احتجاجات تحاصر الحكومة الإيرانية..  وخامنئي يهدد باستئناف الأنشطة النووية..  وروحاني يلجأ لأوروبا لمساعدته

عربي بوست
تم النشر: 2018/07/02 الساعة 10:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/07/02 الساعة 10:19 بتوقيت غرينتش
الرئيس الإيراني حسن روحاني رويترز.

فيما تشتعل بعض المدن الإيرانية بسبب تظاهرات رافضة لتلوث المياه، فضلاً عن تظاهرات أخرى الأسبوع الماضي، بسبب انخفاض قيمة العملة الإيرانية أمام الدولار، يغادر الرئيس الإيراني حسن روحاني طهران، الإثنين 02 يوليو/تموز 2018 إلى سويسرا والنمسا في مسعى لحشد دعم أوروبي للاتفاق النووي. وسيزور روحاني سويسرا الإثنين والثلاثاء، ثم فيينا الأربعاء حيث تم التوقيع على الاتفاق النووي التاريخي مع الدول العظمى في تموز/يوليو 2015.

وقال روحاني في مطار مهر آباد في العاصمة الإيرانية، بحسب صور نقلها التلفزيون الإيراني، إن الرحلة ستكون "مناسَبة للبحث في مستقبل الاتفاق".

وجرح عدد من الأشخاص في مواجهات جرت ليل السبت الأحد 01 تموز/يوليو 2018 بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون على تلوث المياه في خرمشهر بجنوب غرب إيران، حسبما أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية.

واندلعت التظاهرات الأخيرة في عبادان الواقعة على بعد 12 كلم من مدينة خرمشهر حيث أصيب 11 شخصاً السبت عندما فتح مسلح مجهول النار على تظاهرة، وفق ما أفاد مسؤولون.

وتأتي جولة روحاني الخارجية بعد نحو شهرين من انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل أحادي من الاتفاق في خطوة أثارت حفيظة باقي الدول الموقعة – الصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا –  والتي واصلت دعم الاتفاق إلى جانب الاتحاد الأوروبي.

وتأتي الجولة الأوروبية في إطار الجهود الدبلوماسية التي تبذلها طهران لحشد الدعم غداة إعلان ترمب في 8 مايو/أيار انسحاب بلاده من الاتفاق.  والشهر الماضي، زار روحاني الصين حيث ناقش مستقبل الاتفاق النووي مع نظيريه الصيني والروسي على هامش قمة أمنية.

مظاهرات سابقة لعرب الأحواز ضد الحكومة بسبب الأزمة البيئية

ويشهد إقليم الأحواز العربي في إيران مظاهرات متكررة بشكل دوري بسبب ما يقولون إنه انتهاكات بحقهم من جانب الحكومة الإيرانية

وسبق أن تظاهر الآلاف في منتصف 2015 جاؤوا من عدة مناطق ومدن، من أبرزها "الأحواز، السوس، تستر، عبادان، المحمرة، الحويزة، الفلاحية، والخفاجية، ومن أبرز المطالب العاجلة التي رفعها المتظاهرون ما يتعلق بوقف بناء السدود التي تم إنشاؤها على الأنهار الأحوازية كنهر كارون والكرخة، وفتحها كي تعود المياه والحياة إلى الأنهار التي تم تجفيفها بسبب تلك السدود التي أقيمت على مصباتها من قبل الحكومة الإيرانية.

وأعرب المتظاهرون عن استيائهم من التجاهل الحكومي لأزمة التلوث البيئي في الأحواز، حيث أصبحت الأحواز أكثر مدينة من حيث نسب التلوث في العالم، وفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية لعام 2014؛ بسبب وجود الشركات الإيرانية والصينية العاملة في تنقيب النفط والغاز في عموم مناطق ومدن الأحواز، واستخدام تلك الشركات لمواد وغازات سامة ومحرمة دولياً للتنقيب في البلاد.

وفي ظل الأزمة الاقتصادية الدائرة حالياً في طهران بسبب تأثير انسحاب أميركا من الاتفاق النووي مع إيران طالب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي أوروبا بتقديم ضمانات اقتصادية مقابل مواصلة بلاده الالتزام بالاتفاق.  وفي ظل تزايد الضغوط على شركاء إيران الأوروبيين، أمر بالبدء بالتحضيرات سريعاً لاستئناف الأنشطة النووية في حال انهارت المحادثات.

أهمية النمسا وسويسرا بالنسبة لطهران

وفي تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية "إسنا"، نوه المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإيرانية بهرام قاسمي إلى أن زيارة روحاني إلى أوروبا "تحظى بأهمیة بارزة"، و"من شأنها أن تقدم حلولاً وتصورات أکثر دقة بشأن التعاون بین إيران والدول الأوروبیة".

