بعد أن ظل منصب مديرها العام أميركياً نصف قرن.. الأوروبيون “يعاقبون” ترمب، ويرفضون مرشحه لرئاسة “الهجرة الدولية”

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/29 الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/29 الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش
Canada's Prime Minister Justin Trudeau and G7 leaders Britain's Prime Minister Theresa May, France's President Emmanuel Macron, Germany's Chancellor Angela Merkel, and U.S. President Donald Trump discuss the joint communique following a breakfast meeting on the second day of the G7 meeting in Charlevoix city of La Malbaie, Quebec, Canada, June 9, 2018. Adam Scotti/Prime Minister's Office/Handout via REUTERS. ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY.

رفضت الدول الأعضاء في وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، الجمعة 29 يونيو/حزيران 2018، انتخاب مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمنصب المدير العام، مُنهيةً بذلك سيطرة أميركية تاريخية على المنظمة.

وانتُخب السياسي البرتغالي والمفوض الأوروبي السابق أنطونيو فيتورينو، الجمعة، في منصب المدير العام لوكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، بعد أن رفضت الدول الأعضاء انتخاب مرشح الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأعلنت منظمة الهجرة الدولية على تويتر، أن "أنطونيو مانويل دي كارفالهو فيريريا فيتورينو انتُخب مديراً عاماً لمنظمة الهجرة الدولية"، بعد تصويت تم خلف الأبواب المغلقة ودام نحو 5 ساعات.

وباستثناء فترة واحدة بين عامي 1961 و1969، كان مدير منظمة الهجرة الدولية أميركياً على مدى تاريخها الممتد منذ 67 عاماً.

اتهامات بـ"التعصب" تبعده عن المنصب

 لكن كين إيزاكس، مرشح ترمب لتولي إدارة المنظمة وهو المدير التنفيذي لمنظمة "ساماريتانز بورس" المسيحية الخيرية، والذي واجه اتهامات بالتعصب ضد المسلمين، لم يحظَ بدعم غالبية الأعضاء. وتم إقصاء إيزاكس بعد 3 جولات من التصويت، حسبما أفادت مصادر مطلعة مباشَرةً على عملية التصويت.

وظهر السياسي البرتغالي أنطونيو فيتورينو، الذي شغل بالماضي منصب المفوض الأوروبي، كمرشح قوي في مواجهة نائبة مدير منظمة الهجرة الدولية حالياً لورا ثومبسن من كوستاريكا.

كين إيزاك مرشح ترمب
كين إيزاك مرشح ترمب

وقال دبلوماسيون، فضّلوا عدم ذكر أسمائهم، إن أسهم فيتورينو عززتها جهود الاتحاد الأوروبي في إيجاد حل مشترك للتحديات المترتبة على قضية الهجرة والميزة الاستراتيجية في وجود شخص أوروبي على رأس الوكالة المعنيَّة بقضايا اللاجئين كافة في العالم.

وجرت عملية التصويت بمشاركة 143 دولة من الدول الأعضاء في المنظمة، البالغ عددها 172 دولة، عبر الاقتراع السري، حيث يحتاج المرشح إلى أغلبية بثلثين للفوز.

كما قد يكون تصويتاً عقابياً للرئيس ترمب

وعقّد موقف ترمب المتشدد حيال الهجرة -انطلاقاً من مراسيم منع السفر التي أصدرها بحق مواطني دول يشكل المسلمون غالبية سكانها، ووصولاً إلى سياسة "عدم التساهل" التي اتبعها على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة وأدت إلى فصل أطفال المهاجرين عن عائلاتهم- حق واشنطن التقليدي في اختيار مسؤول الهجرة الأرفع في العالم.

وهاجمت إدارة ترامب، التي ترفع شعار "أميركا أولاً" بشراسة، كذلك، عدة هيئات دولية، وقررت الأسبوع الماضي الانسحاب من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ما أثار حفيظة الدبلوماسيين في جنيف حيث مقر منظمة الهجرة الدولية كذلك.

وحذّر محللون من أن الدول الأعضاء ربما تلجأ إلى التصويت لإيزاكس؛ لتفادي قطع التمويل الأميركي للمنظمة، لكن مواقف ترمب القاسية تجاه ملف اللاجئين جعلت الغالبية تتمسك برأيها في رفض مرشح الرئيس الأميركي.

لكن بعيداً عن ترمب.. إيزاكس أضر بفرص انتخابه بنفسه

فقد كان إيزاكس، الذي عمل لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، نشر عدة تغريدات وصف فيها الإسلام بأنه ديانة عنيفة بطبيعتها. وبعد اعتداءات عام 2016 التي وقعت في مدينة نيس الفرنسية، قال على "تويتر" إن "الإسلام غير مسالم".

 وأعاد كذلك نشر مواد معادية للإسلام، على غرار منشور نقله عن مدير موقع "جهاد ووتش" روبرت سبنسر، قال فيه إنه لا يمكن التفريق بين "المسلمين المسالمين" و"الجهاديين".

وغيَّر إيزاكس إعدادات الخصوصية على حسابه في "تويتر"، ليصبح خاصاً بدلاً من عام، بعد الجدل الذي أعقب ترشيحه للمنصب في فبراير/شباط 2018. ولم ينفِ مسؤوليته عن تصريحاته التحريضية، لكنه اعتذر عن أي إساءة قد تكون تسببت فيها.

وقال لوكالة الأنباء الفرنسية في مارس/آذار 2018، إن سجلَّه بالعمل الإنساني على مدى عقود، وخصوصاً في دول يشكل المسلمون غالبية سكانها، مثل بنغلاديش والعراق والسودان، يُثبت أنه غير متعصب.

وقد يكون غير مؤهل للمنصب

لكن بالنسبة للبعض على غرار مدير منظمة "ريفوجيز إنترناشونال" غير الحكومية أريك شوارتز، فإن تصريحات إيزاكس السابقة تجعله غير مؤهل للمنصب رغم سجلِّه في المجال الإنساني الذي يستحق الاحترام.

وكتب شوارتز، الذي شغل منصب مساعد لوزير الخارجية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الإثنين 25 يونيو/حزيران 2018: "فلنتصور مثلاً أن مرشحاً لهذا المنصب أدلى بسلسلة تصريحات مهينة كهذه بحق اليهود أو الكاثوليك أو المسيحيين الإنجيليين أو أي مجموعة دينية أخرى". وأضاف: "هل كان لأي شخص أن يشير بشكل جدي إلى أن على تصريحات من هذا القبيل ألا تمنعه من تولي منصب مهم كمدير عام لمنظمة الهجرة الدولية؟".

ويتنافس المرشحان المتبقيان للحلول محل الدبلوماسي الأميركي المخضرم وليام ليسي سوينغ، الذي شغل مناصب رفيعة بوزارة الخارجية الأميركية والأمم المتحدة، في إطار مسيرة مهنية استمرت نحو نصف قرن.  ولم يوضح سوينغ إن كان يرى في إيزاكس شخصاً مناسباً لتولي المنصب.

 

 

تحميل المزيد