للمرة الأولى الحكومة اليمنية تعترف بوجود سجون إماراتية.. وزير الداخلية يخرج عن صمته ويطالب بإخضاع “سجون أبوظبي السرية” للنيابة

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/09 الساعة 19:22 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/09 الساعة 19:22 بتوقيت غرينتش

دعا وزير الداخلية اليمني أحمد الميسري، الإمارات إلى ضرورة إغلاق السجون في بلاده، والعمل على إخضاعها للنيابة والقضاء، في إشارة إلى سجون غير شرعية، تُتهم أبوظبي بالإشراف عليها.

جاء ذلك خلال لقائه، الإثنين 9 يوليو/تموز 2018، وزير الدولة الإماراتي لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، بقصر معاشيق في مدينة عدن (جنوب اليمن)، بحسب وكالة سبأ الحكومية.  وحضر اللقاء سفير الإمارات لدى اليمن سالم الغفلي، وقائد قوات التحالف العربي في عدن العميد محمد الحساني.

وتأتي دعوة الميسري غداة نفي نائبه، علي ناصر لخشع، صحة تقارير إعلامية عن وجود سجون غير شرعية في محافظتي عدن (جنوب) وحضرموت (جنوب شرق). وتُتهم أبوظبي بالإشراف على سجون غير شرعية باليمن، وخاصة في المناطق المحررة من الحوثيين بالجنوب، عبر فصائل مسلحة تابعة لها.

إغلاق السجون وإخضاعها للنيابة والقضاء

وأكد الميسري للوزيرة الإماراتية ضرورة "إغلاق السجون، والعمل على خضوعها للنيابة والقضاء، واستكمال معالجة ما تبقى من أمور وإشكاليات في هذا الملف".

وشدد على "ضرورة توطيد ورفع مستوى الشراكة بين البلدين في المجال الأمني، وذلك تأكيداً لنتائج زيارته للإمارات ولقاءاته مع القيادات الأمنية (في يونيو/حزيران 2018) وما تمخض عنها من تفاهمات لتطوير أداء العمل الأمني في المناطق المحررة (من الحوثيين)".

من جانبها، قالت ريم الهاشمي: "إنها ستولي الاهتمام للنقاط كافة التي تمت مناقشتها؛ للعمل معا لتجاوز الصعوبات والعراقيل كافة التي تواجه الحكومة الشرعية في أداء مهامها على أكمل وجه بهذه المرحلة المعقدة التي يمر بها اليمن"، من دون مزيد من التفاصيل.

وحسب منظمات دولية حقوقية منها "هيومن رايتس ووتش"، فإن العديد من مرافق الاحتجاز غير الرسمية والسجون السرية توجد بمحافظة عدن، وسط إجراءات أمنية تمنع أهالي المعتقلين من زيارة أبنائهم، وتكتُّم كبير من الأجهزة الأمنية في المحافظة على أعداد السجناء وأماكن احتجازهم.

جرائم تعذيب على شاكلة "أبو غريب"

وكشفت وكالة Associated Press، في وقت سابق، جرائم تعذيب بسجون تشبه ما حدث في "أبو غريب"، يقوم بها ضباط إماراتيون بحق يمنيين في العاصمة المؤقتة عدن، تضمَّنت ممارسات اللواط وتصوير الضحايا عرايا وصعق الأعضاء التناسلية لهم.

ويقول تقرير الوكالة إن 15 ضابطاً وصلوا إلى أحد السجون جنوب اليمن بوجوه عليها أغطية الرأس، وأمروا المعتقلين أن يصطفّوا في خط مستقيم ويخلعوا ملابسهم ويستلقوا على الأرض. يضيف تقرير Associated Press: "قام الضباط بتفتيش التجويف الشرجي لكل سجين، وادَّعوا أنهم كانوا يبحثون عن الهواتف الخلوية المحظورة المهربة إلى داخل السجن!

