تعهد بتنفيذ برنامج والده الذي اغتيل قبل 26 عاماً.. نجل بوضياف يعود لينافس على رئاسة الجزائر

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/02 الساعة 15:48 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/02 الساعة 15:52 بتوقيت غرينتش

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الجزائر المقررة شهر أبريل/نيسان 2019، يسود ترقب كبير في المشهد السياسي المحلي، خاصة بشأن ترشح الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة لعهدة جديدة، في المقابل ينتظر الجزائريون معرفة الشخصيات التي قد تنافس بوتفليقة الذي يحكم البلاد منذ 1999.

#بـسـم_اللـه_الرحـمـٰن_الرحـيـمتصـريـحي الـبارحـة مـن بـلديـة أولاد ماضـي ولايـة المسـيلـة حيـث مسقـط رأسـي أبـي المرحـوم محـمد بوضيـاف رحـمه اللـه قـمت بالإعلان عـن نيتـي للتـرشح في الإستحـقاقات الرئاسيـة القادمـة مع ذكـر العراقيل التـي قام بـها هـذا النظام الفاسـد وإعطـاء الأوامـر للولات مـن أجل تعطـيل إحـياء ذكـرى إستـشهاد سـي الطيـب الوطـني

Posted by ‎ناصر بوضياف Nacer Boudiaf‎ on Saturday, June 30, 2018

وبعد أن كان اليساري فتحي غراس أول من أعلن رسمياً ترشحه لرئاسيات 2019، برز الأحد 1 يوليو/تموز اسم جديد، ويتعلق الأمر بناصر بوضياف، نجل الرئيس الجزائري السابق محمد بوضياف الذي اغتيل في يونيو/حزيران 1992، عندما كان يلقي خطاباً بمدينة عنابة شرق العاصمة الجزائر.

وأعلن نجل "الرئيس المُغتال" السبت 30 يونيو/حزيران 2018 ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية، وكتب بوضياف على صفحته في فيسبوك: "اليـوم بـعـد إحـيائـنا لـذكـرى الـ 26 لاستشهاد "سـي الطـيـب الوطـنـي" (محمد بوضياف) بمـسقط رأسه ولايـة المـسيلـة بـلديـة أولاد ماضي، حـيث شـهد هذا اليـوم حضور جـمع غـفير من الـشعب ومجاهدين".

وأضاف بوضياف قائلاً: "قـمت بالإعلان عـن ترشحي للرئاسـيات 2019 وبمشروع وطـنـي قـوي يحـمل كـل الحلـول للـخروج مـن الأزمـة التـي سـببها هـذا النـظام الفاسد" في إشارة إلى إدارة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة الذي يتوقع ترشحه إلى ولاية خامسة على التوالي رغم حالته الصحية المتردية.

"تخليص بلدنا من هذا النظام الفاسد"

وأضاف بوضياف في شريط فيديو نشره على نفس الصفحة: "حلمي تخليص بلدنا من هذا النظام الفاسد ومن جذوره حيث أننا نملك الحلول في تحقيق العدالة ورفع مستوى العلم والنهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق الديمقراطية الحقيقية وإرجاع حق كل الشعب الجزائري وجعله هو السيد الأول في هذا الوطن".

وتابع: "مثلما مد والدي في 1992 يده لكم (يقصد الشعب الجزائري) ها أنا أمد لكم أيضاً يدي ونتحد لبلوغ طموحاتنا وطموحات الشهداء"، داعياً جميع الجزائريين لأن "يقفوا معي ويساندوني" كوني "قادراً على جمع الشمل".

هذا، وأكد ناصر بوضياف أنه في حال انتخب رئيساً جديداً للجزائر في 2019، فإنه لن يقضي في السلطة إلا ولاية واحدة و"ليس أربع أو خمس عهدات"، في تلميح مرة أخرى إلى بوتفليقة.

#بارطاجي #ناصر_بوضياف_نجل_الشهيد_محمد_يوضياف يحل على الوطن وعلى كل الجزائريين اليوم ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد…

Posted by ‎الجزائر قبل كل شيء ناصر بوضياف‎ on Friday, June 29, 2018

ولخوض غمار الانتخابات وبناء برنامج سياسي واقتصادي كفيل بإقناع الناس، أسس ناصر بوضياف في 2017 حركة سياسة اسمها "الجزائر قبل كل شيء". وهدفه هو كسب دعم الجزائريين الذين لا يعرفون الكثير عن والده عدا كونه اغتيل بعد ستة أشهر فقط من عودته من المنفى بالمغرب حيث قضى 30 سنة تقريباً.

وكشف الحقيقة عن اغتيال محمد بوضياف

ويسعى ناصر بوضياف دون هداوة لكشف الحقيقة عن مقتل والده منذ 26 سنة، حيث اتهم في مرات عديدة مسؤولين عسكريين وسياسيين كباراً في الجزائر بالوقوف وراء هذه العملية. لكن بالنسبة للعدالة الجزائرية فإن مدبر اغتيال محمد بوضياف هو الملازم بومعرافي الذي لا يزال في السجن.

ويعتبر محمد بوضياف من أبرز الشخصيات التاريخية الجزائرية إذ كان من بين مؤسسي حزب الجبهة الوطنية رفقة عبان رمضان وآيت أحمد وكريم بلقاسم وآخرين رفعوا السلاح ضد المستعمر الفرنسي في 1954. لكن بعد مرور سنة من الاستقلال أي في 1963، غادر الجزائر ليعيش في المنفى بالمغرب بعد أن انتقد سياسة الرئيسين السابقين بن بلة وبومدين.

