ أيضاً


لماذا بثَّت بلجيكا أغنية المنتخب الفرنسي داخل محطات المترو رغم الخسارة المؤلمة؟