لم تمضِ أكثر من 24 ساعة على انتشار خبر حصول أحد قادة الجيش الوطني -"وهي ميليشيا تابعة للنظام السوري"- على مجموع علامات كامل تنقصه درجة واحدة فقط في امتحانات الشهادة الثانوية (الفرع العلمي) حتى حُجبت علامته وطُلب منه مراجعة قسم الامتحانات.
فراس ذياب الجهام (36 عاماً)، الملقب بـ"فراس العراقية"، هو قائد ميليشيا الدفاع الوطني في دير الزور شرق سوريا، كان قد تقدَّم لامتحانات الثانوية العامة لعام 2018، وحصل على معدل عالٍ جداً، لكن بناءً على تقرير من أحد المراقبين تم حجب علامته، وطُلب منه مراجعة قسم الامتحانات.
هدد المراقبين بالقتل
وقال أحد العاملين في قسم الامتحانات بدير الزور لـ"عربي بوست"، إن المسؤولين عن تصحيح أوراق الامتحانات فوجئوا بإجابات فراس، وهي نسخة طبق الأصل عن الكتب، مما أثار الشك لديهم، حتى جاء تقرير من أحد المراقبين يوضح أن الطالب استخدم أسلوب التهديد مع المراقبين كافة في الامتحانات، بأنه سوف يقتلهم بعد الامتحانات في حال عدم السماح له بنقل الإجابات من النسخ التي يحملها معه إلى داخل قاعة الامتحان.
ولفت لـ"عربي بوست"، عبر اتصال هاتفي، إلى أن نتيجة الامتحان ما زالت قيد التحقيق، وتتم مراجعتها في دائرة الامتحانات الرئيسية بدمشق، مرجحاً أن تكون النتيجة هي الرسوب.
يدخل الامتحان محاطاً برجاله
أحد أقارب فراس، الذي لجأ إلى ألمانيا، أوضح لـ"عربي بوست" أن قريبه حصل على شهادة التعليم الأساسي العام الماضي (2017)، "بالطريقة نفسها، وهي الغش"، موضحاً أن فراس كان يدخل الامتحانات في المركز الامتحاني، الذي يقع بحي "الفيلات" في مدرسة "سامي الجاسم"، محاطاً بعدد من العناصر الذين يحملون السلاح ويرافقونه إلى داخل القاعة، وأضاف أن "شبيحته اشتبكوا مع عناصر الشرطة المشرفين على حماية الامتحانات وطردوهم من المكان".
ولفت إلى أن رغبة فراس في دخول الجامعة تأتي نتيجة شعوره بالخوف من إمكانية فقدان منصبه بالمستقبل، وذلك مع اقتراب عودة الحال بالمدينة إلى ما كانت عليه في السابق، وحل ميليشيا الدفاع الوطني.
زوجته تخطَّت الامتحان
زوجة فراس تشارك زوجها في الحلم، وكانت قد حصلت على شهادة التعليم الأساسي العام الماضي (2017) أيضاً، لكنها كانت محظوظة بنيلها شهادة الثانوية العامة العام الحالي (2018)، وبمعدل جيد، دون أي عوائق.
امتيازات واسعة ومقرَّب من قائد الفيلق الثالث
فراس، البالغ من العمر 36 عاماً، بدأت شهرته مع بداية الاحتجاجات في سوريا عام 2011، حيث شارك عناصرَ الأمن والمخابرات السورية في قمع التظاهرات، لكن بعد قيام تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بمحاصرة أحياء دير الزور عام 2014، تسلَّم قيادة ميليشيا الدفاع الوطني، وبات "أسطورة" لدى قادة الجيش السوري، ومقرباً جداً من قائد الفيلق الثالث اللواء "محمد خضور"، نتيجة نجاحه في صد محاولات عناصر التنظيم المتشدد في السيطرة على المدينة بعد سقوط الرقة بيدهم.
ويروي أبو خالد (من دير الزور) أن فراس "يتصرف كما يحلو له" في المدينة، لافتاً إلى أنه حصل على امتيازات عديدة خولت له "الاستبداد بالمدنيين وقتلهم والسطو على ممتلكاتهم"، مشدداً على أن السكان كافة يخافون منه (فراس) ويحقدون عليه نتيجة أفعاله.
قَتل شاباً رفض القتال إلى جانبه
وبحسب حملة "دير الزور تُذبح بصمت"، فقد أعدم قائد ميليشيا الدفاع الوطني، شابّاً في دير الزور عام 2016؛ بسبب رفضه المشاركة إلى جانب ميليشياته في المعارك ضد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية".
وقامت ميليشيات الدفاع الوطني بدير الزور بـ"تعفيش" المحال والمنازل السكنية كافة في المناطق التي تمت استعادتها من "داعش"، كما يُعتبر فراس أحد أكبر تجار المخدرات في المدينة، وأكد ناشطون أن ذلك يتم بالتعاون مع عناصر في الجيش السوري، والذين يهرّبون المخدرات إليه، وهو يقوم ببيعها.
تهديد عصام زهر الدين بالقتل
وذكرت حملة "دير الزور تُذبح بصمت" أن قائد ميليشيا الدفاع الوطني كان على خلاف مع اللواء في الجيش السوري عصام زهر الدين، الذي قُتل في ظروف غامضةٍ العام الماضي (2017)، في أثناء المعارك ضد تنظيم داعش، وقالت الحملة إن "فراس العراقية" كان قد هدد زهر الدين بالقتل عام 2016، على خلفية معارضة الأخير أعمال "الدفاع الوطني" وسطوتها على كل شيء في المدينة، وأضافت أن عدداً من الاشتباكات حصلت بين عناصر "الدفاع الوطني" وميليشيات أخرى يتحكم فيها اللواء عصام زهر الدين نتيجة ذلك.