ويعد ناصر بوضياف المرشح الثاني لخوض الانتخابات في الجزائر بعد فتحي غارس الذي ترشح من جانبه باسم "الحركة الديمقراطية الاجتماعية" اليسارية.

البداية كانت بتأسيس حزب "تحقيقاً لحلم والده"

 أعلن ناصر بوضياف، نجل الرئيس الجزائري الراحل محمد بوضياف عام 2017 عن تأسيس حزب جديد، تحقيقاً لحلم والده. بعد 25 سنة كاملة من رحلة البحث عن حقيقة اغتيال الوالد الرئيس، ليعلن عن وقف مساعيه نهائياً.

 فعلى غير عادته، لم يخض ناصر بوضياف، في قضية اغتيال والده، ولم يتحدث عن تطورات مساعيه بالبحث عن حقيقة مقتل والده، كما كان يفعل في السابق، ولكنه أعلن بدلاً من ذلك عن تأسيس حزبه "التجمع الجزائري"، بل أعلن صراحة عن "وقف البحث عن حقيقة الاغتيال الغامض".

#بـسـم_اللـه_الرحـمـٰن_الرحـيـم" سي الطيب الوطني شهيد الإستقلال "- من الأوائل الذين طالبوا بوضع جبهة التحرير الوطني…

Posted by ‎ناصر بوضياف Nacer Boudiaf‎ on Wednesday, June 27, 2018

وقال ناصر في خطاب ألقاه أمام الأعضاء المؤسسين للحزب، بالعاصمة الجزائر، خلال خطاب إعلان تأسيس الحزب: "نهدف من خلال حزبنا إلى خدمة البلاد والعباد، وشخصياً لست أطمع في شيء من وراء تأسيس التجمع الوطني، فهذا المشروع يأتي في وقت الوضع الراهن للبلاد ليس بخير، ولهذا لنا مشروع ضخم رفعنا لأجله في حزبنا شعار: الجزائر قبل كل شيء"، كما قال.

 وتابع ناصر بوضياف: "لا تخيبونا فالجزائر بحاجة إلينا.. وأخطاء الماضي لن تتكرّر". ما يُوحي، بحسب متابعين، بأن نجل الرئيس بوضياف حصل على الضوء الأخضر لتأسيس حزب والحصول على اعتماد النشاط.

والرجل الثاني في الدولة يطالب بوتفليقة بالترشح

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الجزائرية، يتوقع أن يرتفع عدد المرشحين في حين لا يزال الغموض يكتنف الولاية الخامسة للرئيس بوتفليقة التي أعلنت شخصيات عديدة اعتراضها عليها.

ودعا عبد القادر بن صالح، رئيس مجلس الأمة الجزائري (الغرفة الثانية للبرلمان)، الإثنين 2 يوليو/تموز 2018، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة (81 عاماً) إلى الترشح لولاية رئاسية خامسة في انتخابات مقررة العام المقبل.

وجاء ذلك في خطاب ألقاه "بن صالح"، خلال جلسة اختتام الدورة الأولى للبرلمان، في مقر المجلس، حضرها أعضاء الحكومة.

وسياسياً، ينتمي "بن صالح" إلى التجمع الوطني الديمقراطي (حزب رئيس الوزراء)، وهو بمثابة الرجل الثاني في الدولة، وهو من يخلف الرئيس في الرئاسة، لتسيير مرحلة انتقالية في حال العجز أو الوفاة، كما ينص الدستور.

 ونيابة عن أعضاء المجلس، أضاف بن صالح": "اليوم هم يدعون قائد المسيرة السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى مواصلتها.. خاصة وأن المرحلة تقتضي ذلك، لما لا يزال يتهدد الجزائر من تحديات".

الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يحسم أمر ترشحه لولاية جديدة
الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لم يحسم أمر ترشحه لولاية جديدة

 ولم يحدد طبيعة هذه التحديات، لكنه قال أيضاً إنه توجد "مناورات (لم يوضحها) تحاك ضد بلاده".  واعتبر أن "الظرف يحتم استمرارية صانع السلم والاستقرار للبلاد (يقصد بوتفليقة).. ومُحقق المصالحة الوطنية بين أبناء شعبها.. والرجل الذي عزز أركان الدولة العصرية ودولة المؤسسات".

وهذه الدعوة هي الأولى لشخصية رسمية في الجزائر لبوتفليقة من أجل الترشح لولاية خامسة، بعد أن صدرت دعوات من أحزاب وهيئات، خلال الأحزاب الأخيرة.

وصدرت أول دعوة من حزب "جبهة التحرير الوطني" الحاكم، في أبريل/نيسان الماضي، وتلتها دعوة الاتحاد العام للعمال الجزائريين (أكبر تنظيم نقابي)، في مايو/أيار الماضي.

وقبل أيام دعا حزب التجمع الوطني الديمقراطي، بقيادة رئيس الوزراء، أحمد أويحي، الرئيس بوتفليقة إلى الترشح لولاية خامسة.

ولم يعلن بوتفليقة موقفه من دعوات مؤيديه لترشحه لولاية خامسة، لكن معارضين دعوه إلى الانسحاب لإفساح المجال لـ"انتقال سلس للسلطة"، لا سيما في ظل معاناته من مشاكل صحية.

علامات:
تحميل المزيد