السجناء مقابل العسكريين وتخفيف الحصار عن قطاع غزة.. حماس تسلم “الوسيط” بعضاً من مطالبها للتفاوض مع إسرائيل

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/05 الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/05 الساعة 14:33 بتوقيت غرينتش

كشف مسؤول إسرائيلي بارز، أن تل أبيب تبذل جهوداً لبدء محادثات مع حركة "حماس" الفلسطينية، لضمان إطلاق إسرائيليين محتجزين في غزة منذ العام 2014. وقال جلعاد أردان، وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، إن "إسرائيل تبذل جهوداً لبدء محادثات مع حماس، لضمان إطلاق سراح المواطنين الإسرائيليين وبقايا جنود الجيش الإسرائيلي".

لكن أردان رفض في حديث، الخميس 5 يوليو/تموز 2018، مع الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، الكشفَ عن الدولة الوسيطة التي تجري من خلالها المحادثات.

وقال أردان: "دون التطرُّق إلى أي قناة دبلوماسية، يمكنني القول إنني تلقَّيت مؤخراً تحديثاً حول هذه المسألة، إن دولة إسرائيل والمبعوث الذي تم تعيينه لهذا الأمر، وهو المسؤول السابق في جهاز الأمن العام (الشاباك) يارون بلوم، يبذلان كلَّ جهد من خلال القنوات الدبلوماسية، لمحاولة بدء محادثات، مفاوضات مع حماس، وليس مباشرة بالطبع، لإعادة جنودنا، ولكن من خلال قناة سياسية".

ألمانيا هي الوسيط الذي يسعى لإتمام صفقة تبادل الأسرى

إلا أن ثمة مصادر غربية كشفت لصحيفة "الحياة"، أن ألمانيا شرعت في عقد لقاءات واتصالات مع "حماس" منذ نحو ثلاث سنوات، في محاكاة للدور الذي لعبته في إنجاح المفاوضات الخاصة بإطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير غلعاد شاليط عام 2011، في مقابل 1050 أسيراً فلسطينياً.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أشارت إلى أن المحادثات قد تكون تجري عبر مصر أو ألمانيا. وتقول إسرائيل إن حركة "حماس" تحتجز جنديين إسرائيليين تعتقد أنهما قُتلا، ومواطنين إسرائيليين آخريْن منذ العام 2014.

وسبق لمسؤولين في حركة "حماس" أن أعلنوا أنهم لن يخوضوا مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل حول الإسرائيليين، إلا في حال الإفراج أولاً عن عشرات المعتقلين الذين تم اعتقالهم في العام 2015، بعد أن تم الإفراج عنهم في صفقة تبادل جرت في العام 2011.

وهذه هي المرة الأولى التي يقول فيها مسؤول إسرائيلي كبير، إن الحكومة الإسرائيلية على استعداد للتفاوض بشكل غير مباشر مع "حماس"، حول الإسرائيليين في غزة.

وسبق أن قالت إسرائيل إنها على استعداد لتقديم بوادر إنسانية تجاه غزة، وليس الإفراج عن معتقلين مقابل الإسرائيليين المحتجزين.

وظهرت عائلة الجندي الإسرائيلي هدار غولدين في عدة مناسبات مؤخراً، مطالبة الحكومة الإسرائيلية بالتحرك.

وفي هذا الصدد قال أردان: "أنا أتفق مع عائلة غولدين، التي دعت إسرائيل باستمرار إلى بذل كل ما بوسعها للإثبات لحماس أن احتجاز الجنود ليس مكسباً، بل هو عبء على حماس".

حماس سمحت لألمانيا بسبب تاريخها الناجح في إنجاح صفقات سابقة مع إسرائيل

وقالت صحيفة الحياة، إن ألمانيا "منخرطة" في مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس"، حول صفقة محتملة لتبادل أسرى، يتم بموجبها إطلاق أربعة أسرى إسرائيليين، في مقابل أسرى فلسطينيين.

وكان الوسيط الألماني إرنست أورلاو انخرط في "صفقة شاليط"، التي أطلقت عليها "حماس" تسمية صفقة "وفاء الأحرار"، بعد أسر الجندي الإسرائيلي في عملية فدائية نوعية نفَّذها مقاتلون من الحركة، ومن "لجان المقاومة الشعبية" و"جيش الإسلام"، في موقع عسكري إسرائيلي قرب معبر كرم أبو سالم، جنوب شرقي مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، في 25 يونيو/حزيران 2006.

