حرب تجارية “شاملة” بين أميركا والصين على الأبواب.. لكن دعونا نعرف من سيتأذى بسببها ومن سيستفيد منها

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/05 الساعة 17:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/05 الساعة 17:55 بتوقيت غرينتش
Imagen de archivo. El presidente de EEUU, Donald Trump, y el presidente de China Xi Jinping en la Ciudad Prohibida en Beijing, China, el 8 de noviembre de 2017. REUTERS / Jonathan Ernst

قضت الولايات المتحدة والصين أسابيعَ تهدد كلٌ منهما الأخرى بفرض رسومٍ جمركية مرتفعة على بضائع تُقدر بمليارات الدولارات، في إجراءاتٍ قد تثير حرباً تجارية شاملة إذا طُبِقَت.

وحسب وكالة CNN الأميركية، فإنه بصرف النظر عن الأضرار التي قد تلحق بالعلاقات التجارية بين أقوى اقتصادين في العالم، فإنَّ التداعيات الناجمة عن مثل هذا الصراع يمكن أن تخلق خاسرين آخرين، وفائزين أيضاً.

تبيع العديد من الدول الآسيوية بضائع للصين، تُستخدم في صناعة منتجات تُصَدَّر إلى الولايات المتحدة. وكتب خبراء الاقتصاد في شركة Capital Economics البريطانية للاستشارات والأبحاث الاقتصادية، في مذكرةٍ بحثية: "أيُّ تصعيدٍ في التوترات التجارية يؤدي إلى هبوطٍ كبير في الواردات الأميركية من الصين سيكون له تأثيرٌ كبير، ليس فقط على الصين، ولكن على دولٍ أخرى مثل تايوان وماليزيا، اللتين تصدران الكثير من السلع الوسيطة إلى الصين".

هذه الدول الآسيوية ستكون من أكبر الخاسرين

وستواجه اليابان، التي تعتمد على الولايات المتحدة في 19% من صادراتها وعلى الصين في 19% أخرى، تأثيراً مباشراً منخفضاً نسبياً من الرسوم التجارية، حسبما ذكر مارسيل تيليانت، الخبير الاقتصادي البارز بشركة Capital Economics، لكنَّه أضاف أنَّ اقتصاد البلاد يمكن أن يتأثر بشكلٍ كبير بتذبذب سوق الأسهم وتقلبات الين الياباني إذا تصاعدت التوترات التجارية.

دول آسيوية كثيرة ستتضرر بسبب الحرب التجارية
دول آسيوية كثيرة ستتضرر بسبب الحرب التجارية

وستكون كوريا الجنوبية، التي تعد كل من الصين والولايات المتحدة من بين أكبر شركائها التجاريين، أحد أكبر الخاسرين في حال اندلعت حربٌ تجارية بين البلدين.

قال تشوا هان تنغ، رئيس قسم المخاطر في دول آسيا بشركة BMI البريطانية للأبحاث والتحليلات الاقتصادية، لشبكة CNN الأميركية: "من المرجح أن تتأثر الاقتصادات الآسيوية بشكلٍ كبير في حالة اندلاع حرب تجارية شاملة؛ إذ تعتمد هذه الدول على الصادرات، وتُعد من الموردين الرئيسيين للمكونات إلى الصين".

وتقول شركة BMI إنَّ المراكز المالية الكبرى مثل هونغ كونغ وسنغافورة، والتي تعتمد بدرجةٍ كبيرة على قطاع الصناعات التحويلية الصيني، من شأنها أن تعاني أيضاً إذا تصاعدت التوترات التجارية.

ويمكن لآثار الحرب التجارية أن تمتد أكثر إلى الغرب أيضاً

إذ نُقِل عن بينوا كور، عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، قوله الأسبوع الماضي، إنَّ المخاوف من اندلاع حربٍ تجارية بين الولايات المتحدة والصين تزيد من تكاليف الاقتراض وتُخفِّض أسعار الأسهم.

وحذرت شركاتٌ عالمية، مثل شركة BMW الألمانية لصناعة السيارات، أيضاً، من أنَّ حرباً تجارية بين الولايات المتحدة والصين ستجتاح العالم.

وقالت الشركة في بيانٍ لها: "يُعد الوصول إلى الأسواق دون عوائق عاملاً رئيسياً، ليس فقط لنموذج أعمالنا، لكن أيضاً للنمو والرفاهية والتوظيف في الاقتصاد العالمي. أي تصعيد إضافي للصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين سيكون مضراً لكل أصحاب المصالح".

وقال غوراف ساروليا، مدير قسم الاستراتيجية الكلية العالمية بشركة Oxford Economics البريطانية، في مذكرةٍ، إنَّ الخطر الحقيقي ينبع من المزيد من التصعيد، خاصةً إذا استهدفت الولايات المتحدة المنتجات الإلكترونية الصينية.

وأضاف أنَّه يمكن أن تكون هناك خسارة كبيرة في النمو على جميع الأصعدة إذا خرجت هذه المناوشات التجارية عن السيطرة.

الوضع قد ينعكس إيجابا على علاقة الصين بدول الشرق الأوسط تجاريا
الوضع قد ينعكس إيجابا على علاقة الصين بدول الشرق الأوسط تجاريا

في المقابل هناك من سيستفيد من "الحرب"

لن يخسر الجميع من اندلاع حربٍ تجارية بين البلدين؛ فبعض المناطق يمكن أن تستفيد من الهبوط في صادرات البضائع الأميركية، مثل فول الصويا. وكانت الصين هي المشتري الأكبر لفول الصويا من الولايات المتحدة العام الماضي (2017)، وفقاً لوزارة الزراعة الأميركية.

وقال هان تنغ: "بالنظر إلى أنَّ احتياجات الصين من الواردات الزراعية غير مرنة بشكلٍ عام، ستكون هناك -على الأرجح- إعادة توزيع في التدفق التجاري، الذي يمكن أن يدفع الصين لاستيراد فول الصويا من أميركا الجنوبية بدلاً من الولايات المتحدة".

كما يمكن أن تؤدي الرسوم الجمركية التي اقترحتها الصين على واردات الوقود الأحفوري من الولايات المتحدة إلى فوز الشرق الأوسط بحصةٍ أكبر من التجارة الصينية.

وتحصل الصين بالفعل على معظم وارداتها من البولي إيثيلين من الشرق الأوسط، وفقاً لبنك Goldman Sachs الأميركي، ويمكن أن تزيد من اعتمادها على دول الشرق الأوسط إذا قررت فرض ضرائب على الإمدادات الأميركية. وقال محللون بالبنك إنَّ الولايات المتحدة تمثل حالياً أقل من 5% من واردات الصين من البلاستيك المستخدم، ولكن من المتوقع أن يزداد هذا الرقم 3 أضعاف على مدى العامين المقبلَين إذا لم تُفرَض رسومٌ جمركية.

وأضاف المحللون أنَّه في حين أنَّ كوريا الجنوبية معرَّضة للخطر، فإنَّه يمكنها أيضاً الاستفادة من حاجة الصين الهائلة للبولي إيثيلين، مع وضع شركاتٍ كورية مثل Lotte Chemical وLG Chem بين الموردِين المحتملِين.


اقرأ أيضا

الليلة، ترمب يضغط على الزناد لإطلاق شرارة الحرب التجارية بين أكبر قوتين.. ومخاوف من هزة تضرب الاقتصاد العالمي

علامات:
تحميل المزيد