وللبلدين أهمية استراتيجية بالنسبة للجمهورية الإسلامية، إذ تولت النمسا الأحد الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر، في حين تمثل سويسرا المصالح الأميركية في إيران نظراً لغياب العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران. كما أن فيينا مقر للوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تراقب مدى التزام طهران بالاتفاق.

وكان الاتفاق النووي بمثابة حجر الزاوية لسياسة روحاني للانفتاح بشكل أكبر على الغرب. وتسبب انسحاب الولايات المتحدة منه بتعرضه لانتقادات قاسية من التيار المحافظ المتشدد في بلاده.  وحتى قبل قرار ترمب، كان الإيرانيون يشكون من أن الزيادة المأمولة في الاستثمارات الأجنبية بعد اتفاق العام 2015 لم تتجسد على أرض الواقع.

ويفسح قرار واشنطن الآن المجال أمامها لفرض عقوبات جديدة على طهران ستشمل الشركات التي تواصل العمل في إيران.  وأعلنت شركات أجنبية عدة أنها ستعلق أنشطتها في إيران في ضوء إعادة فرض العقوبات.

إيران تهرب من أزمة الاتفاق النووي بالتنسيق الاقتصادي مع سويسرا

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) أن سويسرا ستشهد التوقيع على اتفاقيات للتعاون الاقتصادي.  وسيلتقي روحاني نظيره السويسري آلان بيرسي، بينما تتزامن زيارته التي ستستمر ليومين مع المنتدى الاقتصادي الثنائي عن الصحة والتغذية، رغم أنه لم يتضح بعد إن كان سيحضره.

وسيتم التركيز كذلك على الجانب المالي في فيينا حيث من المنتظر أن يوقع الرئيس على مذكرات تفاهم تتعلق بالتعاون الاقتصادي، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام نمساوية. وأكد المستشار النمساوي سيباستيان كورتز أنه سيناقش بصراحة مع روحاني دور إيران في الشرق الأوسط حيث تنفي الأخيرة الاتهامات بتقويض الاستقرار.  وقال كورتز لوكالة الأنباء النمساوية "إبا" أنه سيحاول إيجاد "كلمات واضحة" لمناقشة وضع حقوق الإنسان في إيران.

محاولات حكومية فاشلة لتهدئة الأوضاع

وحاول ولي الله حياتي، قائم مقام مدينة المحمرة، تهدئة الأوضاع حيث حضر بين المحتجين، لكنه واجه وابلاً من الشعارات التي دعته إلى الاستقالة من منصبه.

كما نشر ناشطون مقاطع فيديو تشير إلى استمرار المظاهرات في وسط المحمرة رفع المحتجون فيها شعارات تطالب بتحسين ظروف المدينة.

وقد اتهم النائب عن أهالي خرمشهر جنوب غرب إيران، عبد الله سامري، عدداً من المحتجين بمحاولة استغلال المظاهرات حول وضع مياه الشرب في المدينة لأغراض أخرى.

وسبق ذلك بيوم واحد، خروج مظاهرات مشابهة في مدينة عبادان التي لا تبعد سوى أميال قليلة عن المحمرة احتجاجاً على تلوث المياه وزيادة ملوحتها.

هذا وتستمر الاحتجاجات شبه اليومية في مناطق مختلفة في إيران، بعد أن تعددت الأسباب حيث اندلعت مظاهرات عارمة في العاصمة طهران بعد أن أقدم بازار طهران على إضراب، احتجاجاً على انخفاض سعر العملة الوطنية أمام الدولار.

وفي خطاب بثه التلفزيون الحكومي، الأحد، 01 يوليو/تموز 2018 رأى النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحق جهانجيري، أن إعادة فرض العقوبات الأميركية (التي تم تعليقها بعد توقيع الاتفاق النووي في 2015 الذي قررت الولايات المتحدة الانسحاب منه) ليست العامل الوحيد الذي يفسر ذلك.

وأضاف أن الاقتصاد الإيراني يعاني من "مشاكل" بينها الاعتماد المبالغ فيه على النفط وضعف القطاعين الخاص والمصرفي.

وكانت احتجاجات اندلعت في الشارع الإيراني الأسبوع الماضي انضمت إلى إضراب بازار طهران، بسبب تدني مستوى العملة الإيرانية والتدهور الاقتصادي وكساد الأسواق وارتفاع سعر السلع خاصة المستوردة منها، وتخطى سعر الدولار لأول مرة في إيران حاجز الـ 9 آلاف تومان.

وامتد الإضراب إلى بازارات أخرى في مدن إيرانية وردد المحتجون شعارات مناهضة للنظام وطالب المتشددون حكومة روحاني التي فشلت في النهوض باقتصاد البلاد بتقديم استقالتها، وطوق محتجون البرلمان الإيراني بشعارات "اخرجوا من سوريا"، نظراً لاستنزافها أموال الخزينة الإيرانية.

تحميل المزيد