للمرة الأولى في تاريخ البلاد، يجري وزراء بالمملكة المتحدة تدريبات سرية على سيناريو وفاة الملكة إليزابيث الثانية استعداداً لعشرة أيام من الحداد الوطني في حال حدوث ذلك.
وترأس "الرجل الثاني" في الحكومة البريطانية، ديفيد ليدينجتون، الخميس الماضي 28 يونيو/حزيران اجتماعاً مع بعض أعضاء الحكومة وفيه تمت مناقشة الخطة التي يجب اتباعها في حالة وفاة الملكة إليزابيث الثانية.
وكان من بين الذين حضروا ذلك الاجتماع "الموسع" وزير الداخلية البريطاني ساجد جاويد ورئيسة مجلس العموم البريطاني، أندريا ليدسوم، والوزير البريطاني لشؤون إسكتلندا، ديفيد ماندل.
وشهد التدريب، المعروف على ما يبدو باسم "حمامة القصر"، نقاشاً بين وزراء البلاد ومسؤولي الحكومة البريطانية حول ما سيحدث في اليوم الأول أو "D+1″، أي اليوم التالي لموت الملكة، بحسب تقرير لصحيفة The Daily Mail البريطانية.
وجاءت هذه الخطة، التي أفادت تقارير بأنَّها تُدعَى "جسر لندن"، في الأسبوع الذي اعتذرت فيه الملكة البالغة من العمر 92 عاماً عن حضور قداس بكاتدرائية سانت بول لأنَّها كانت تشعر باعتلال، ومع ذلك لم يكن الأمر استجابةً لأية مخاوفٍ محددة تخص صحة الملكة.
ووفقاً لصحيفة The Sunday Times البريطانية، كانت تلك هي المرة الأولى التي انضم فيها الساسة إلى الموظفين الحكوميين في اجتماع بغرفةٍ واحدة لمناقشة هذه الخطة، والتي تضمَّنت أن يوجِّه رئيس الوزراء خطاباً إلى البلاد.
وقال مصدرٌ للصحيفة إنَّ التدريب جرى على نطاقٍ "غير مسبوق".
وأضاف المصدر: "هذه هي المرة الأولى التي يجتمع فيها مختلف الوزراء في غرفةٍ واحدة. من قبل كان الأمر مقتصراً على مسؤولي الحكومة".
طقوس من المتوقع تنفيذها في حالة الوفاة
ووضعت السلطات خطة وكلمة سر خاصة إلى حين وقوع الحدث المأساوي. وتشكل كلمة السر جزءاً أساسياً من الخطة، لاستخدامها عند إبلاغ رئيس الوزراء بأن ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، توفيت.
وأن رئيس الوزراء سيتلقى الخبر من قبل موظفي الخدمة المدنية، حيث سيقولون "جسر لندن سقط"، وهذا يعني أن ملكة بريطانيا توفيت، وستتولى وزارة الخارجية مهمة إخطار 36 دولة بالخبر ضمن رابطة التجمع السياسي "كومنولث".
وكان رمز وفاة الملك جورج السادس "هايد بارك كورنر"، أما وفاة الملكة الأم فكان رمزها "عملية جسر تاي"، في حين أن رمز وفاة الملكة إليزابيث هو "جسر لندن"
وفي الوقت نفسه، ستومض الأضواء الزرقاء في المحطات الإذاعية التجارية، لتنبيه المسؤول عن تشغيل الأغاني، وبث الخبر، وسينال الأمير تشارلز، لقب الملك تشارلز، هذا وسيتسلم الأمير وليام، منطقة ويلز، وستُعطى كيت لقب أميرة ويلز أيضاً. وتشير التقارير إلى أن الملكة البريطانية، إليزابيث الثانية، ستُدفن بجانب والدها الملك، جورج السادس، في سانت جورج بويندسور.
وكان من المقرر أن تحضر الملكة فعالية بكاتدرائية سانت بول يوم الخميس 28 يونيو/حزيران، حضرته نجمة هوليوود الممثلة أنجيلينا جولي. وعُلِم أنَّه لم يُستدعَ طبيبٌ للملكة إثر هذا الاعتلال.
وقال متحدثٌ باسم القصر الملكي: "تشعر الملكة بتوعكٍ صحي اليوم وقرَّرت ألا تحضر قداس هذا الصباح في كاتدرائية سانت بول احتفالاً بذكرى مرور 200 عام على بدء منح وسام القديس مايكل والقديس جورج".
وفي عام 2016 -وهو العام الذي بلغت فيه التسعين- أعلنت الملكة توقُّفها عن القيام برحلاتٍ خارجية، تاركةً الذهاب في رحلاتٍ طويلة خارج البلاد للأفراد الأصغر من العائلة.
ومع ذلك، يظل لدى الملكة جدولٌ حافِل بالأحداث، وقد حضرت 296 مناسبةً والتزاماً في عام 2017.
وفي العام الفائت، نشرت صحيفة The Guardian البريطانية تقريراً سرد عدة تفاصيل عمَّا قد يحدث عقب موت الملكة، والتي من شأنها أن تشهد إعلان جمعية المجلس الخاص للمملكة المتحدة عن الملك الجديد.
ومن المقرَّر أن يرفع خادمٌ بقصر باكينغهام إشعاراً على بوابات القصر الملكي فيما يُرسَل إخطار بوفاة الملكة إلى وسائل الإعلام ووكالات الأنباء حول العالم.
ويُقال أيضاً إنَّ محطَّات التلفاز والراديو قد استعدت لورود هذه الأنباء بقوائم موسيقية مُعدَّة مسبقاً تتضمَّن موسيقى حزينة وهادئة.
ويُزعَم أنَّ الأمير تشارلز سيُجري زيارة مبكرة إلى كلٍ من إسكتلندا وويلز في الأيام والأسابيع التالية لتنصيبه ملكاً.
وفي هذه الأثناء، سترقد جثة الملكة داخل "نعشٍ مكشوف"، وستظل في قاعة قصر ويستمينستر ليُسمَح لأفراد العامة بالتوافد إليها وتوديع الملكة.
وستكلف وفاة الملكة وجنازتها بريطانيا مليارات الدولارات، وستكون المناسبة الأكثر كلفة في البلاد منذ عقود، فالأيام التي تسبق الدفن، والإجراءات اللوجستية، ستتطلب مبالغ كبيرة، والأهم أن توقف سوق الأسهم يوم الدفن، وتعطيل الكثير من مرافق البلاد قد يعني خسائر مالية كبيرة.