#افتحوا_الحدود وأنقِذوهم من الموت.. أردنيون يطالبون حكومتهم بالسماح للسوريين الفارِّين من القصف بدخول البلاد

عربي بوست
تم النشر: 2018/06/28 الساعة 21:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2018/06/28 الساعة 21:50 بتوقيت غرينتش

طالب أردنيون على منصة قادة بلادهم بفتح الحدود أمام الفارين من القصف الشديد الذي تشنه طائرات النظامين السوري والروسي على مدينة درعا السورية.

وتصدَّر هاشتاغ #افتحوا_الحدود قائمة التريند في الأردن بعد ارتفاع عدد المغردين الداعين لمساعدة الذين فروا من القصف وتوجهوا صوب الحدود مع الأردن.

وسقط عشرات الضحايا، الخميس 28 يونيو/حزيران 2018، بغارات استهدفت محافظة درعا، في حصيلة هي الأكثر دمويةً منذ بدء قوات النظام السوري هجومها ضد الفصائل المعارضة بهذه المنطقة الجنوبية.

وتشن قوات النظام، منذ نحو 10 أيام، عملية عسكرية واسعة في محافظة درعا، انضمت إليها حليفتها روسيا قبل أيام وحققت بفضلها تقدماً سريعاً في المدينة، التي كانت بعيدة عن الحرب بموجب اتفاق خفض التصعيد، الذي كانت أميركا وروسيا ضامنَين فيه.

وأجبرت العملية عشرات الآلاف على الفرار من بلداتهم وقراهم، خصوصاً في الريف الشرقي، توجه معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن، الذي أكد أنه سيُبقي حدوده مغلقة.

وحضَّت الأمم المتحدة بدورها، الخميس، عمّان على فتح الحدود.

وتُواصل الطائرات الحربية السورية والروسية، الخميس، استهداف مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريفي درعا الشرقي والغربي بعشرات الضربات الجوية، كما تلقي مروحيات النظام البراميل المتفجرة.

وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان، الخميس، بمقتل 25 مدنياً على الأقل؛ جراء غارات روسية استهدفت بلدات عدة.  

وقُتل 17 مدنياً بينهم 5 أطفال، جراء غارة استهدفت قبواً كانوا يحتمون فيه في بلدة المسيفرة، وقال المرصد أن "أكثر من 35 غارة روسية استهدفت البلدة منذ الصباح" غداة خروج مستشفى فيها من الخدمة جراء غارات روسية أيضاً.

وتعد هذه الحصيلة هي "الأكثر دموية" منذ بدء التصعيد، على محافظة درعا، في الـ19من يونيو/حزيران 2018، وفق عبد الرحمن.

وتأتي هذه الحصيلة غداة مقتل 21 مدنياً جراء الغارات، في حين ارتفعت حصيلة القتلى المدنيين منذ بدء التصعيد، إلى 93 مدنياً، وفق المرصد.

 إدانة دولية  

وتستعد الطواقم الطبية في أحد مستشفيات غرب درعالاستقبال الجرحى الوافدين من المسيفرة، وفق ما قاله الطبيب بهاء محاميد، مدير عمليات اتحاد المنظمات الطبية الإغاثية في جنوب سوريا.

وأوضح محاميد لـ"فرانس برس": "بسبب عدم توافر الخدمات الطبية في الريف الشرقي والوضع الأمني، فإن معظم الإصابات تتوجه نحونا بالريف الغربي".

وفقدت تلك المنظمة، وفق قولها، أحد العاملين بكوادرها في غارات ليل الأربعاء 27 يونيو/حزيران 2018، هو الثالث من فريقها خلال أسبوع.

وباتت 5 مستشفيات خارج الخدمة منذ بدء التصعيد جراء غارات طالت محيطها؛ ما تسبب في أضرار أجبرتها على إغلاق أبوابها.

