على خلاف ما تم الاتفاق عليه في لقاء القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس كوريا الشمالية كيم جونغ أون مِن تعهَّد من جانب الأخير بـ"نزع الأسلحة النووية تماماً في لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إلا أن صور الأقمار الصناعية أظهرت أنَّ كوريا الشمالية واصلت تطوير مفاعلها النووي المعروف، الوحيد الذي يُستَخدَم لتزويد برنامج الأسلحة الخاصة بها بالوقود، رغم المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة، والتعهُّد بنزع الأسلحة النووية.
وقالت صحيفة الجارديان ان تحليل أجراه برنامج 38 North الرقابي للصور التي التقطها قمرٌ صناعي تجاري في 21 يونيو/حزيران، ذكر أنَّ التطويرات في البنية التحتية لمحطة يونغبيون النووية "مستمرة بوتيرةٍ سريعة".
وسبق أن بدأت كوريا الشمالية في أبريل/نيسان 2013، تشغيل هذا المفاعل الذي أوقفت تشغيله في 2007، في إطار اتفاق دولي دعمته الولايات المتحدة. ويعتقد أن كوريا الشمالية تملك مخزوناً من البلوتونيوم كافياً لإنتاج ست قنابل، وذلك بعد أن استخدمت قسماً من مخزونها في تجاربها.
إذ طرأت تعديلاتٌ على نظام تبريد مُفاعل إنتاج البلوتونيوم، وأُنشئ مبنيان غير صناعيين على الأقل في المحطة، وربما يكونان مُخصَّصين للمسؤولين الزائرين. وتم الانتهاء من بناء مكتب هندسي جديد، واستمرَّ إنشاء مرافق الدعم في جميع أنحاء المُجمَّع النووي، وفقاً لمدوَّنةٍ كتبها المُحلِّلان فرانك بابيان وجوزيف برموديز الابن وجاك ليو.
الملف الكوري الشمالي على مائدة اللقاء الأميركي الصيني
ووصل وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، إلى العاصمة الصينية بكين، الثلاثاء 26 يونيو/حزيران 2018، للقاء كبار مسؤولي البلاد، حيث ينتظر العالم مؤشرات على اتخاذ كوريا الشمالية لخطوات من أجل تفكيك برنامجها النووي، في أعقاب القمة التاريخية بين الرئيس دونالد ترمب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ويتوقع أن تتصدر المفاوضات مع كوريا الشمالية المناقشة خلال اجتماعات ماتيس في الصين.
وتعتبر بكين صاحبة أكبر تأثير على بيونغ يانغ، وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ، الأسبوع الماضي، إن الصين "ستلعب دائماً دوراً بنّاء" في هذا الملف. وأجرى كيم زيارة إلى بكين استمرّت يومين الأسبوع الماضي، والتقى شي.
يُذكَر أنَّ كيم أعلن في وقتٍ سابق من العام الجاري، أنَّ ترسانة كوريا الشمالية وأسلحتها النووية القادرة على ضرب الولايات المتحدة قد اكتملت، وأنَّ كوريا الشمالية أغلقت موقع التجارب النووية الوحيد المعروف لديها، في شهر مايو/أيَّار.
وكتبت جيني تاون، مديرة تحرير موقع 38 North تغريدةً على تويتر قالت فيها: "تحسينات البنية التحتية في يونغبيون تتواصل، ما يؤكِّد سبب ضرورة إبرام اتفاق فعلي، وليس مجرد بيان من الأهداف السامية".
وما زالت حالة عدة أجزاء مختلفة من المجمع النووي غير واضحة، وحذَّر خبراءٌ من ربط التطويرات الجارية بالمفاوضات مع الولايات المتحدة.
وقالوا: "يجب عدم الربط بين العمل المستمر في منشأة يونغبيون النووية وتعهُّد كوريا الشمالية بنزع الأسلحة النووية. ومن المتوقع أن يمضي خبراء كوريا الشمالية
النوويون في عملهم كالمعتاد، حتى تصدر أوامر مُحدَّدة من العاصمة الكورية الشمالية بيونغ يانغ".
