تكشفت اليوم الجمعة 6 يوليو/تموز 2018، ملامح الاتفاق بين نظام بشار الأسد، وفصائل المعارضة في جنوب سوريا، وقال متحدث باسم المعارضة السورية إن اتفاقاً لوقف إطلاق النار بوساطة روسية في المناطق الشرقية من محافظة درعا سيشمل انسحاب قوات الحكومة من عدة بلدات في الجنوب.
وذكر المتحدث باسم "غرفة عمليات الجنوب السوري" إبراهيم الجباوي، أن الاتفاق ينص على نشر قوات محلية ستشرف عليها روسيا وهي من ستتولى السيطرة في تلك المناطق التي ستخرج منها قوات النظام.
وأشار الجباوي إلى أن فصائل المعارضة توصلت إلى اتفاق مع روسيا، يقضي بتسليم الفصائل لسلاحها على مراحل، ونشر أفراد من الشرطة العسكرية الروسية قرب الحدود مع الأردن، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز.
ونشرت قناة "روسيا اليوم"، ما قالت إنها نسخة عن الاتفاق الذي توصلت إليه فصائل المعارضة جنوب سوريا مع النظام، بضمانات روسية.
ونص الاتفاق على 8 نقاط رئيسية، وهي:
1- وقف إطلاق النار في درعا يبدأ اليوم (الجمعة) والفصائل المسلحة تسلم سلاحها الثقيل والمتوسط بجميع المدن والبلدات.
2- يحق لجميع المسلحين (من فصائل المعارضة) بتسوية أوضاعهم بضمانات روسية.
3- يمكن لمن لم يرغب من المسلحين بتسوية أوضاعهم مغادرة الجنوب السوري مع أفراد عائلاتهم إلى إدلب.
4- تسليم مواقع فصائل المعارضة المسلحة على طول خط الجبهة مع "داعش" للجيش السوري.
5- يستطيع جميع الأهالي الذي خرجوا من مدنهم وبلداتهم العودة إليها بضمانات روسية.
6- تسليم جميع نقاط المراقبة على طول الحدود السورية الأردنية لتكون تحت سيطرة الحكومة السورية.
7- يرفع العلم السوري وتعود المؤسسات للدولة بعد خروج غير الراغبين بتسوية أوضاعهم.
8- يتم حل مشكلة المنشقين والمتخلفين عن خدمة العلم وإعطاؤهم فترة تأجيل لمدة ستة أشهر.
النظام يعود للحدود مع الأردن
ويأتي هذا التوصل إلى الاتفاق، في وقت سيطرت فيه قوات النظام السوري الجمعة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، بعد أكثر من 3 سنوات من خسارته، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن "آليات تابعة للشرطة العسكرية الروسية يرافقها ممثلون عن الإدارة الحكومية السورية للمعابر دخلت المعبر من دون قتال".
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا "رفع علم الجمهورية العربية السورية على معبر نصيب"، من دون أي تفاصيل اضافية.
وجاءت السيطرة على المعبر بعد وقت قصير من اعلان متحدثين باسم الفصائل المعارضة عن قرب التوصل إلى اتفاق مع الجانب الروسي لوقف المعارك.
استئناف المفاوضات
وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، عادت الفصائل المعارضة في جنوب سوريا إلى طاولة المفاوضات مع الجانب الروسي، غداة قصف سوري وروسي استهدف مناطق سيطرتها.
وتجري موسكو أبرز حلفاء الأسد مفاوضات مع الفصائل بما يضمن عودة قوات النظام إلى الجنوب السوري، المنطقة الاستراتيجية المحاذية لكل من الأردن ومرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
وتعثرت جولة التفاوض الأخيرة الأربعاء الماضي، مع رفض الفصائل طلب روسيا التخلي عن سلاحها الثقيل دفعة واحدة. وإثر ذلك، نفذت الطائرات السورية والروسية غارات جوية كثيفة على بلدات عدة تحت سيطرة الفصائل، استخدمت فيها البراميل المتفجرة والصواريخ، ما دفع المقاتلين للعودة إلى طاولة المحادثات.
وغالباً ما تتضمن اتفاقات "المصالحة" التي تؤدي إلى وقف القصف والمعارك، استسلام مقاتلي المعارضة وتسليم سلاحهم الثقيل والمتوسط وإخراج من يرغب منهم مع المدنيين إلى شمال سوريا، على غرار ما جرى في الغوطة الشرقية قرب دمشق في أبريل/نيسان.
واجتاح الهجوم الذي يدعمه الطيران الروسي المناطق الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة في درعا في الأسبوعين الماضيين مما قلص أحد آخر معاقل المعارضة في أنحاء سوريا.
وأمس الخميس حثت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين الأردن على فتح حدوده أمام السوريين الفارين من المعارك والضربات الجوية المكثفة. وقالت إن القتال تسبب في نزوح أكثر من 320 ألفاً تجمع نحو 60 ألفاً منهم عند المعبر الحدودي مع الأردن بينما تكدس الآلاف عند الحدود مع هضبة الجولان المحتلة.
ومن جانبه، قال المجلس النرويجي للاجئين إن تلك هي أكبر موجة نزوح منذ اندلاع الحرب السورية قبل أكثر من سبعة أعوام.