هل تذكرون المحتال الأميركي الذي ادَّعى أنه أمير سعودي؟ معلومات جديدة عن طرق خداعه التي نجحت لـ20 عاماً.. وهكذا تمكَّن من اختراق شركة كبرى

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/10 الساعة 11:05 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/10 الساعة 11:05 بتوقيت غرينتش

انكشفت في العام الماضي خدعة رجل من ولاية ميتشغان الأميركية كان يزعم على مدار 20 عاماً أنه أمير سعودي، حينما لاحظ مطوِّر عقاري كان يحاول التقرب إليه أنه يتناول لحم خنزير أبعد ما يكون عن الطعام "الحلال" للمسلمين.

وذكر المدعي العام أن أنطوني جنياك قد ادَّعى على مدار عقدين من الزمن أنه أمير سعودي، ولكنه قادم في الواقع من كولومبيا، وقد تبناه في الصغر زوجان من ولاية ميتشغان.

معلومات جديدة عن الرجل

أصدرت صحيفة Miami Herald تفاصيل جديدة هذا الأسبوع حول التطورات التي أدت إلى القبض على الرجل البالغ من العمر 47 عاماً في نهاية المطاف خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، حينما كان يسافر من لندن إلى نيويورك حاملاً جواز سفر باسم مستعار، صحيفة   Daily Mail البريطانية.

 

ويبدو أن عملية الاحتيال التي يقوم بها جنياك تعود إلى عام 1991، حينما أظهرت مستندات خاصة بإحدى قضايا محكمة ميتشغان ادعاءه أنه أمير سعودي، واحتياله على فندق وعدة شركات بتلك الولاية وسرقة نحو 10 آلاف دولار.

ورغم مواجهة مشكلات مع القانون، استمر بالعيش حياة الأمراء الأثرياء، حيث يقطن بمنزل بجزيرة فيشر بميامي ويمتلك العديد من السيارات الفارهة.

وأظهر جنياك شخصيته البديلة مرة أخرى في مارس/آذار 2017، حينما توجه أحد ممثليه إلى جيفري سوفر من شركة تيرنبيري أسوشيتس لاستثمار 440 مليون دولار في منتجع فاونتن بلو بميامي. واتضح أن ذلك الاستثمار يمثل نحو 30% من إجمالي استثمارات شركة تيرنبيري بالمنتجع، والبالغة حوالي مليار دولار.

وبعد شهرين، عقد جنياك اجتماعه الأول مع سوفر، الذي انتحل خلاله شخصية الأمير السعودي خالد بن آل سعود.

واقتنع سوفر بجذور جنياك الملكية في بداية الأمر.

لاحظ مطور عقاري أن الرجل يتناول الأطباق مع لحم الخنزير الذي لا يأكله المسلمون
لاحظ مطور عقاري أن الرجل يتناول الأطباق مع لحم الخنزير الذي لا يأكله المسلمون

وبصفته مستثمراً محتملاً، تمت دعوة جنياك للإقامة في منتجع فاونتن بلو خلال شهر مايو/آيار، وتوجه إلى الفندق في سيارة فيراري موديل 2016 تحمل لوحات معدنية دبلوماسية (اتضح لاحقاً أنه قام بشرائها من موقع eBay الإلكتروني).

وفي أغسطس/آب، رد جنياك الصنيع بأن دعا سوفر إلى منزله، حيث أطلعه على خطاب ضمان من بنك دبي بمبلغ 600 مليون دولار. واستعرض جنياك أيضاً سيارتين فاخرتين من بين مجموعته، وكلتاهما تحمل لوحات معدنية دبلوماسية.

 وفي وقت لاحق من هذا الشهر، اصطحب جنياك سوفر على طائرته الخاصة إلى آسبن لمناقشة تفاصيل الاتفاق.

 وخلال تلك الرحلة، قام سوفر بمنح جنياك قلادة كارتييه تبلغ قيمتها آلاف الدولارات، بناء على اقتراح أحد شركاء جنياك؛ "نظراً للتشكك في شرف الأمير"، بحسب لائحة الاتهام.

 وخلال تلك الرحلة، قام جنياك بإبلاغ سوفر بضرورة التواصل مع وزارة الخارجية كل بضع ساعات؛ نظراً لمكانته الدبلوماسية.

 وقد تباهى أيضاً بامتيازاته الدبلوماسية الخاصة حينما كان يصطحب سوفر في سيارته.

منتجع فاونتن بلو بميامي
منتجع فاونتن بلو بميامي

 "حينما شكا المطوِّر من تهور جنياك خلال قيادته السيارة، أجاب جنياك بأنه لن يحدث شيء في حالة إيقافه؛ نظراً لحصانته الدبلوماسية"، بحسب ما ورد بالشكوى الجائية.

لحظة كشف الأمر

وفي ذلك الحين بدأ سوفر يتشكك في جنياك، ويرجع ذلك في الأغلب إلى حقيقة أنه رأى الرجل الذي يزعم أنه مسلم يتناول طعاماً به لحم خنزير.

 وأمر سوفر الفريق الأمني بمنتجع فاونتن بلو بالتحّري عن جنياك، وأكد هؤلاء أن جنياك محتال.

 وقدم سوفر لاحقاً المعلومات التي توصل إليها حول جنياك إلى السلطات الفيدرالية، التي شرعت في فتح التحقيقات الخاصة بها.

 وقامت السلطات الفيدرالية بمراجعة اللقطات المصورة في منزل جنياك، وذكرت أن اللوحات المعدنية الدبلوماسية زائفة.

ما الذي عثروا عليه داخل منزله؟

وأُلقي القبض في نهاية الأمر على جنياك في نوفمبر/تشرين الثاني، أثناء سفره من لندن إلى نيويورك منتحلاً شخصية أخرى.

 أدى اعتقاله إلى حصول السلطات بولاية فلوريدا على إذن بتفتيش منزله؛ حيث وجدت بطاقات عمل بعدة أسماء مستعارة ولوحات معدنية دبلوماسية أخرى وشارة أمنية دبلوماسية زائفة وبطاقات ائتمان زائفة وآلاف الدولارات نقداً ووثائق مالية باسم أحد أفراد العائلة الملكية السعودية.

 واعترف جنياك بالذنب في مايو/آيار، في تهمة انتحال شخصية مسؤول حكومي أجنبي أو دبلوماسي أجنبي، وسرقة الهوية والتآمر على الاحتيال.

 ومن المزمع أن تُصدر المحكمة حكمها ضده خلال الشهر القادم.

تحميل المزيد