وعلى الرغم من عدم وضوح التفاصيل بشأن إبرام أي اتفاق نووي، واصلت كوريا الجنوبية المُضي قُدُماً في جهودها الدبلوماسية. واجتمعت مع نظيرتها الشمالية في الأسبوع الجاري لإجراء محادثات عسكرية ،بهدف استعادة خطوط التواصل، ووافق مسؤولو السكك الحديدية على بحث ربط البلدين بالسكك الحديدية.حسب تقرير الجارديان
فيما قال رئيس وزراء كوريا الجنوبية، إن الكوريين الشماليين يبحثون في نقل أنظمة مدفعية بعيدة المدى، بعيداً من الحدود بين الكوريتين. وقال لي ناك-يون، في تصريحات الإثنين 25 يونيو/حزيران 2018، إن هذه المناقشات هي من بين خطوات اتَّخذها الكوريون الشماليون، أخيراً، لتعزيز فرص السلام وسط اندفاعة دبلوماسية لتحقيق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وكانت كوريا الشمالية قد نشرت ما يقرب من ألف قطعة مدفعية على طول الحدود، ما يُشكِّل تهديداً كبيراً لسيول، عاصمة كوريا الجنوبية.
ويبدو أن تصريحات لي هي أول تأكيد رسمي لأنباء نقلتها وسائل الإعلام، من أن كوريا الجنوبية طالبت الشمالية بإعادة تموضع مواقع المدفعية في المحادثات العسكرية بين الكوريتين، الشهر الجاري.
وكانت وزارة الدفاع في سيول قد نفت هذه الأنباء، التي توقعت أيضاً أن كوريا الشمالية طلبت على الأرجح من كوريا الجنوبية سحب أنظمة دفاعية خاصة بها على الحدود.
وستبدأ تجربة ذلك في الشهر المُقبل، يوليو/تموز، عبر خطوطٍ غير مستخدمة منذ فترةٍ طويلة كانت تُمكِّن المواطنين في الماضي من السفر عبر شبه الجزيرة الكورية بأكملها.
وقد بدأت المحادثات المتعلقة بهذا الشأن قبل عشر سنوات، لكنَّها توقفت وسط تصاعُد التوترات.
جديرٌ بالذكر أنَّ كوريا الشمالية لديها بالفعل محطة قطارات متلألئة من الزجاج والفولاذ، تقع جنوب حدودها المُدجَّجة بالقوات والأسلحة مع جارتها الشمالية مباشرةً، ومزوَّدة بمسارات أُعِدَّت لتسيير قطاراتٍ تصل إلى بيونغ يانغ.
وخصَّ كيم بالذكر البنية التحتية المتطورة للسكك الحديدية لدى كوريا الجنوبية، في أثناء لقائه مع مون في شهر أبريل/نيسان، حيث أقرَّ -في اعترافٍ نادر بضعفه- بأنَّ كوريا الشمالية متخلفةٌ كثيراً عن جارتها الجنوبية. لكنَّ إحراز تقدُّم في القضية النووية، ورفع العقوبات يجب أن يسبق أي مشروع سكك حديدية مشترك.
التسلسل الزمني لتجارب كوريا الشمالية النووية
هذا، وتواصل كوريا الشمالية تجاربها النووية دون توقف تقريباً منذ عام 2006، حيث أجرت أول اختبار نووي، وفي أكتوبر/تشرين الأول، من العام نفسه، نجحت في اختبار لجهاز نووي. حيث بلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار 3.9 درجة.
وفي 2007 وافقت كوريا الشمالية على إعلان وتفكيك جميع منشآتها النووية بحلول نهاية العام، إلا أنها في أغسطس/آب من عام 2008، أعلنت أنها جمَّدت عملية تعطيل منشآتها النووية، احتجاجاً على تأجيل عملية إخراجها من القائمة الأميركية للدول الراعية للإرهاب. وفي مايو/أيار 2009، أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية ثانية، بتفجير جهاز نووي تحت الأرض. بلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار 4.5 درجة.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2010، تم السماح لعالم نووي أميركي برؤية محطة متقدمة لتخصيب اليورانيوم في يونغ بيون بكوريا الشمالية. وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2011، تم بناء مفاعل الماء الخفيف وإنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب. وفي فبراير/شباط من عام 2012، وافقت كوريا الشمالية على تعليق تخصيب اليورانيوم. وفي فبراير/شباط 2013، إجراء تجربة نووية ثالثة في موقع اختبار بونغي-ري. بلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار 4.9 درجة.
وفي يناير من عام 2016 نجحت بيونغ يانغ في إجراء اختبار قنبلة هيدروجينية.
وختام كل هذه التجارب كان في عام 2017، حيث أجرت كوريا الشمالية تجربة القنبلة الهيدروجينية، وبلغت قوة الهزة الأرضية الناجمة عن الاختبار 5.7 درجة.