في قرار مفاجئ، منعت السلطات السعودية خروج سيارات الدفع الرباعي والمعدات الثقيلة من أراضيها باتجاه اليمن، عبر منفذ الوديعة البري. وقالت وزارة شؤون المغتربين اليمنيين، مساء الجمعة 6 يوليو/تموز 2018، في بيان اطلع عليه "عربي بوست"، إن "الأشقاء في المملكة العربية السعودية اتخذوا قراراً بمنع خروج جميع سيارات الدفع الرباعي والمعدات الثقيلة (كالشاحنات، والرافعات، والجرافات)، سواءً عبر التربتيك (خروج سياحي مؤقت)، أو التصدير (خروج نهائي)".
وعلى الرغم من أن الجانب السعودي لم يكشف حتى الآن عن السبب الحقيقي لهذا الإجراء، فإن ياسين التميمي، الكاتب والمحلل السياسي، قال إن السعودية تتخوف من دخول عربات الدفع الرباعي إلى اليمن وانتقالها بعد ذلك لتقع في يد الحوثيين، الذين يستخدمونها في تسهيل حركة التنقل بين جبال اليمن وتسهيل الوصول إلى الحدود السعودية وإطلاق الصواريخ على الداخل السعودي.
وقالت وزارة شؤون المغتربين اليمنيين إن "الوزارة ستتواصل مع الجهات المعنيَّة في السفارة والمملكة لمعرفة ذلك، والنزول الميداني للمَنفذ؛ للاطلاع على الوضع، والسعي للتخفيف من معاناة المسافرين". ولفت البيان إلى أنه "لا يوجد حالياً أي إيقاف للقرار أو استثناءات من قِبل الأشقاء في السعودية".
وقال التميمي في تصريح خاص لـ"عربي بوست"، إن من المفارقة أن الحوثيين استطاعوا قبل إسقاط مدينة صنعاء، الحصول على الآلاف من عربات الدفع الرباعي التي تسلّموها من السعودية والإمارات من أجل تقويض سلطات الرئيس الراحل علي عبد الله صالح.
وكشف أن السعودية تآمرت مع الحوثيين في عام 2014 وأدخلت لهم كل أنواع السيارات والأسلحة والصواريخ؛ من أجل القضاء على حالة الثورة، ومساعدتهم في التصدر للمشهد السياسي، وقد انقلب السحر على الساحر، على حد قول التميمي.
وأوضح المحلل اليمني أن التحالف يسيطر على الموانئ اليمنية كافة ويمنع وفق قائمة كبيرة عشرات الأنواع من الأصناف، سواء الأغذية أو النفط أو الأسمدة، دخولها إلى اليمن، ما أصاب حياة اليمنيين بالشلل.
في حين قالت وسائل إعلام يمنية وناشطون إن القرار بدأ تطبيقه منذ مساء الخميس 5 يوليو/تموز 2018، من قِبل السلطات السعودية في منفذ الوديعة البري بين اليمن والسعودية، دون معرفة الأسباب.
وبات منفذ الوديعة البري بمحافظة حضرموت (شرق)، المنفذ البري الوحيد بين اليمن والسعودية، بعد إغلاق منفذ "الطوال" السعودي، منتصف 2015.