كشفت شهادة نشرها الثلاثاء 3 يوليو/تموز 2018، فريق خبراء في حقوق الإنسان من الأمم المتحدة أن المتمردين والقوات الحكومية في الكونغو ارتكبوا فظائع شملت الاغتصاب الجماعي وأكل لحوم البشر وتقطيع أوصال المدنيين.
وأبلغ الفريق الذي يحقق في الصراع في إقليم كاساي في جمهورية الكونغو الديمقراطية مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي أنه يشتبه في أن كل الأطراف مذنبة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وتحدث التقرير المفصل الذي يقع في 126 صفحة عن هجمات مروعة وقعت أثناء الصراع الذي اندلع في أواخر 2016 ويشمل ميليشيات كاموينا نسابو وبانا مورا والقوات المسلحة الكونغولية.
وشملت الشهادة روايات عن فتية أجبروا على اغتصاب أمهاتهم ونساء أجبرن على الاختيار بين الاغتصاب الجماعي أو الموت.
إعدامات جماعية وأكل لحوم البشر
وقالت وزيرة حقوق الإنسان في الكونغو ماري أنجي موشوبيكوا للمجلس "ما حدث في كاساي ببساطة يتعذر وصفه". وجاء في التقرير "بعض الشهود تحدثوا عن رؤية أشخاص وهم يقطعون لحوم البشر ويطهونها ويتناولونها…".
وأبلغ كبير المحققين باكري والي ندايي المجلس أنه في إحدى الحوادث أعدمت ميليشيا كاموينا نسابو ما لا يقل عن 186 رجلاً وصبياً من قرية واحدة بقطع رؤوسهم. والكثير من أعضاء هذه الميليشيا أطفال أجبروا على القتال إما وهم عزل أو هم يحملون عصي وجرى إقناعهم بأن السحر جعلهم محصنين.
وأضاف أن الكثير من هؤلاء الأطفال قتلوا عندما فتح جنود القوات المسلحة الكونغولية نيران المدافع الآلية عليهم بدون تمييز. وقال "كثيراً ما تدفن الجثث في مقابر جماعية… وفي بعض الأحيان يكدسها الجنود في شاحنات لدفنها في مناطق أخرى".
وذكر أنه كان من المعتقد في البداية أن هناك نحو 86 قبراً جماعياً لكن الفريق يشتبه بعد إجراء تحقيق على الأرض في وجود مئات القبور الجماعية.
وقالت وزيرة حقوق الإنسان موشوبيكوا إن الحكومة تعاونت بشكل كامل مع فريق الخبراء من أجل كشف الحقيقة، لكنها أضافت أن بعض النتائج "مشكوك فيها إلى حد ما" لأن التحقيق أجري على عجل.
3 ملايين شخص مهددون بالمجاعة
وبدأ العنف في كاساي عندما رفضت الحكومة المركزية في كينشاسا الاعتراف بتعيين زعيم تقليدي. وشكل الزعيم -الذي قتل آنذاك- ميليشيا كاموينا نسابو وأرسلت الدولة الجيش لقمع التمرد.
وفي غضون ذلك، يواجه أكثر من ثلاثة ملايين شخص في كاساي نقصاً حاداً في المواد الغذائية، وذلك وفقًا للأمم المتحدة.
وقتلت ميليشيا كاموينا نسابو اثنين من العاملين بالأمم المتحدة، وهما امرأة سويدية ومواطن أميركي كانا يحققان في الوضع في كاساي العام الماضي.
وتعد الأزمة في كاساي مجرد جزء من الأزمة الأوسع نطاقاً في جميع أنحاء البلاد، التي شهدت مظاهرات حاشدة دموية ضد الرئيس جوزيف كابيلا الذي يحكم الكونغو منذ 17 عاماً، وذلك بسبب التأجيل المتكرر للانتخابات.