على الحدود الأردنية المغلقة.. لا ماء لا طعام لا شيء يحميهم من أشعة الشمس.. هنا الموت يحاصر نازحي درعا

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/02 الساعة 18:35 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/02 الساعة 18:39 بتوقيت غرينتش
An Internally displaced woman from Deraa province sits near her belongings near the Israeli-occupied Golan Heights in Quneitra, Syria June 29, 2018. REUTERS/Alaa Al-Faqir

بعد فراره مع زوجته الحامل من هجوم قوات النظام في جنوب سوريا، وجد أيمن الحمصي نفسه عالقاً قرب الحدود الأردنية المغلقة، على غرار آلاف النازحين الذين تقطعت بهم السبل ويعيشون بالعراء في ظروف صعبة.

ويسأل الشاب (25 عاماً)، الأسمر البشرة، بعد نزوحه من ريف درعا الشرقي: "أين سأذهب بزوجتي التي توشك أن تلد؟ ليس بمقدوري أن أساعدها".

لا شيء يحميهم من أشعة الشمس

ويضيف أيمن وهو يقف أمام خيمة باتت ملجأه الوحيد قرب بلدة نُصيب الحدودية مع الأردن: "لا نملك شيئاً هنا، لا ماء ولا طعام ولا شيء يحمينا من أشعة الشمس".

ووسط أرض قاحلة، نصبت عشرات العائلات خيماً تُؤويها، أو رفعت أغطية على دعامات حديدية تقيها أشعة الشمس الحارقة. وفي مكان قريب تتوقف شاحنة تبريد حوَّلها مالكوها إلى منزل لهم، في حين يغطي آخرون زجاج حافلة صغيرة لنقْل الركاب بالقماش بعد أن حوَّلوها إلى مسكن لهم.

أطفال درعا يلعبون تحت أشعة الشمس الحارقة على الحدود مع الأردن
أطفال درعا يلعبون تحت أشعة الشمس الحارقة على الحدود مع الأردن

على بُعد أمتار عدة من الخيم، يفترش بضعة جنود أردنيين الأرض قرب آليتهم العسكرية المتوقفة عند نقطة رصد على تلة ترابية داخل الأراضي الأردنية.

ويقول الحمصي، الذي يعيش تجربة النزوح للمرة الثانية بعد فراره قبل سنوات من مسقط رأسه وسط البلاد: "نطالب بالسماح بدخولنا إلى الأردن؛ لضمان أمن النساء والأطفال".

ومنذ 19 يونيو/حزيران 2018، تشن قوات النظام، بدعم روسي، عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة درعا، دفعت أكثر من 270 ألفاً للنزوح، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة الإثنين 2 يوليو/تموز 2018. ولجأ 70 ألفاً منهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن عند معبر نُصيب.

"بالكاد نَجَوْنا"

ومنذ بدء التصعيد، أعلنت السلطات الأردنية أنها لن تفتح حدودها المغلقة منذ يونيو/حزيران  2016، مشيرة إلى أن قدرتها الاستيعابية "لا تسمح" لها باستقبال موجة لجوء جديدة.

ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، في حين تقدِّر عمَّان عددهم بنحو 1.3 مليون، لجأوا على مراحل إلى أراضيها منذ اندلاع النزاع السوري في عام 2011.

أهالي درعا بالكاد ينجنون من الحرب الطاحنة في ديارهم
أهالي درعا بالكاد ينجنون من الحرب الطاحنة في ديارهم

ويوضح الحمصي: "بالكاد نجونا وخرجنا من تحت الأنقاض مع أطفالنا ونسائنا"، مشيراً إلى نزوح "مسنّين وأطفال ليس بمقدورهم تحمُّل هذا الحر الشديد".

ويبحث نساء وأطفال عما يحتمون به من أشعة الشمس الحارقة في هذه الأرض الجرداء. وتمكَّن مَن حالفهم الحظ من إحضار فرش وأغطية معهم، حملوها على متن سياراتهم وحتى دراجاتهم النارية المتوقفة قرب الخيم.

لم تتخيل آمنة الخزاعلة (48 عاماً)، وهي أردنية ارتبطت قبل سنوات بزوجها السوري المتحدر من درعا، أن تجد نفسها يوماً ما ممنوعة من الدخول إلى بلدها الأم.

وتقول السيدة، المتشحة بالسواد حزناً على ابنها الذي قُتل قبل أيام جراء الهجوم: "نبحث عن الطعام دون جدوى، نأكل الخبز اليابس".

وتناشد السلطاتِ الأردنيةَ فتح الحدود أمامها، مضيفة: "لم يعد لدينا منزل يُؤوينا.. نفترش التراب".

 


إقرأ أيضاً: 

رغم قصفه الدموي لدرعا بمباركة روسية – إسرائيلية، الحرب لن تنتهي، وبشار لن يحكم كل البلاد.. ولهذه الأسباب سيزداد الوضع سوءاً

عينه على صفقة القرن: الأسد يسعى لحصة في التسوية الأميركية.. لهذا السبب سكت الجميع عما يحصل في درعا!

اجتمعت روسيا معهم وقدمت لهم "شروطها المذلة".. المعارضة ترفض الاستسلام جنوبي سوريا، فما الخيارات المتاحة أمامها؟

معركة درعا إعلان عن نهاية الثورة وهزيمة العرب السنة.. ولكن قوى أخرى بعضها خارجية ستواصل القتال في سوريا  

تحميل المزيد