وبدأت قوات النظام عملياتها العسكرية انطلاقاً من ريف درعا الشرقي، حيث حققت تقدُّماً ميدانياً مكَّنها من فصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في الريف الشرقي إلى جزأين، قبل أن توسّع نطاق عملياتها لتشمل مدينة درعاوريفها الغربي.

وانضمت الطائرات الحربية الروسية، يوم السبت 23 يونيو/حزيران 2018، إلى العملية العسكرية.

وتمكنت قوات النظام، منذ بدء هجومها، من السيطرة على عدد من القرى والبلدات. كما تخوض اشتباكات مستمرة قرب قاعدة عسكرية في جنوب غربي مدينة درعا، من شأن السيطرة عليها أن تُمكِّنها من فصل مناطق سيطرة الفصائل في ريف درعا الغربي عن تلك الموجودة بريفها الشرقي.

وعادةً ما تتَّبع قوات النظام استراتيجية عزل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة بعضها عن بعض، في مسعى لإضعافها وتشتيت جهودها قبل السيطرة على مناطقها.

وأدانت دول غربية عدة داعمة للمعارضة، على رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، الهجوم، مطالِبةً موسكو بوقف قصفها للمنطقة التي ترعى فيها اتفاقاً لخفض التصعيد منذ عام.

وتُعد محافظات الجنوب إحدى مناطق خفض التصعيد الأربع في سوريا. وقد أُعلن فيها وقف لإطلاق النار برعاية أميركية-أردنية في يوليو/تموز 2017.

 "افتحوا الحدود للأطفال"

 وتركَّز القصف الجوي، الأربعاء، على ريف درعا الجنوبي الشرقي.

وأوردت منظمة الخوذ البيضاء في الجنوب، (الدفاع المدني في مناطق المعارضة)، على حسابها بموقع تويتر، أن عشرات الغارات الجوية استهدف بلدات عدة مثل بصرى الشام والحراك والكرك؛ "ما تسبب في حركة نزوح واسعة".

كما أفاد المرصد السوري بأن القصف يطو،ل منذ الأربعاء، مناطق ذات كثافة سكانية.

وأوضح الباحث السوري المتحدر من درعا أحمد أبازيد، لـ"فرانس برس"، أن "القصف الكثيف يهدف إلى قطع مقومات الحياة، ودفع الناس للنزوح الجماعي، وهذا ما يحصل فعلياً"، مشيراً إلى أن القصف "يركز على مناطق آهلة بالسكان والنازحين لإيقاع أكبر عدد من الضحايا ودفْع الفصائل أو المناطق للاستسلام أو المصالحة".

ويعيش نحو 750 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة، في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، والتي تشمل 70% من محافظتي درعا والقنيطرة. وفرَّ 50 ألفاً من بلداتهم وقراهم، وفق الأمم المتحدة. ويتوجه غالبيتهم إلى المنطقة الحدودية مع الأردن، الذي أعلن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة، مؤكداً أن حدوده "ستظل مغلقة".

وقال رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سوريا، يان إيغلاند، في جنيف: "نحض الأردن على فتح حدوده".

وأشار إلى توقُّف القوافل الإنسانية من الأردن نحو جنوب سوريا. وقال إن "طريق الإمدادات من الحدود الأردنية، الشديد الفاعلية حتى الآن، قد توقف بسبب المعارك في الأيام الأخيرة"، موضحاً: "شدة المعارك أدت إلى عدم وجود اتفاق لضمان مرور آمن للقوافل".

ودعا مجلس نوى المحلي، في الريف الغربي، الأردن لفتح الحدود.

وفي مدينة درعا حيث يتواصل القصف على الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، قال المقاتل أحمد أبو حازم (26 عاماً)، لـ"فرانس برس": "الأهالي ذهبواً جميعاً. لم يبقَ أي مدني".

وأضاف: "افتحوا الحدود؛ فقط من أجل الأطفال والنساء".

علامات:
تحميل المزيد