وتمت عملية التبادل، التي أشرفت عليها مصر، في 18 أكتوبر/تشرين الأول 2011، من خلال تسليم شاليط في معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر، في حين وصل الأسرى الفلسطينيون إلى القطاع على متن حافلات.

وقالت المصادر إن مبعوثين ألماناً زاروا غزة مرات عدة في سرية تامة، وعقدوا اجتماعات مع عدد من قادة "حماس"، ممن كُلفوا بالتفاوض مع إسرائيل عبر طرف ثالث، للبحث في سبل إتمام صفقة التبادل. وأوضحت أن الاتصالات واللقاءات تتم على مستوييْن، الأول من خلال التمثيل الدبلوماسي الألماني في فلسطين وإسرائيل، والثاني من خلال وسيط ألماني جديد كُلّف هذه المهمة، ويعمل من العاصمة برلين.

ولم تعطِ المصادر أيَّ تفاصيل أو إيضاحات عن مدى التقدم في المفاوضات، لكنها أكدت أن إسرائيل ومصر تضعان ثقتهما في وساطة ألمانيا، التي يتمثل دورها في التوصل إلى تفاهمات على تفاصيل الصفقة وأعداد الأسرى وغيرها، في حين ستقوم مصر، التي تتابع كل هذه المفاوضات والخطوات بدقة، في "إخراج" الصفقة والإشراف على عمليات التسلم والتسليم، على غرار "صفقة شاليط".

تأكيدات قطرية على المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل

وقالت صحيفة timesofisrael، إن المبعوث القطري الخاص إلى غزة، أكَّد الأحد الماضي، وجودَ محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس لحل التوترات والأزمة الإنسانية في القطاع الساحلي. وقال محمد العمادي لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، أثناء زيارته لغزة: "الإدارة الأميركية تعرف بالمحادثات".

وكان تعليقه هو أول تأكيد رسمي للمحادثات بين حماس وإسرائيل، على الرغم من أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار طويل المدى ورفع الحصار قد تم نشرها منذ فترة طويلة في الصحافة الإسرائيلية والفلسطينية.

حماس تطالب بالإفراج عن معتقلين في سجون الاحتلال والسماح بتدفق السلع إلى غزة

وكانت "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس"، أسرَت خلال العدوان الإسرائيلي على القطاع صيفَ 2014، الضابطَ الإسرائيلي هدار غولدن والجندي شاؤول آرون، كما أَسرت إسرائيليَّيْن دخلا القطاع سيراً على الأقدام. وأعلنت إسرائيل أن الضابط والجندي قُتلا، قبل أن تتراجع لاحقاً وتعلن أنهما مفقودان.

كتائب القسام
كتائب القسام

وتطالب إسرائيل بمعرفة مصير العسكرييْن قبل بدء المفاوضات، في حين تُصر "حماس" على عدم تقديم أي معلومة عنهما، قبل إطلاق نحو 54 أسيراً أطلقتهم إسرائيل خلال "صفقة شاليط"، وأعادت اعتقالهم خلال السنوات الأربع الماضية.

وتُبقي حماس على الإسرائيليين كورقة مساومة لتبادل السجناء، حيث ستسعى إلى تأمين الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

وتشير المقترحات التي تم نشرها مؤخراً في وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية، إلى أن إسرائيل ترغب في اتخاذ عدد من الخطوات لزيادة تدفق السلع إلى القطاع، لكنها لن تفعل ذلك دون عودة جثتي شاؤول وغولدين.

وهناك أزمة إنسانية متفاقمة في غزة، حيث يواجه الجيب نقصاً في الكهرباء ومياه الشرب والطعام.

وفرضت إسرائيل مع مصر حصاراً على غزة، بعد سيطرة حماس على القطاع عام 2007. وتقول إسرائيل إن الحصار ضروري لمنع حماس من تهريب الأسلحة إلى غزة. ويتم شحن البضائع حالياً إلى الموانئ الإسرائيلية، ثم نقلها بالشاحنات إلى غزة، بعد فحص السلطات الإسرائيلية لها.

علامات:
تحميل المزيد