صرخ الرجال وبكوا. أما أولئك الذين قاوموا، فقد هُدِّدوا بنباح الكلاب وضُربوا حتى سالت دماؤهم".

تعرض المئات من المعتقلين لإيذاء جنسي مماثل خلال ذلك الحدث الذي وقع في العاشر من شهر مارس/آذار 2018، بسجن "بئر أحمد" في مدينة عدن الجنوبية، وفقاً لـ7 شهود أجرت وكالة Associated Press معهم مقابلات. وتقدِّم أوصاف الاعتداءات الجماعية التي تعرضوا لها نافذة على عالم من التعذيب الجنسي والإفلات من العقوبة في السجون، التي تسيطر عليها الإمارات في اليمن.

 الولايات المتحدة لا تستطيع التعليق

تقدَّمت وكالة Associated Press أولاً باستجواب إلى البنتاغون بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها دولة الإمارات قبل عام. ولكن على الرغم من التقارير الموثقة جيداً لعمليات التعذيب التي أبلغت عنها الوكالة وجماعات حقوق الإنسان وحتى الأمم المتحدة، فإن الميجور أدريان رانكين غالاوي، المتحدث باسم البنتاغون، صرَّح بأن الولايات المتحدة لم تجد أي دليل على إساءة معاملة المعتقلين في اليمن.

وقال: "إن القوات الأميركية مُطالَبة بالإبلاغ عن أي ادعاءات ذات مصداقية بشأن إساءة معاملة المعتقلين. إلا أننا لم نتلقَّ أي ادعاءات موثوقة تثبت المزاعم الواردة في السؤال/القصة التي طرحتها".

واعترف المسؤولون الأميركيون بأن القوات الأميركية تتلقَّى معلومات استخباراتية من الشركاء الإماراتيين، وشاركت في عمليات الاستجواب باليمن. لكن رانكين غالاوي قال إنه لا يستطيع التعليق على عملية تبادل المعلومات الاستخبارية مع الشركاء.

وأضاف: "من المتوقع أن يلتزم موظفو وزارة الدفاع بأعلى معايير السلوك الشخصي والمهني". ولم يستجب المسؤولون من دولة الإمارات لطلبات التعليق والرد.

18 سجنا سريا تحت تصرف الإمارات

خلال حرب اليمن الأهلية التي دامت 3 سنوات، سيطرت القوات الإماراتية، التي يُزعم أنها تقاتل نيابة عن الحكومة اليمنية، على مساحات واسعة من الأراضي والبلدات والمدن في الجنوب. واعتقلت مئات الرجال في شبكة تضم ما لا يقل عن 18 سجناً سرياً؛ للاشتباه في أنهم من مقاتلي تنظيمي "القاعدة" أو "الدولة الإسلامية". وقد اعتُقل السجناء دون توجيه اتهامات أو أجراء محاكمات.

وتعتبر الإمارات حليفاً رئيسياً للولايات المتحدة، التي كُشف عن سجونها السرية وعمليات التعذيب التي تقوم بها على نطاق واسع، من خلال التحقيق الذي أجرته وكالة Associated Press، في شهر يونيو/حزيران 2018. ومنذ ذلك الحين، حددت الوكالة ما لا يقل عن 5 سجون تستخدم فيها قوات الأمن التعذيب الجنسي للقمع الوحشي للسجناء وتحطيم معنوياتهم.

وتواجه الإمارات اتهامات تصاعدت حدتها مؤخراً، بالعمل على إضعاف سلطة الحكومة الشرعية في المناطق التي يُفترض أنها خاضعة لها، وامتلاك أهداف خفية باليمن، وإنشاء "جيوش مناطقية"، خارج مظلة "الشرعية".


اقرأ أيضا

اغتصاب معتقلين وتصويرهم عرايا وصعق أعضائهم التناسلية.. أسوشيتد برس تكشف ممارسات تقشعر لها الأبدان من قبل ضباط إماراتيين بحق سجناء في اليمن

تحميل المزيد